إردوغان يصف تحسن العلاقة مع الإمارات بالخطوة التاريخية

الرئيس التركي "يحرص" على الارتقاء بالعلاقات مع السعودية ومصر بعد سنوات الخلاف.

أنقرة – وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التقارب الأخير مع دولة الإمارات بالخطوة التاريخية، مبديا "حرصه" على تطوير العلاقات مع السعودية ومصر.
وزار ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد تركيا الاسبوع الماضي ووقع البلدان حزمة من الاتفاقيات خلال الزيارة. وتم الاعلان عن استثمارات إماراتية بمليارات الدولارات في تركيا التي تعيش أزمة اقتصادية.
وطرأ تحسن ملحوظ في الشهور الاخيرة على علاقات تركيا مع السعودية والامارات ومصر، بعد سنوات من الخلاف بسبب التدخلات التركية في شؤون المنطقة وخصوصا ليبيا وسوريا وموقف انقرة الداعم لجماعة الاخوان المسلمين.
وقال اردوغان لقناة "تي آر تي1" التركية الثلاثاء تعليقا على التطورات الأخيرة في علاقات تركيا مع الإمارات إن "الخطوة التي تم اتخاذها مع إدارة أبوظبي خطوة تاريخية".
واضاف "هناك اتفاقيات مبدئية تبلغ قيمتها 11 مليار دولار" مشيرا إلى أنه يستعد في فبراير/شباط المقبل لزيارة دولة الإمارات ردًا للزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأنقرة.
كما أوضح أن هناك زيارات مماثلة سيقوم بها خلال الفترة الحالية وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان. وشدد على أن العلاقات مع الإمارات ستصل في ظل هذه التطورات إلى "نقطة مختلفة".
وخلال زيارة الشيخ محمد بن زايد، أعلنت الامارات عن "تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا".
وكان الشيخ محمد قال في ختام الزيارة إنه أجرى محادثات "مثمرة" مع أردوغان حول فرص تعزيز الروابط بين تركيا ودولة الإمارات، مضيفا في تغريدة على تويتر "نتطلع إلى فتح آفاق جديدة وواعدة للتعاون والعمل المشترك يعود بالخير على البلدين ويحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما إلى التنمية والازدهار."
 من جهة ثانية، أكد اردوغان ان تركية عازمة على تحسين علاقاتها مع كافة دول الخليج. واضاف "سنعمل على الارتقاء بالعلاقات مع السعودية إلى مكانة أفضل".
وفيما يخص العلاقات مع مصر قال أردوغان انها متواصلة على مستوى الوزراء و"يمكن أن تحدث تطورات مختلفة للغاية بهذا الخصوص أيضا".
وفي ما يخص البحرين، اوضح الرئيس التركي أن هناك مباحثات ستجرى مع المنامة، مشيرا الى أن مسؤولين بحرينيين سيزورون أنقرة في وقت لاحق لعقد لقاءات ومباحثات لتعزيز التعاون.
وقال ايضا "هناك إمكانيات جدية للغاية للتعاون بيننا وبين دول الخليج فاقتصاداتنا متكاملة وآمل أن نرى مشاريع تعاون جديدة تقوم على المنفعة المتبادلة كفرص للاستثمارات المشتركة ".
وعن السبب في اتجاه تركيا لتطوير علاقاتها مع دول الخليج، قال أردوغان "لأن كافة شعوب هذه المنطقة لها علاقات مختلفة مع بعضها البعض. فنحن معًا قمنا بإنشاء التاريخ القديم وتقاسمناه ونتقاسمه فيما بيننا".
 وكانت تركيا والدول الاربع على طرفي نقيض في ملفات عدة، بينها الملفين الليبي والسوري. وتأخذ هذه الدول على تركيا تدخلاتها في شؤون المنطقة ودعمها للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وفروعه العربية.
وسبق لتركيا أن تدخلت في الأزمة بين قطر ودول المقاطعة السابقة وساندت الدوحة حينها قبل أن تتوصل الدول المعنية بالأزمة لمصالحة خليجية خلال قمة العلا التي استضافتها المملكة بمشاركة مصر في مطلع العام وأنهت ثلاث سنوات من التوتر والخلافات.
واتخذ الرئيس التركي حينها موقفا عدائيا من الإمارات وهاجم قادتها قبل أن يتراجع بعد المصالحة الخليجية ضمن محاولة لتصحيح مسار العلاقات مع الشركاء الخليجيين والغربيين.