إسبانيا تبتعد عن المخاطرة بعلاقاتها مع السعودية

رئيس الوزراء الإسباني يدافع عن صفقة قنابل الليزر في إطار العلاقات الوثيقة والقائمة منذ عقود بين المملكتين.

مدريد - دافع رئيس وزراء إسبانيا الأحد عن قرار حكومته المضي قدمًا في تسليم 400 قنبلة موجّهة بالليزر الى السعودية قائلاً إنها ضرورية للحفاظ على علاقات جيدة مع الدولة الخليجية.
وكانت مدريد والرياض الحليفتان منذ أمد بعيد، قريبتان من أزمة دبلوماسية قبل حوالي اسبوعين اثر إعلان وزارة الدفاع الاسبانية الغاء صفقة بقيمة 9,2 ملايين يورو لبيع السعودية 400 قنبلة مسيرة بالليزر.
وأعلنت الحكومة الاشتراكية في وقت سابق هذا الشهر أنها قررت إلغاء الاتفاق الموقّع بهذا الصدد بين البلدين في 2015 بسبب مخاوف متعلقة بالحرب في اليمن. 
وإلغاء هذه الصفقة كان من شأنه تهديد صفقة أهم بقيمة 1,8 مليار يورو تشتري بموجبها الرياض خمس بوارج.
وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة "لا سيكستا" التلفزيونية الخاصة، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز "كان الوضع معقدًا للغاية. المعضلة التي واجهتها الحكومة كانت إما قطع علاقاتها التجارية والاقتصادية والسياسية مع المملكة العربية السعودية، أو تنفيذ عقد وقّعته الحكومة السابقة".
وأضاف ان الحكومة كانت ستُخاطر "بخلق صورة بانها تعيد النظر بكامل في علاقتها" بالسعودية لو لم تسلّم تلك القنابل.

كان الوضع معقدًا للغاية. المعضلة كانت إما قطع العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية مع السعودية، أو تنفيذ عقد وقّعته الحكومة السابقة

وكانت السعودية، وهي حليف قديم لإسبانيا، قد دفعت 9,2 ملايين يورو (10,7 ملايين دولار) مقابل القنابل، بموجب عقد وقّعته في العام 2015 الحكومة المحافظة السابقة في إسبانيا.
وكانت مدريد والرياض أبرمتا الصفقة في نيسان/ابريل 2018 أثناء زيارة ولي العهد السعودي محـمد بن سلمان لاسبانيا.
ومثل ذلك نصرا لاسبانيا وشركاتها التي كانت حصلت في السنوات الاخيرة على العديد من عقود الهندسة من السعودية على غرار القطار فائق السرعة بين مكة والمدينة ومترو الرياض.
وأسهم التقارب الكبير بين الاسرتين المالكتين في البلدين، البوربون وآل سعود، في الحصول على هذه العقود.
لكن هناك أيضا عاملا داخليا دفع الحكومة الاسبانية وهو أن صفقة البوارج الخمس من شأنها أن تتيح الابقاء على نحو ستة آلاف وظيفة خصوصا في الاندلس، المعقل الاشتراكي حيث من المقرر تنظيم انتخابات اقليمية في الاشهر القادمة.
يشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة شهدت مشاركة السعودية على رأس التحالف العربي العسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.