إسرائيل تتوعد حزب الله برد قوي بعد هجوم المسيّرات على قاعدة بحيفا

الجيش الإسرائيلي يطلق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل بما يشمل تل ابيب مع إطلاق مقذوفات عبر الحدود من لبنان.
الجيش الإسرائيلي يعترض مسيّرتين قادمتين من الأراضي السورية
حزب الله: الضربة التي نفذها الأحد لم تكن "إلا اليسير" أمام ما ينتظر إسرائيل
سكان بنيامينا يتحدثون عن ليلة مجنونة ومؤلمة
نتنياهو: سنستمر في ضرب حزب الله بلا رحمة

القدس - توعدت إسرائيل بالرد بقوة على حزب الله بعد هجومه بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية للواء غولاني في بنيامينا قرب حيفا الأحد أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة العشرات، حيث أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نظيره الأميركي لويد أوستن بأن الردّ سيكون قاسيا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة للقاعدة المستهدفة "أريد أن أكون واضحا: سنستمر بضرب حزب الله بلا رحمة في كل أنحاء لبنان بما يشمل بيروت".

وكان غالانت قد أكد على التدابير التي يتخذها جيش الدفاع الإسرائيلي للتنسيق مع قوات اليونيفيل وتجنب إلحاق الأذى بها. وشكر أوستن على القرار الأميركي الخاص بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد في إسرائيل "خلال الأيام المقبلة".

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من 60 شخصا بجروح، بينما قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إنّ الضربة استهدفت قاعة الطعام في الموقع.

الضربة التي استهدفت بمسيّرات قاعدة عسكرية جنوب حيفا تعد الأكثر حصدا للأرواح التي تشهدها اسرائيل منذ التصعيد العسكري مع حزب الله.

وفي محيط قاعدة بنيامينا التي تعرّضت لهجوم عنيف نفّذه حزب الله الأحد، يتحدث سكان عن ليلة مجنونة ومؤلمة، بينما كانت تسُمع أصوات صافرات الإنذار التي دفعتهم إلى الاحتماء بعد إطلاق صواريخ جديدة من لبنان.

وتعد الضربة التي استهدفت بمسيّرات قاعدة عسكرية جنوب مدينة حيفا، الأكثر حصدا للأرواح التي تشهدها الأراضي الإسرائيلية منذ التصعيد العسكري الكبير الحاصل منذ شهر تقريبا في المواجهة العسكرية بين الدولة العبرية والحزب اللبناني.

وقال يوسف وهو مدير مطعم في كفار كارا، رافضا الكشف عن هويته الحقيقية لأسباب أمنية، "الليلة الماضية كانت مجنونة. كان هناك صوت دوي (انفجارات) هائل".

وأضاف "فجأة، بدأت سيارات الإسعاف في المرور، في البداية مرّت واحدة ثم اثنتان ثم ثلاثة وأكثر وأكثر. وكان هناك الكثير من سيارات الشرطة"، وأشار إلى أنّه ظن في البداية أنّ الانفجار مرتبط بالجريمة المنظمة التي تعاني منها بعض القرى العربية والإسرائيلية.

وتابع يوسف "فتحنا المطعم منذ عامين ولم نكن ندرك أنّنا إلى جانب قاعدة بهذه الأهمية"، متسائلا "كيف علم حزب الله أنّها تقع هنا؟". مضيفا بقلق "الآن، بعدما باتوا يعرفون (أنّها هنا)، ماذا سيحصل إذا أطلقوا النار في المرة المقبلة وأخطأوا إصابة الهدف؟".

وتقع القرية على طول طريق يؤدي إلى القاعدة العسكرية، حيث يصف شهود آخرون رؤية سيارات إسعاف وسيارات خاصّة تنقل عشرات الجنود الجرحى مساء الأحد. وبحسب السكان لم تكن هناك صافرات إنذار أو تحذير مسبق لوصول المسيّرة.

