إسرائيل تتوعد بالانتقام وواشنطن برد جماعي على مهاجمة ناقلة نفط

تعرض ناقلة نفط إسرائيلية لهجوم في بحر عمان يفاقم التوتر بين واشنطن وإسرائيل من جهة وإيران من جهة ثانية عشية تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حديثا.
إيران تنفي بشدة صلتها بهجوم بطائرة مسيرة على ناقلة نفط إسرائيلية
واشنطن تعتبر الهجوم على ناقلة النفط الإسرائيلية تهديدا للملاحة البحرية

واشنطن - تعهّدت الولايات المتحدة الاثنين بـ"رد جماعي" مع حلفائها على إيران، بعد اتهامها بالمسؤولية عن هجوم استهدف الخميس ناقلة نفط يشغلها رجل أعمال إسرائيلي في بحر عمان أسفر عن سقوط قتيلين، في تصعيد جديد يفاقم التوتر بين واشنطن وطهران، بينما لوح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم الاثنين برد انتقامي من أي شخص يسعى لإلحاق الأذى بإسرائيل "في الزمان والمكان والطريقة" التي تختارها.

ونفت السلطات الإيرانية أي صلة لها بالهجوم الذي استهدف ناقلة النفط "أم/تي ميرسر ستريت". وقالت الاثنين إنها سترد على أي "مغامرة" في حقها، بعد تهديدات إسرائيلية وأميركية وبريطانية بالرد على الهجوم.

ويأتي هذا التوتر الشديد عشية تولي الرئيس الإيراني الجديد المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي مهامه رسميا لولاية من أربع سنوات بعد موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي على انتخابه الثلاثاء.

ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجوم الذي قالت واشنطن إنه نُفّذ بطائرة مسيرة.

وقُتل جراء الهجوم موظف بريطاني في شركة "امبري" للأمن وآخر روماني من أفراد الطاقم، بحسب شركة "زودياك ماريتايم" المشغلة للسفينة والمملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.

ووجهت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا ورومانيا أصابع الاتهام إلى إيران، فيما هددت إسرائيل بإجراءات انتقامية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين "نحن على اتصال وثيق وتنسيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا ودول أخرى. وسيكون الرد جماعيا".

ووصف الحادث بأنه "تهديد مباشر لحرية الملاحة والتجارة"، لكنه قلّل من شأن الاقتراحات القائلة إنه يعكس طابع التشدد الذي يتسم به رئيسي.

وقال "رأينا سلسلة أفعال قامت بها إيران على مدى أشهر عدّة، بما فيها ضد حركة الشحن، لذا لست متأكدا من أن هذا الفعل بالتحديد هو أمر جديد أو ينذر بشيء ما، بطريقة أو بأخرى، بالنسبة إلى الحكومة الجديدة"، مضيفا "لكنّ ما يقوله هو أن إيران تواصل التصرف بقدر هائل من اللامسؤولية".

وكان بلينكن أعلن في وقت سابق أن بلاده واثقة من أن إيران شنت الهجوم. وجاءت مواقفه بعد ساعات على تحذير المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان من أن "الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية لن تتردد في الدفاع عن أمنها ومصالحها القومية". وأكد أنها "سترد بشكل فوري وحاسم على أي مغامرة محتملة".

ولا تقيم إيران علاقات دبلوماسية مع واشنطن منذ العام 1980 فيما لا تعترف بوجود إسرائيل.

وغداة الهجوم، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إيران بأنها "مصدّر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار يؤذي الجميع"، داعيا إلى تحرك ضدها في الأمم المتحدة.

وقال خطيب زاده "على النظام الصهيوني وقف اتهامات كهذه لا أساس لها"، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت شدد على مسؤولية إيران، مؤكدا أنه تملك "أدلة على ذلك".

واعتبرت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها بوريس جونسون الاثنين أن على إيران "تحمل عواقب ما فعلت"، مضيفا "واضح أن هذا الهجوم على سفينة تجارية مشين ومرفوض".

واستدعت الخارجية البريطانية في وقت سابق الاثنين السفير الإيراني محسن باهارفاند لاستيضاحه إزاء "الهجوم غير المشروع". كما استدعت السلطات الرومانية من جهتها سفير إيران في بوخارست أيضا.

في طهران، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال البريطاني "للاحتجاج على تصريحات" جونسون. وتم إبلاغه بأن "هذه التصريحات المتسرعة والمتناقضة والتي لا أساس لها مرفوضة ومدانة جدا. مصدر زعزعة الاستقرار في الخليج الفارسي ليست إيران بل وجود سفن وقوات أجنبية من خارج المنطقة". وتطلق طهران على الخليج العربي اسم الخليج الفارسي.

كذلك، استدعت الخارجية الإيرانية السفيرة الرومانية للاحتجاج على مضمون بيان عن وزارة خارجية بلادها حمّل إيران مسؤولية الهجوم، وفق إرنا. وأبلغت طهران الدبلوماسية الرومانية بأن الاتهامات "تفتقر إلى الصفة القانونية وغير مقبولة".

ومنذ سنوات، تتواجه إسرائيل وإيران بشكل مباشر أو غير مباشر في لبنان وسوريا وقطاع غزة، لكن في الأشهر الأخيرة انتقلت المواجهة إلى البحر مع سلسلة عمليات تخريب وهجمات أطلقت عليها وسائل إعلام اسرائيلية اسم "حرب السفن" وكان هجوم الخميس المثال الأخير على العداء القائم بين إيران وإسرائيل.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في مارس/اذار الماضي عن مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين قولهم إن إسرائيل استهدفت عشر سفن على الأقل كانت متّجهة إلى سوريا وتنقل بمعظمها نفطا إيرانيا منذ أواخر 2019 بواسطة ألغام بحرية.

وقال خطيب زاده الاثنين "إن كانت لديهم أدلة تدعم مزاعمهم التي لا أساس لها، فعليهم توفيرها"، آخذا على لندن وواشنطن لزوم الصمت عندما يتعلق الأمر "بهجمات إرهابية" تستهدف "سفنا تجارية" إيرانية.