إردوغان يعرض على ترامب تولي الأمن في منبج

في اتصال هاتفي مع ترامب، الرئيس التركي يصف مقتل اربعة أميركيين من بين حوالي عشرين في منبج بالعمل الاستفزازي الذي يستهدف التأثير على قرار الانسحاب الأميركي من سوريا.
البيت الابيض لم يشر الى عرض ترامب حول منبج
الرئاسة التركية: تسريع المناقشات مع واشنطن لإقامة المنطقة الآمنة
بريت مكغورك: لا يمكن لتركيا الحلول محل الولايات المتحدة في منبج

اسطنبول (تركيا) - قالت الرئاسة التركية في بيان إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي الأحد استعداد تركيا لتولي الأمن في منطقة منبج السورية والتي شهدت مقتل أربعة مدنيين أميركيين في تفجير أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه الأسبوع الماضي.
وقال أردوغان لترامب إن التفجير الانتحاري في منبج كان عملا استفزازيا استهدف التأثير على قرار ترامب الشهر الماضي الانسحاب من سوريا. وتقع بلدة منبج في شمال شرق سوريا وتسيطر عليها فصائل متحالفة مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وكان ترامب أربك فريقه للأمن القومي بقرار مفاجئ في 19 ديسمبر/كانون الأول بسحب جميع القوات الأميركية وقوامها 2000 جندي من سوريا وإعلانه هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك وهي وجهة نظر لم يتفق معه فيها الكثير من الخبراء.
وأصبحت منبج التي انتزعتها قوات تدعمها الولايات المتحدة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016 نقطة توتر رئيسية بعد قرار ترامب سحب القوات الأميركية والتي يحول وجودها فعليا دون مهاجمة تركيا للقوات الكردية.
وتخضع منبج لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والمتحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أيضا من الولايات المتحدة.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ عقود على الأراضي التركية.
وفي وصفه للاتصال الهاتفي لم يشر البيت الأبيض إلى عرض أردوغان تولي المسؤولية الأمنية في منبج لكنه قال إن الرئيسيين اتفقا على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض لشمال شرق سوريا تلبي الاحتياجات الأمنية لكلا البلدين.
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض عن الاتصال "أكد الرئيس ترامب على أهمية هزيمة العناصر الإرهابية الباقية في سوريا".
وأضافت "اتفق الزعيمان على مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى حل من خلال التفاوض لشمال شرق سوريا يعالج مخاوفنا الأمنية. بحثا أيضا المصالح المشتركة في تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وتركيا".
وكان ترامب حذر تركيا من مغبة مهاجمة الأكراد في سوريا وبدا أنه يهدد بإلحاق الضرر باقتصاد تركيا إذا أقدمت على تلك الخطوة.
وقالت الرئاسة التركية في بيانها إن الزعيمين اتفقا على تسريع المناقشات ومواصلتها بين رئيسي أركان البلدين فيما يتعلق بإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا.
من جانبه، أعلن الموفد الأميركي السابق لدى التّحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة بريت مكغورك الأحد أنّ الولايات المتّحدة ليست لديها خطّة لسوريا.
وقال مكغورك الذي استقال في كانون الأوّل/ديسمبر بعد إعلان الانسحاب الأميركي من سوريا "لا توجد خطة لما سوف يلي"، وهو ما يزيد المخاطر بالنسبة إلى القوّات الأميركيّة على الأرض.

'لا خطة لدى واشنطن للانسحاب من سوريا'
'لا خطة لدى واشنطن للانسحاب من سوريا'

وكان مكغورك يتحدّث في مقابلة مع شبكة سي بي إس، بعد اعتداء نُفّذ الأربعاء وأسفر عن مقتل 19 شخصًا بينهم أربعة أميركيّين في مدينة منبج.
ومذّاك، أدلى مسؤولون أميركيّون كبار بتصريحاتٍ متناقضة حول نوايا واشنطن. لكنّ البنتاغون قال إنّ الانسحاب من سوريا قد بدأ، على الرّغم من أنّه لا يزال من غير الواضح كم من الوقت سيستغرق قبل أن ينتهي.
وقال مكغورك "الرئيس كان واضحًا، نحن نُغادر. وهذا يعني أنّ قوّاتنا يجب أن تكون لها مهمّة واضحة: الانسحاب بأمان".
لكنّه أضاف "في الوقت الحاليّ، ليست لدينا خطّة. هذا يزيد من تأثّر قوّاتنا. هذا يزيد المخاطر بالنسبة إلى عناصرنا على الأرض في سوريا، وهذا سيؤدّي إلى فتح مجال لتنظيم الدولة الإسلاميّة".
كذلك، أكّد الموفد الأميركي السابق أنّ "شريكاً" مثل تركيا، حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي، لا تستطيع الحلول مكان الولايات المتّحدة، وذلك بخلاف ما تؤكّده أنقرة.
وقال مكغورك "هذا غير واقعيّ"، معتبرًا أنّ من الصعب سحب القوّات الأميركيّة والبحث في الوقت نفسه عن صيغةٍ لاستبدال هذه القوّات بشريكٍ آخر في التحالف المناهض للجهاديّين، ومشدّدًا على أنّ "هذه الخطّة ليست قابلة للتطبيق".
وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 18 كانون الثاني/يناير، قال مكغورك إنّ تركيا لا تملك وحدها وسائل عسكريّة لكي تؤدّي هذا الدور.
وكان الموفد الأميركي السابق قد حذّر من أنّ الانسحاب الأميركي قد يُقوّي الرئيس السوري بشّار الأسد ويقلّص النفوذ الأميركي في مواجهة روسيا وإيران.
واقترح ترامب الأسبوع الماضي إقامة منطقة آمنة، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل. وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الأربعاء إنها مستعدة للمساعدة في إقامة المنطقة الآمنة بعد زيادة المخاوف من أن الانسحاب الأميركي سيمنح تركيا الفرصة لشن هجوم جديد.
وتريد تركيا أن تكون المنطقة الآمنة خالية من الوحدات الكردية.