وفي كيبوتس ريغافيم الواقع على بعد بضع كيلومترات من القاعدة العسكرية، يؤكد سكان أنّهم لم يسمعوا صوت الانفجار، ولكنّهم علموا أنّه كان قريبا بناء على الصور التي بثّتها القنوات التلفزيونية.

وقال إيال نابت "تمّ تنبيه فريق الأمن في الكيبوتس على الفور"، مضيفا "لسوء الحظ، سمعنا بعد ذلك سيارات الإسعاف والمروحيات تأتي وتذهب".

وأضاف إيال نابت أنّ سكان الكيبوتس شعروا بالخوف. ولكنه يشير إلى أن التجديد الأخير للملاجئ المضادة للقنابل وإضافة هياكل خرسانية جديدة يمنح "شعورا بالأمان وبأنّ هناك من يسهر على أمننا".

من جهته، تعهّد الجيش إجراء "تحقيق لاستخلاص الدروس" من هذا الهجوم. وقال وزير الدفاع غالانت خلال جولة في القاعدة العسكرية المستهدفة، إنّه "حدثٌ صعب له عواقب مؤلمة". وأضاف "نركّز جهودنا على تطوير حلول وعلى الرد على تهديد المسيّرات".

في المقابل، قال حزب الله في بيان الإثنين إنّ الضربة التي نفذها الأحد لم تكن "إلا اليسير" أمام ما ينتظر إسرائيل إذا قررت الاستمرار في عملياتها العسكرية في لبنان. وبعد ذلك، أعلن استهداف قاعدة بحرية وثكنة عسكرية في إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل بما يشمل تل ابيب مع إطلاق مقذوفات عبر الحدود من لبنان. وقال في بيان "سمعت صفارات الإنذار في عدد من المناطق بوسط اسرائيل مع إطلاق مقذوفات من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية".

كما ذكر أنه اعتراض مسيّرتين قادمتين من الأراضي السورية الاثنين، وأفاد في بيان "قبل قليل اعترض سلاح الجو مُسيرتين كانتا في طريقهما إلى الأراضي الإسرائيلية من سوريا. تم اعتراض المسيرتين قبل اختراقهما إلى داخل أجواء إسرائيل".

من جهة أخرى، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" في بيان أنها هاجمت فجر الإثنين "هدفا حيويا في غور الأردن … بواسطة الطيران المسير"، قبل أن تعلن لاحقا عن تنفيذ هجوم ثان.

وأعلنت هذه الفصائل المدعومة من إيران مرارا في الأشهر الأخيرة شنّ هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل تضامنا مع قطاع غزة. ودعت مؤخرا إلى تكثيف هذه الهجمات.

ومنذ بدء التصعيد، بدأت الصواريخ تصيب الأراضي الإسرائيلية بشكل أعمق. واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم المقذوفات، من دون وقوع إصابات تُذكر.

وجدد أوستن لغالانت في اتصال الأحد، التزام الولايات المتحدة "العميق" بأمن بلاده، الذي تجلى من خلال الإعلان عن نشر بطارية "ثاد" في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز دفاعاتها الجوية.

وتخوض إسرائيل حربا على جبهتين، واحدة على حدودها الشمالية مع حزب الله في لبنان، والأخرى مع حركة حماس في قطاع غزة، وتواجه هجمات من مجموعات مسلحة مدعومة من إيران في سوريا والعراق واليمن.

ونادرا ما تعلّق السلطات الإسرائيلية على ضربات بعينها في سوريا، لكنها أكّدت مرارا أنّها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها في جارتها الشمالية. ومنذ بدء غاراتها المكثفة في لبنان في 23 أيلول/سبتمبر، شددت إسرائيل على أنها ستعمل على الحؤول دون نقل حزب الله لـ"وسائل قتالية" من سوريا الى لبنان.

ويواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على عدة بلدات في جنوب لبنان، الاثنين، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل ومرافق عامة.