إدلب ومنظومة إس-400 أبرز محاور زيارة إردوغان لبوتين

الرئيس التركي يزور موسكو للمرة الثالثة منذ بداية العام الحالي، في محاولة لاستكمال صفقة شراء منظومة إس-400 رغم تحذيرات واشنطن.

موسكو - استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين نظيره التركي رجب طيب إردوغان لبحث صفقة منظومة صواريخ إس-400 التي ترفضها واشنطن، بالإضافة إلى مناقشة "مشاريع أخرى واعدة" على صعيد التعاون العسكري.

وعبّر بوتين خلال محادثات في الكرملين عن رغبته بالتباحث بشأن "أهداف جدية ترمي إلى تعزيز التعاون العسكري والتقني" بين موسكو وأنقرة.

وقال إن "الأمر يتعلق بالدرجة الأولى باستكمال تنفيذ عقد توريد منظومة إس-400 الدفاعية الجوية".

وأشار الرئيس الروسي كذلك إلى "مشاريع واعدة أخرى مدرجة أيضاً على جدول الأعمال تتعلق بتوريد معدّات روسية إلى تركيا".

وتأتي تصريحات بوتين بعد ثلاثة أيام من تجديد إردوغان الذي يزور موسكو للمرة الثالثة منذ بداية العام الحالي، رغبته باستكمال صفقة شراء منظومة إس-400 رغم تحفظات واشنطن.

وستصدر الشحنات الأولى لهذه المنظومة في تموز/يوليو المقبل، وفقاً لإردوغان.

وتحض حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا على الاختيار بين منظومة الدفاع الروسية ومقاتلات اف-35 التي ترغب أنقرة أيضاً في الحصول عليها. وعلّقت توريد معدّات مرتبطة بهذه المقاتلات إلى الحكومة التركية.

وسبق لواشنطن التي تخشى من تمكن البطاريات الروسية من اختراق البيانات التكنولوجية للمقاتلات الأميركية وحلف شمال الأطلسي، أن عرضت على أنقرة صواريخ باتريوت الأميركية كبديل.

وتؤكد الولايات المتحدة أيضاً أن النظام الدفاعي الروسي لا يتواءم ومعدات حلف شمال الأطلسي.

الإصرار التركي على استكمال إجراءات صفقة شراء منظومة إس-400 ربما يعطي الضوء الأخضر لواشنطن لزيادة تحالفها مع الأكراد للضغط على إردوغان

ويقول مراقبون إن الإصرار التركي على استكمال إجراءات صفقة شراء منظومة إس-400 ربما يعطي الضوء الأخضر لواشنطن لزيادة تحالفها مع الأكراد الذين يشكلون نقطة ضعف أنقرة خصوصا على الحدود السورية.

وفي هذا السياق أعلن القائد العام لـ "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي الاستعداد للتفاوض مع أنقرة بشرطين، هما خروج تركيا من عفرين وتخليها عن تهديد شمال وشرق سوريا.

وقال مظلوم عبدي خلال احتفالية نظمتها "الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا" في مدينة عين العرب (كوباني)، بحضور قياديين عسكريين من التحالف الدولي ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق بيرنار كوشنار، إن "الإدارة المدنية والعسكرية لشمال وشرق سوريا مستعدة لفتح مفاوضات مع تركيا في المرحلة المقبلة بشرط خروج الأخيرة من منطقة عفرين شمال البلاد".

وتحدث الرئيسان الروسي والتركي كذلك عن الوضع في محافظة إدلب، التي يسيطر عليها حالياً جهاديون من تنظيم تحرير الشام. وقتل 13 مدنياً الأحد بقصف في هذه المنطقة.

وتوصلت روسيا وتركيا اللتان تتعاونان بشكل وثيق في الملف السوري رغم دعم أنقرة للمعارضين ودعم موسكو للأسد، في أيلول/سبتمبر في سوتشي الروسية إلى اتفاق أتاح منع عملية عسكرية للجيش السوري في المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا.

وأعلن بوتين خلال مؤتمر صحافي تبع لقاءه مع إردوغان "لم ننجح بعد بتطبيق كل النقاط التي توصلنا إليها في سوتشي لكن أعتقد أن مشكلة إدلب ستُحل"، مضيفاً "لم ننجح بعد بتشكيل مركز للتنسيق".

وأضاف الرئيس الروسي أنه "من غير المقبول تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ"، مؤكدا على أن روسيا وتركيا اتفقتا، بالتنسيق مع السلطات السورية والمعارضة، والأمم المتحدة، على المساهمة في إنشاء اللجنة الدستورية السورية.

وقال إردوغان من جهته "من الخطأ القول إن التزامنا لم يؤدِ إلى نتائج في إدلب"، متابعاً أنه "للأسف، ونظراً لوجود بعض الجماعات الإرهابية هناك، عملنا ليس سهلاً".