إرهاب داعش وبوكوحرام يغرق نيجيريا في حمام دم

نيجيريا تواجه معضلات أمنية كبيرة مع تنامي هجمات جماعة بوكوحرام المتطرفة وفرع تنظيم الدولة الإسلامية المنشق عنها والساعي لإيجاد موطئ قدم في الدولة الافريقية النفطية العضو في أوبك.

هجمات إرهابية لا تهدأ في شمال شرق نيجيريا
بوكوحرام تقتل العشرات في هجوم على جنازة
تنافس محموم بين بوكوحرام والفرع النيجيري لداعش المنشق عنها

مايدوجوري (نيجيريا) - تواجه نيجيريا معضلات أمنية كبيرة مع تنامي هجمات بوكوحرام المتطرفة والفرع النيجيري لتنظيم الدولة الإسلامية المنشق عنها والذي يسعى بدوره لإيجاد موطئ قدم في شرق البلاد المضطرب.

ويتنافس التنظيمان على النفوذ من خلال اعتداءات إرهابية متواترة أوقعت مئات القتلى وشردّت الآلاف ووضعت الحكومة النيجيرية أمام معادلة صعبة لإعادة الأمن والاستقرار لأجزاء من الدولة الإفريقية النفطية.

وفي أحدث هجوم إرهابي تعرضت له نيجيريا، قال مصدر أمني وساكن اليوم الأحد إن مسلحين يشتبه بأنهم إسلاميون متشددون من جماعة بوكوحرام قتلوا ما لا يقل عن 30 شخصا في إطلاق نار خلال جنازة بولاية بورنو (شمال شرق نيجيريا)، لكن مصدرا من الحكومة المحلية أكد أن الحصيلة ارتفعت إلى 65 قتيلا بعد العثور على عشرات الجثث اثر الاعتداء الإرهابي.

وتعد ولاية بورنو معقل جماعة بوكوحرام وفرع تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا المنشق عنها. وتشن الجماعة المتشددة هجمات منذ نحو عشرة أعوام وقتلت الآلاف وتسببت في تشريد الملايين في منطقة شمال شرق نيجيريا.

وقال الساكن ويدعى باكورا مالام أمادو إنه شاهد المسلحين يتجمعون قبل أن يطلقوا النار على المشاركين في جنازة بقرية أمس السبت.

وقال مصدر أمني إن أكثر من 30 شخصا قتلوا عندما اقتحم الإسلاميون القرية على متن دراجات نارية وعربات فان، موضحا أنهم هاجموا أيضا قرية أخرى وسقط عدد غير معروف من الضحايا.

وأكد دان باتا المسؤول بهيئة الطوارئ بالبلاد وقوع الهجمات وقال إن السلطات تعمل على توفير الدعم للمدنيين المصابين، لكنه أحجم عن التعليق على عدد القتلى.

وكان مسؤول محلي قد تحدث عن مقتل ما لا يقل عن 65 شخصا خلال هجوم شنته بوكوحرام على جنازة في شمال شرق نيجيريا.

وتأتي هذه الحصيلة بعد العثور على عشرات القتلى إثر الهجوم الذي وقع السبت في قرية قريبة من مدينة مايدوغوري عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه. وقال مدير الحكومة المحلية محمد بولاما "قتل 65 شخصا وأصيب 10 آخرون".

العثور على عشرات الجثث بعد هجوم بوكحرام على جنازة في ولاية بورنو
العثور على عشرات الجثث بعد هجوم بوكحرام على جنازة في ولاية بورنو

وتقول الحكومة إن جماعة بوكوحرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا المنافس لها يلفظان أنفاسهما الأخيرة، لكن الجهود المستمرة للقضاء على المتشددين فشلت وما زال الجيش يتكبد خسائر ثقيلة.

ويسعى الفرع النيجيري لتنظيم داعش إلى ترسيخ أقدامه في المنطقة من خلال اعتداءات دموية على القوات الحكومية، مستغلا الاضطرابات الأمنية.

وتتنافس أفرع القاعدة وداعش في إفريقيا على مناطق النفوذ حيث تلتقي هذه الجماعات في الأسلوب الدموي ذاته وتتصارع في ما بينها على المصالح والنفوذ والزعامة.

وحالة التنافس بين الجماعات الإرهابية في نيجيريا خاصة وفي غرب إفريقيا عموما تكاد تكون نفسها في أفغانستان حيث يتزاحم الفرع الأفغاني لتنظيم داعش وحركة طالبان على إيقاع أكبر قدر ممكن من القتلى في هجمات متواترة ضمن سعي كل منهما لتعزيز موقعه. 

وتناسل التطرف في إفريقيا على وقع الخلافات والانشقاقات في أفرع القاعدة ضمن خلافات على الزعامة وعلى إستراتيجية التمدد في القارة، فتحول التنظيم إلى تنظيمات والجماعة إلى جماعات لكل منها حساباتها.

وتناثر الإرهاب سريعا في المناطق التي تشهد اضطرابات وفراغات أمنية حيث تتغذى الجماعات المتطرفة من بيئة الفوضى المستشرية.

ونفذت جماعة بوكوحرام التي كانت إلى سنوات خلت موالية للقاعدة، مئات الهجمات الإرهابية على السكان وقوات الأمنية مخلفة مئات القتلى كما تقوم عادة بعمليات سبي ونهب واختطاف.