إردوغان يزج بأعدائه الأكراد في عملية اقتحام الكونغرس
انقرة – تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت عن وجود صلات بين وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا ومنظمي عملية اقتحام مبنى الكونغرس الاميركي في كانون الثاني/يناير الذي نفّذه أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على مقر الكابيتول.
ويكن اردوغان العداء الشديد لتشكيلات الاكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة ويعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الحكومة التركية منذ عقود.
وفي تصريحات بثها التلفزيون، قال أردوغان في نبرة تصالحية، إن المصالح المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة تفوق الخلافات وإن أنقرة ترغب في تعاون أفضل مع واشنطن.
واضاف أردوغان، بحسب وكالة الاناضول التركية، إن مهاجمة مبنى الكونغرس الاميركي "أثبتت مجددا أن الإرهاب عدو للديمقراطية والإنسانية". وقال ايضا ان "الذين قادوا العمل الشائن ضد الكونغرس الأميركي ظهرت صلاتهم بتنظيم ب ي د/ ي ب ك الفرع السوري لمنظمة بي كا كا".
ويشير اردوغان بذلك الى كل من وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي ساهمت في اخراج داعش من سوريا، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.
ولم يقدم اردوغان مزيدا من التفاصيل حول الصلات التي تربط هذه التنظيمات بعملية اقتحام الكابيتول قبل اقل من شهرين.
ووجّهت وزارة العدل الأميركية اتهامات لستة أعضاء في مجموعة "أوث كيبرز" (حراس القسم) المتشددة الجمعة على خلفية مشاركتهم في هجوم السادس من كانون الثاني/يناير الذي نفّذه أنصار ترامب.
وسبق أن تم توجيه اتّهامات مشابهة لثلاثة أشخاص آخرين منضوين في "أوث كيبرز".
وفصّلت وثائق المحكمة الاتصالات التي جرت بينهم قبيل هجوم الكابيتول، الذي عرقل لمدة وجيزة جلسة المصادقة على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة.
من جهة اخرى قال اردوغان "نؤمن في تركيا بأن مصالحنا المشتركة مع الولايات المتحدة تفوق بكثير خلافاتنا في الرأي" مضيفا أن أنقرة ترغب في تعزيز التعاون عبر "رؤية بعيدة المدى" تعود بالفائدة على الطرفين.
وشهدت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي توترا في عدة قضايا. وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات على أنقرة في ديسمبر/كانون الأول لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400.
واضافة الى استثناء تركيا من برنامج تطوير طائرة اف-35 منعت واشنطن في كانون الاول/ديسمبر اصدار اي ترخيص لتصدير اسلحة للوكالة الحكومية التركية المكلفة شراء المعدات العسكرية لمعاقبة انقرة على شراء الصواريخ الروسية.
وليس من المتوقع ان تكون العلاقات التركية مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن افضل منها في عهد ترامب. ورحبت تركيا بفتور بانتخاب بايدن.
وقال الرئيس التركي "ستستمر تركيا في تنفيذ ما عليها بأسلوب جدير بمستوى التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين" مضيفا أن العلاقات التركية-الأميركية "تعرضت لاختبار خطير" في الآونة الأخيرة.
وفي كانون الثاني/يناير اعرب اردوغان عن الامل في التوصل الى تسوية مع ادارة بايدن تسمح باعادة إشراك انقرة في برنامج تطوير المقاتلة اف-35.