إسرائيل تدمر برجا يضم مكاتب الجزيرة وأسوشييتد برس

صاحب البرج الذي يضم مكتب تابعة لشبكة الجزيرة القطرية ووكالة أسوشييتد برس الأميركية للأنباء تلقى إخطارا من الجيش الإسرائيلي بضرب المبنى ما أتاح فرصة لإخلائه قبل تدميره بالكامل.
لا مؤشرات على نهاية قريبة للتصعيد وسط جهود دولية وإقليمية للتهدئة
ماليزيا واندونيسيا تدعوان مجلس الأمن للتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي
مظاهرة في سيدني وملبورن تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة

غزة (الأراضي الفلسطينية) - نسف الجيش الإسرائيلي في غارات صاروخية على قطاع غزة برجا يضم مكاتب شبكة الجزيرة القطرية ومكاتب لوكالة أسوشييتد برس الأميركية للأنباء، في أحدث اعتداء يستهدف مبان من عدة طوابق في القطاع الذي يتعرض منذ ستة أيام لأعنف الهجمات

وكتب جون غرامبل الصحافي في الوكالة الأميركية على تويتر أن "ضربة إسرائيلية دمرت البرج الذي يضم مكاتب ايه بي في مدينة غزة". وكان كتب قبيل ذلك "حذر الجيش مالك البرج حيث مكاتب إيه بي من أنه سيُستهدف" بضربة.

وشوهد البرج المؤلف من 13 طابقا وهو ينهار جراء عدة ضربات صاروخية، فيما أكدت قناة الجزيرة في تغريدة على تويتر أن مكاتبها موجودة في هذا المبنى ونقلت مباشرة مشاهد للمبنى ينهار وسط سحابة كثيفة من الغبار.

وفي وقت سابق غرد فارس أكرم مراسل وكالة اسوشييتد برس في غزة قائلا "قنابل قد تسقط على مكتبنا. لقد هرعنا إلى السلالم من الطابق الحادي عشر وننظر حاليا إلى المبنى من مكان بعيد".

وقال البيت الأبيض السبت تعليقا على تدمير البرج الذي يضم مكاتب الجزيرة واسوشييتد برس، إنه أبلغ إسرائيل أن ضمان سلامة الصحافيين مسألة "بالغة الأهمية".

وكتبت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي في تغريدة "قلنا للإسرائيليين مباشرة أن ضمان سلامة الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية بالغة الأهمية".

ويستمر التصعيد العنيف بين إسرائيل وحركة حماس منذ الاثنين، وسط جهود إقليمية ودولية لوقف التصعيد من دون مؤشرات على نهاية قريبة للهجمات من الجانبين.

وأشارت آخر حصيلة للسلطات الفلسطينية مساء الجمعة إلى سقوط 139 قتيلا بينهم 39 طفلا وإصابة ألف في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

في المقابل أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة أكثر من 2300 صاروخ على إسرائيل منذ الاثنين، ما أسفر عن تسعة قتلى بينهم طفل وجندي وأكثر من 560 جريحا.

وأدانت عدة دول العدوان على غزة، لكن دولا غربية بينها الولايات المتحدة وألمانيا والنمسا نددت بشدة بإطلاق حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية مئات الصواريخ على إسرائيل، فيما أوفدت واشنطن مبعوثا خاصا لبحث وقف التصعيد العسكري.

وشهدت العديد من دول العالم الإسلامي ومن أوروبا مظاهرات حاشدة منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، بينما منعت بعض الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا احتجاجات تضامن مع الفلسطينيين.   

والسبت تظاهر عدة آلاف في مدينة سيدني الأسترالية ومئات في ملبورن احتجاجا على الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة في ظل الصراع المستمر منذ أيام، ففي سيدني، اجتمع محتجون عند مبنى البلدية لبدء مسيرة في الشوارع مرددين هتافات مثل "الحرية لفلسطين" و"الحرية لغزة".

