إسرائيل تستفز الفلسطينيين بقانون يمنعهم من حمل الأعلام

الآلاف من الإسرائيليين يشاركون الخميس في مسيرة الأعلام الاستفزازية، بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزراء آخرين.
بن غفير يتوعّد بأن يطغى اللونان الأزرق والأبيض على القدس

القدس - أقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) اليوم الأربعاء مشروع قانون يحظر رفع العلم الفلسطيني داخل مدينة القدس ومناطق الخط الأخضر ويصنّفها مخالفة جنائية، في إجراء استفزازي من شأنه مزيد تأجيج الأوضاع بالمنطقة، خاصة بعد أن دعت فعاليات فلسطينية إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى ورفع الأعلام الفلسطينية على المنازل ردا على المسيرة الإسرائيلية التي تحشد الحكومة لتنظيمها الخميس.
وينصّ القانون الجديد على أن كل تجمع فلسطيني يضم أكثر من 3 أشخاص يتم خلاله رفع العلم الفلسطيني يعتبر تجمهرا غير قانوني.

ويشارك الخميس الآلاف من الإسرائيليين في المسيرة التي تطلق عليها إسرائيل اسم "مسيرة الأعلام" أو "رقصة العلم" حيث يحمل المشاركون فيها الأعلام الإسرائيلية ويرقصون في باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة ولكنها بالنسبة إلى الفلسطينيين هي "مسيرة الأعلام الاستفزازية".

وقال المحامي دانيال سيدمان المختص في شؤون القدس "إنها خطيرة جدا، هناك إمكانية كبيرة لأن تؤدي إلى تفجير العنف".
وأضاف "يمكن لهذا العنف أن يمتد إلى مناطق أوسع من مدينة القدس وقد حدث هذا في الماضي، لقد حدث قبل عامين ولم يحدث عنف العام الماضي"، واصفا المسيرات بأنها "عرض للعنصرية والتخريب".
وتتزامن المسيرة مع الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال إسرائيل للقدس الشرقية ولكن حسب التقويم العبري. وتم احتلال الشطر الشرقي من القدس، في السابع من حزيران/يونيو 1967.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها ستنشر 3200 من عناصرها في أنحاء المدينة لتأمين المسيرة.
بدورها قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الأربعاء إن "قوات الامن اعتقلت 15 فلسطينيا من القدس الشرقية وأبعدت 37 ناشطا، بينهم يهود، عن القدس بسبب ورود معلومات حول نيتهم تنفيذ نشاطات محظورة في الحرم القدسي الشريف أو الإخلال بالنظام العام".
ودعت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقص الخميس مع حمل الأعلام الإسرائيلية.
وأعلنت عبر سلسلة منشورات لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية إنها تنوي حشد 5 آلاف من أنصارها لاقتحام المسجد الأقصى غدا.
وقالت منظمة "بأيدينا" اليمينية المتطرفة إنها ستنظم مسيرة أعلام من باب الخليل، أحد بوابات القدس القديمة القريب من القدس الغربية، وحتى أبواب المسجد الأقصى، ظهر الخميس.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية "13" إن 4 وزراء أعلنوا مشاركتهم بالمسيرة وهم وزراء الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش والمواصلات ميري ريغيف وتطوير النقب إسحاق فاسرلاوف.
وقال سيدمان "بن غفير والوزراء الآخرون سيقودون المسيرة بإلهام بن غفير، كل هذا يعني أنه إذا كانت هناك صور من الهتافات العنصرية والطرق على الأبواب والعنف، فستظهر المقاطع على الفور عبر الشبكات الالكترونية في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة والعالم العربي..خلال دقائق".
وكان بن غفير قد قال خلال تقييم للأوضاع مع الشرطة اليوم الأربعاء "هذا يوم عيد والسياسة هي السماح بحرية الحركة الكاملة لليهود في جميع أنحاء القدس".
وأضاف، كما نقلت عنه صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية "بشكل لا لبس فيه، مسيرة العلم، مسيرة العيد، صعود اليهود إلى الحرم القدسي، دون أن يفكر أحد في إمكانية تهديدهم أو إلحاق الأذى بهم، هي رسالة إلى العالم بأسره".
وتابع "لقد نشرنا حراسًا في القدس وإن شاء الله سترسم القدس باللونين الأزرق والأبيض غدًا بألوان الأعياد بفرح كبير وستسمح الشرطة لجميع المواكب والأحداث والمشهد المذهل والمثير لمئات الآلاف الذين يسيرون نحو حائط المبكى (حائط البراق) والقدوم إلى الحرم القدسي وأداء قسم الولاء للقدس".
غير أنه سيدمان أشار إلى أن "في وضع نعرفه جميع هشاشته، فإن الأمر خطير جدا ومن الممكن أن يمضي بدون أحداث ولكن المخاطرة عالية".
واعتبر أنه كان بإمكان الحكومة الإسرائيلية أن تتجنب هذه المخاطرة لو اعتمدت مسارا بديلا لا يمر من منطقة باب العامود، موضحا "ما كان يتوجب على الحكومة القيام به، بسهولة، هو اعتماد مسار آخر من خلال باب الخليل (أحد أبواب البلدة القديمة القريب من حائط البراق) أو باب المغاربة".
وأضاف "ولكن المشاركين بالمسيرة يريدون أن إظهار يمينيتهم في الحي الإسلامي وهذه هي المسألة كلها"، متابعا "لذلك أعتقد أن الوضع سيكون متوترا للغاية".