إسرائيل تدمر مدرج مطار غزة

دمروه اكثر من مرة

غزة - ذكر شهود عيان فلسطينيون ومصادر أمنية فلسطينية أن أكثر من عشر جرافات إسرائيلية تدعمها الدبابات والعربات المسلحة قامت بتجريف مدرج مطار غزة الدولي صباح الجمعة.
وقال الشهود أن 21 عربة مدرعة توغلت داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية شرق بلدة رفح في قطاع غزة على الحدود مع مصر ودخلت إلى المطار بعد أن دمرت سياجه.
وقالوا أن الجرافات بدأت في تجريف المدرج الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي ودمرت المدرج البالغ طوله 3.5 كيلومترا بأكمله. وكان المدرج قد شيد في عام 1999 بتمويل من حكومتي أسبانيا وألمانيا.
ووصف ناطق عسكري اسرائيلي عمليات التوغل الإسرائيلية بأنها تأتي معاقبة السلطة الفلسطينية على تبنيها "للأرهاب"وقال وقال ياردن فاتيكاي الناطق باسم وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ان العمليات الاسرائيلية "تهدف الى جعل السلطة الفلسطينية تدرك الثمن الذي يتوجب عليها دفعه بسبب دعمها للارهاب".
من ناحيته قال العميد سليمان أبو حليب مدير عام المطار أن عدة دبابات إسرائيلية ومجنزرات عسكرية ترافقها جرافات توغلت في أراضي المطار وشرعت في تدمير مدرج الطائرات الرئيسي وأجزاء من صالة الزوار وغيرها من المرافق الحيوية.
ويأتي تدمير مدرج مطار غزة الدولي استمرارا للعمليات التي تقوم بها إسرائيل ردا على مقتل أربعة جنود إسرائيليين صباح الاربعاء جنوب شرق رفح، على مسافة لا تبعد كثيرا عن مطار غزة، على يد مسلحين من حركة حماس الاصولية.
وافاد مسؤول امني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي توغل ايضا في اراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة في رفح جنوب قطاع غزة بعمق حوالي ثلاثة كيلومترات بواسطة الدبابات والآليات العسكرية الثقيلة، معتبرا العملية "اعادة احتلال" .
واكد العقيد خالد ابو العلا رئيس لجنة الارتباط جنوب قطاع غزة ان "الجيش الاسرائيلي مستعينا بالدبابات توغل بعمق 3 كيلومترات في الاراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة في رفح وهو اعادة احتلال جديدة للمنطقة".
واشار الى ان الجيش الاسرائيلي "اغلق بالدبابات كافة الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية لرفح التي اصبحت محاصرة محتلة بعدما اقتحم مطار غزة الدولي ودمر المدرج الرئيسي فيه قبل ان ينسحب منه في ساعات الصباح".
وتعليقا على التوغل في رفح، قال ناطق عسكري اسرائيلي في بيان ان القوات الاسرائيلية قامت فقط باتخاذ مواقع على "طرقات خاضعة للسيطرة الامنية الاسرائيلية" تؤدي الى رفح. كما اكد ان المدينة محاصرة.
وبحسب الناطق فان عناصر من "الوحدات الخاصة" عادة ما تعمل متنكرة في هيئة فلسطينيين القت القبض ليلا في منطقة رفح على ثمانية فلسطينيين ملاحقين بتهمة "تهريب اسلحة".
وافادت مصادر طبية فلسطينية الجمعة ان فلسطينيا توفي بنوبة قلبية عندما اطلق الجيش الاسرائيلي النار على منزله في رفح. وقالت المصادر الطبية ان "الجيش الاسرائيلي الذي يحتل منطقة واسعة في رفح ويحاصر مستشفى غزة الاوروبي فتح النار بكثافة تجاه منزل المواطن عبد الله العمور (62 عاما) الذي توفي على الفور بنوبة قلبية".
إلى ذلك نقل راديو إسرائيل نقلا عن "مسئولين كبار" أن السلطات الاسرائيلية تعتزم الرد على ما تزعم أنه محاولات السلطة الفلسطينية تهريب أكثر من 50 طنا من الاسلحة ومقتل أربعة من جنودها، من خلال القيام بعمليات تستمر أياما.
وقال مسئولون في السلطة الفلسطينية وسكان رفح أن الجيش الاسرائيلي دمر أكثر من 70 منزلا الخميس على الحدود بين رفح ومصر مما أدى إلى تشريد أكثر من 120 عائلة.
من جهتها حذرت السلطة الفلسطينية الجمعة من ان احتلال الجيش الاسرائيلي لمنطقة واسعة في رفح وعملية التدمير في مطار غزة الدولي سيؤديان الى "انفجار وشيك" في المنطقة باسرها.
وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان "اعادة احتلال الجيش الاسرائيلي لاجزاء من رفح والعدوان على مطار غزة الدولي سيقودان المنطقة الى مزيد من العنف والتوتر والانفجار" مؤكدا "ان السلطة الفلسطينية تحذر من هذا التصعيد الخطير".
وطالب ابو ردينة المجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة "بسرعة التحرك الفوري من اجل وضع حد للجرائم وعمليات التصعيد العسكري الاسرائيلي".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون قد قال في وقت سابق أن إسرائيل سوف تعاقب السلطة الفلسطينية على ما وصفه بتورطها في تهريب الاسلحة على متن السفينة "كارين أ" التي أوقفتها القوات الاسرائيلية الاسبوع الماضي في البحر الاحمر.
وقال شارون أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سوف يبقى في رام الله "رهن الاقامة الجبرية في البلدة" حتى تقوم قوات الامن الفلسطينية باعتقال منفذي عملية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي.
وكانت طائرات إف-16 الاسرائيلية قد قصفت مطار غزة قبل ثلاثة أسابيع ودمرت العديد من مبانيه، كما دمرت الجرافات الاسرائيلية قسما من المدرج الذي يستخدمه عرفات للاقلاع من مطار غزة إلى العالم الخارجي.
ومن ناحية أخرى قامت وحده إسرائيلية خاصة بدخول قرية إيبا بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية الليلة الماضية واختطفت ناشطا من حماس، طبقا لما أوردته الاذاعة الاسرائيلية.
واوضح ناطق عسكري اسرائيلي ان الناشط عمر اشتاوي "مسؤول في حركة المقاومة الاسلامية (حماس)" في حين ذكر سكان القرية انه ينتمي الى حركة فتح وقد يكون على علاقة بحماس.
ولم ترد أية تقارير عن وقوع إصابات عند انسحاب الجنود من القرية