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد واصلت الضربات الجوية على غزة في ساعة مبكرة من صباح السبت وردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير قطاع غزة، بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل في خامس ليالي المعركة بين الجانبين.

وقالت محتجة في سيدني تُدعى ولاء أبوعيد "أرى انتفاضة... أرى أناسا لن يلتزموا الصمت بعد الآن.. أناسا ضاقوا ذرعا، أناسا يردون على القمع والعنف بالدفاع عن أنفسهم".

وفي ملبورن، اجتمع المحتجون أمام مكتبة ولاية فيكتوريا وساروا باتجاه مبنى البرلمان وحمل الكثيرون منهم لافتات عليها عبارة "الحرية لفلسطين".

ودعت ماليزيا وإندونيسيا مجلس الأمن الدولي اليوم السبت إلى التدخل ووقف الضربات الإسرائيلية على غزة، مع احتدام الصراع بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة.

وقال رئيس الوزراء الماليزي محي الدين ياسين إنه اتفق مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو خلال اتصال هاتفي على ضرورة وقف تصرفات إسرائيل "المشينة" على الفور.

وقال محي الدين في خطاب بثه التلفزيون "توافقت وجهات نظرنا في أنه يتعين على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التحرك سريعا لوقف كل أشكال العنف التي ترتكبها إسرائيل وإنقاذ أرواح الفلسطينيين".

الاتحاد للطيران وفلاي دبي تعلقان الرحلات الجوية مؤقتا لإسرائيل اعتبارا من يوم الأحد بسبب استمرار التصعيد العسكري

وأضاف "لم يصدر مجلس الأمن الدولي حتى اليوم أي بيان حول الوضع الراهن في فلسطين بسبب معارضة الولايات المتحدة الأميركية".

وماليزيا من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية منذ أمد بعيد وتؤيد حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967.

وقال دبلوماسيون قبل أيام إن مجلس الأمن سيناقش علنا أعمال العنف يوم الأحد. وذكروا أن المجلس المؤلف من 15 عضوا عقد اجتماعا غير معلن الأسبوع الماضي لبحث أسوأ أعمال عنف تشهدها المنطقة منذ سنوات لكنه لم يتمكن من اتفاق على بيان.

وبسبب التصعيد العسكري المتواصل، ألغت شركتا الاتحاد للطيران وفلاي دبي الإماراتيتان رحلاتهما إلى تل أبيب وانضمتا بذلك إلى شركات الطيران الأميركية والأوروبية التي أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل بسبب العمليات العسكرية المتصاعدة هناك.

وفي الشهور القليلة الماضية سيرت شركات الطيران العاملة في الإمارات رحلات منتظمة إلى إسرائيل بعد إقامة علاقات دبلوماسية معها العام الماضي.

وقالت شركة الاتحاد للطيران التي تعمل من أبوظبي في موقعها على الإنترنت إنها علقت جميع رحلات الركاب والبضائع اعتبارا من يوم الأحد بسبب الوضع في إسرائيل.

وتابعت "تتابع الاتحاد الوضع في إسرائيل وتواصل البقاء على اتصال وثيق مع السلطات ومصادر المعلومات الأمنية".

وألغت فلاي دبي كذلك رحلاتها من دبي اعتبارا من يوم الأحد طبقا لما جاء في موقعها على الإنترنت على الرغم من تسيير رحلتين اليوم السبت. وبحسب الموقع من المقرر تسيير رحلات في الأسبوع المقبل.

وفي الآونة الأخيرة سيرت الشركة رحلات أقل من الرحلات الأربع اليومية المقررة مشيرة إلى انخفاض في الطلب.

وتكرر قصف الفصائل الفلسطينية المسلحة لمنطقة تل أبيب خلال الاشتباكات التي بدأت يوم الاثنين مما أدى إلى قيام عدة شركات طيران بإلغاء رحلاتها هذا الأسبوع.