إسرائيليون يفرون إلى قبرص عبر البحر لتجنب الصواريخ الإيرانية
القدس - في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، بدأت تظهر تداعيات الحرب بشكل واضح على حياة المدنيين الإسرائيليين، الذين باتوا يشعرون بتهديد حقيقي لأمنهم الشخصي. وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الاثنين، عن فرار مئات الإسرائيليين يوميًا عبر يخوت إلى قبرص، هربًا من الصواريخ الإيرانية التي تهدد المدن الإسرائيلية. في ظل التوترات المستمرة، أصبح الاستقرار والأمان في إسرائيل مهددًا بشكل غير مسبوق، ما دفع العديد من المواطنين إلى البحث عن ملاذات آمنة في الخارج. ووفقًا للتقارير، فإن هذه الظاهرة تتسارع بشكل ملحوظ، إذ تزايدت أعداد الإسرائيليين الذين يهربون من صواريخ طهران التي تصوّب نحو المناطق المدنية.
ويُظهر هذا النزوح الجماعي من إسرائيل قلقًا متزايدًا من تداعيات الحرب المستمرة في المنطقة، وهو ما يعكس تراجع الثقة في قدرة النظام الدفاعي على حماية المدنيين في المستقبل القريب. فبعد تزايد الضربات الإيرانية على المدن الإسرائيلية، شعر الكثير من الإسرائيليين أن الخطر أصبح حقيقيًا وداهمًا. وبدلاً من الاعتماد على الدفاعات الجوية مثل "القبة الحديدية"، بدأ بعضهم في اتخاذ خطوة أكثر تطرفًا بالفرار إلى الخارج، بعيدًا عن ساحة المعركة. وباتت قبرص، التي تبعد عن إسرائيل بضعة ساعات بحرية، وجهة مفضلة للعديد من الإسرائيليين الراغبين في الابتعاد عن أتون الحرب، ما يشير إلى حالة من عدم اليقين والفزع الذي يعم البلاد.
ومنذ بداية الحرب، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي، بل ونقلت سرا عشرات الطائرات المدنية إلى الخارج، ما جعل الملايين عالقين داخل الدولة العبرية في مواجهة الصواريخ الإيرانية التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
والتقت الصحيفة بعدد من الفارين في مرسى مدينة هرتسليا" على ساحل البحر المتوسط قرب تل أبيب، وفق تقرير لها الاثنين.
وقالت "بحسب مجموعات فيسبوك مخصصة لمغادرة البلاد عبر البحر، هناك مئات الأشخاص يرغبون الآن في مغادرة إسرائيل بهذه الطريقة. وكما هو معروف، عندما يكون هناك طلب، هناك دائما من يسارع لعرض خدماته مقابل المال".
وأوضحت "كما في هرتسليا، في مرسى حيفا (شمال) وعسقلان (جنوب) أيضًا، ينظم أصحاب اليخوت الصغيرة لنقل مجموعات لا تزيد عن عشرة أشخاص".
وأضافت الصحيفة "معظم المسافرين يقولون إنهم لا يعيشون في إسرائيل ويريدون العودة إلى بلادهم، وآخرون ينضمون إلى أبنائهم في الخارج".
وأكدت أن "القلّة يعترفون بأنهم يفرّون من الصواريخ الإيرانية، لا أحد مستعد للتحدث بصراحة مع الصحفيين".
القلّة يعترفون بأنهم يفرّون من الصواريخ الإيرانية
والجمعة، أطلقت إسرائيل بدعم أميركي هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.
وفي اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية بالستية وطائرات مسيّرة، خلفت أيضا أضرار مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.
وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدو الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.