إسرائيل ترى الوقت غير مناسب لزيارة الرئيس الأوكراني

دعم زيلينسكي لاسرائيل لا يقدم لها أي مكاسب فيما يخشى هو من تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا بسبب أحداث الشرق الأوسط، بينما لا تريد تل أبيب استعداء موسكو.

كييف - رفضت إسرائيل طلب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، زيارتها للتعبير عن تضامنه معها في حربها على قطاع غزة، وفسرت وسائل إعلام عبرية سبب الرفض بأن تل أبيب لا تريد استعداء موسكو.
 وفسر متابعون أن إسرائيل غير مهتمة بزيارة تضامنية لزيلنسكي الذي يسعى دائما للفت الانتباه والمطالبة بدعم عسكري ومالي من الدول الغربية ثمنا لحربه مع روسيا وباتت مطالبه مادة لسخرية وسائل الإعلام الغربية.
 كما أن دعم زيلينسكي لا يقدم أي مكاسب لإسرائيل في الوقت الذي يخشى فيه من تناقص الدعم الغربي لأوكرانيا بسبب أحداث الشرق الأوسط.

وذكرت هيئة البث العامة “كان 11″، أن إسرائيل أبلغت زيلينسكي أن “هذا ليس الوقت المناسب” للزيارة.

في المقابل أعربت أوكرانيا عن غضبها من “التسريب” الذي أفاد بأن الرئيس الأوكراني اتصل بالإسرائيليين وأخبرهم أنه يعتزم زيارة البلاد، في ظل الأمن والتعتيم الذي يحيط برحلاته. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، جهر زيلينسكي ذو الأصول اليهودية علنا بدعمه إسرائيل مشددا على حقها "غير القابل للجدل" في حماية مواطنيها ضد حماس.

ووفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” فقد قال زيلنسكي إن “الإرهاب دائما جريمة، ليس فقط ضد دولة واحدة أو ضحايا محددين بل ضد الإنسانية ككل”، وتابع “العالم يجب أن يقف متحدا بحيث لا يحاول الإرهاب أن يستولي على الحياة أو يدمرها في أي مكان وفي أي لحظة”.

وفي الوقت الذي أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة يمكنها التعامل مع أزمتين إقليميتين في نفس الوقت، فإن بعض الأصوات تشكك في استمرار الدعم الأميركي المقدم لأوكرانيا عقب هجمات حماس الأخيرة.

وأعرب زيلينسكي عن خشيته من أن تؤدي الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس إلى "حرف أنظار" المجتمع الدولي عن "الغزو الروسي" لبلاده، متّهما موسكو بتوفير دعم للحركة الفلسطينية. وقال في مقابلة مع قناة "فرانس 2" "نحن واثقون من أن روسيا توفّر دعما بطريقة أو بأخرى للعمليات التي تقوم بها حماس".

وأشار الى أن أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لديها "معلومات" في هذا الشأن، مضيفا "الأزمة الراهنة تظهر أن روسيا تبحث عن القيام بعمليات لزعزعة الاستقرار في كل أنحاء العالم". مضيفا "لا أريد أن أجري مقارنة. في بلدنا هناك حرب مروعة تجري. في إسرائيل، فقد العديد من الأشخاص أقاربهم. هاتان المأساتان مختلفتان لكنهما هائلتان".

وردّاً على سؤال بشأن الشكوك حول استمرار الدعم العسكري الأميركي في ظل الخلافات الداخلية في واشنطن بين الديمقراطيين والجمهوريين، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن "يتواصل" الدعم الكبير الذي تقدّمه الولايات المتحدة.

وعبرت إسرائيل مرارا عن دعمها لأوكرانيا منذ غزو القوات الروسية لها في فبراير من العام الماضي، لكنها أحجمت عن تقديم مساعدات عسكرية، ما فجر توترا دبلوماسيا بين الطرفين.

ووفقا للصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ذاتها فإن إسرائيل تتردد في استعداء موسكو التي لها وجود عسكري قوي في سوريا. ويبدو أن إسرائيل لا تعبأ بحليف لا يستطيع أن يقدم مساعدة لإسرائيل في ظل حاجته الدائمة للمساعدات الغربية، وأفاد الخبير السابق لدى البنتاغون ديفيد باين، بأن مطالب زيلينسكي المستمرة بتقديم المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا أدت إلى نفور الحلفاء الغربيين منه.

وقال باين على موقع يوتيوب "أعتقد أن زيلينسكي يشبه الطفل المدلل. فهو لا يحصل دائمًا على ما يكفي مما يتم توفيره إلى أوكرانيا. إنه ناكر للجميل بشكل لا يصدق. لقد أدى ذلك إلى نفور حلفائه الرئيسيين في الغرب".

وتابع باين أن التوتر في العلاقات بينهما كان ملحوظا، وخاصة عندما طالب زيلينسكي بنقل طائرات من طراز "إف-16" ودبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا. ولفت الانتباه إلى حقيقة أن كييف واجهت أخيرا مشكلات مع بولندا، وهددت وارسو بوقف الإمدادات العسكرية.