إسرائيل تحدد سقفا زمنيا لإنهاء العملية العسكرية في جنوب لبنان
القدس/بيروت - قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي الأحد إنه يعتقد أن المهمة في جنوب لبنان ستكتمل خلال "أيام إلى أسابيع"، مشيرا إلى عدة تطورات إيجابية في صالح إسرائيل، مضيفا أن العمل يجري "بشكل نشط وسريع" بهدف إنهاء العمل في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان، ويجري العمل في الوقت ذاته على تنفيذ خطة مهاجمة منظومات النيران والقيادة والسيطرة التابعة لحزب الله "خلال أيام إلى أسابيع" أيضا.
وقال المسؤول العسكري الكبير في تصريح لموقع 'يديعوت أحرونوت' "نسعى إلى وضع يتم فيه تنفيذ عمليات الإغلاق العسكرية المخطط لها بالتوازي مع تقدم العمليات الدبلوماسية التي ستؤدي إلى تسوية (سياسية)"، موضحا أن العملية السياسية بدأت بالفعل.
وعدد في السياق ذاته ما اعتبره تطورات إيجابية من وجهة نظر إسرائيل وهي كالتالي:
1 يريد حزب الله والإيرانيون وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن من أجل الحفاظ على أكبر قدر ممكن من قدراتهم المتبقية وحتى يتمكنوا من إعادة تأسيس أنفسهم بسرعة كقوة عسكرية سياسية داخل لبنان.
2 في الأيام القليلة الماضية، كان هناك اجتماع عام نادر للزعماء السياسيين المركزيين ورؤساء الطوائف في لبنان: الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي كان حتى وقت قريب ينسق المواقف مع حزب الله وزعيم حركة أمل الشيعية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء السني نجيب ميقاتي. وقد دعا الجميع إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية دون الإشارة إلى مطالب حزب الله ومطالبه.
3 ميقاتي خرج علنا للتنديد والاحتجاج على تدخل إيران في الشؤون الداخلية اللبنانية وهو ما لم يكن ليفعله لو كان حزب الله ونصرالله (أمين عام حزب الله الذي اغتالته إسرائيل) في موقعيهما المعتادين من القوة.
وبحسب المصدر ذاته من المقرر أن يدخل اليوم الأحد لواء احتياطي إضافي إلى جنوب لبنان لاستكمال تطهير القرى والمناطق المحصنة حيث أعدت قوة الرضوان التابعة لحزب الله البنية التحتية اللوجستية والقواعد للتسلل إلى إسرائيل.
وقال المسؤول العسكري الكبير إن كل منزل في القرية كان يحتوي على أسلحة داخله أو تحته سوف يتم تدميره وهذا من شأنه أن يخلف قدرا كبيرا من الدمار في القرى الشيعية القريبة من الحدود.
وتاـي تصريحات المسؤول العسكري الإسرائيلي وفق ما نقلت عنه يديعوت احرنوت، بينما قالت إسرائيل إن سلاح الجو هاجم الأحد مقر مخابرات تابع لحزب الله في بيروت فضلا عن ورشة عمل تحت الأرض لإنتاج الأسلحة.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة 'إكس' "جيش الدفاع هاجم مقر قيادة لركن الاستخبارات التابع لحزب الله وورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت"، مضيفا أن الطائرات الحربية قتلت ثلاثة من قادة حزب الله هم "الحاج عباس سلامة القيادي البارز في جبهة الجنوب ورضا عباس عواضة الذي كان يعتبر خبيرا في مجال الاتصالات اللاسلكية وأحمد علي حسين الذي كان يشغل منصب مسؤول طاقم إنتاج كان مكلفا بعمليات تسلح حزب الله بوسائل قتالية إستراتيجية".
ولم يتضح بعد ما إذا كان الثلاثة قتلوا في الهجوم على المقر أم في عمليات منفصلة.
ولم يصدر حزب الله تعليقا بعد. وقال الجيش الإسرائيلي أمس السبت إنه دمر فتحات أنفاق وبنية تحتية تحت الأرض في جنوب لبنان وقتل نائب قائد منطقة بنت جبيل في حزب الله يوم الجمعة.
وفي ساعة مبكرة من صباح الأحد رأى شهود دخانا يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن لم يتضح ما إذا كان ذلك نتيجة للهجوم على مقر المخابرات.
وقد استهدفت 14 غارة متتالية الأحد بلدة الخيام الحدودية في جنوب لبنان خلال ربع ساعة، وفق ما أحصت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، على وقع سلسلة غارات مكثفة.
وأوردت الوكالة أن "الطيران المعادي شنّ 14 غارة متتالية.. خلال 15 دقيقة" على البلدة التي تعرضت منذ بدء حزب الله واسرائيل تبادل القصف عبر الحدود قبل عام لسلسة غارات أدت الى نزوح سكانها وأحدثت دمارا واسعا.
وأعلن الجيش اللبناني الأحد مقتل 3 من جنوده بقصف إسرائيلي استهدف إحدى آلياته العسكرية في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، ما يرفع الإجمالي إلى 9 منذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي .
وقال الجيش في بيان إن "العدو الاسرائيلي استهدف آلية للجيش على طريق بين بلدتي "عين إبل" و"حانين" (قضاء بنت جبيل) في الجنوب ما أدى إلى سقوط 3 شهداء".
وبذلك يرتفع عدد القتلى بصفوف الجيش اللبناني إلى 11 منذ أكتوبر/تشرين أول 2023 .
وبدأ تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله قبل عام عندما بدأت الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران إطلاق الصواريخ دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنه منذ ذلك الحين نزح عشرات الآلاف وقتل أكثر من 2400 شخص في لبنان، معظمهم خلال الشهر الماضي، بينما قتل 59 شخصا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.