إسرائيل تصعد اعتداءاتها في الضفة الغربية
الضفة الغربية - فتشت القوات الإسرائيلية منازل في مخيم نور الشمس للاجئين في مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة اليوم الخميس واعتقلت مئات الأشخاص، فيما اقتحم الجيش الإسرائيلي مجلس عزاء لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، أقامته فصائل فلسطينية.
ومع انتهاء المداهمة الطويلة بعد ظهر اليوم الثاني من تنفيذها، ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنه عالج 21 جريحا منهم 17 يعانون من إصابات ناجمة عن التعرض للضرب خلال الاحتجاز والاستجواب وشخص آخر يعاني من الإصابة بالذخيرة الحية.
وشهدت طولكرم، وهي إحدى نقاط العبور الرئيسية بين الضفة الغربية وإسرائيل، مداهمات متكررة من قوات الأمن منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 120 شخصا على الأقل وهدمت ثلاثة منازل، بما فيها منزل تابع لأحد أعضاء "كتائب طولكرم" المسلحة المرتبطة بحركة فتح الفلسطينية.
وقال الجيش في بيان إن "قوات الجيش الإسرائيلي تواصل العمل، إلى جانب قوات الأمن الإسرائيلية الأخرى، في عملية واسعة النطاق لقمع الإرهاب في مخيم نور الشمس للاجئين".
وقالت كتائب طولكرم إن مقاتليها يتبادلون إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية. وقال الجيش إنه اعتقل مئات الأفراد لاستجوابهم. وأضاف أن القوات دمرت البنية التحتية للمسلحين وعثرت على عدد من الأسلحة.
وفي سياق متصل أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل نحو 20 من مقاتلي حركة حماس في شبكة أنفاق في جنوب قطاع غزة، مؤكدا أنه تم "تدمير شبكة أنفاق يبلغ طولها عدة مئات من الأمتار".
وقال العقيد ميكي شارفيت إنه تم قتل 20 ممن يُشتبه في أنهم عناصر مسلحة لحركة حماس في نفق واحد فقط. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عنه قوله إن المنطقة بأكملها تقريبا تشكل بنية تحتية عسكرية.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الأمم المتحدة إلى مراقبة مخيم نور الشمس ومخيم طولكرم. وقال "إسرائيل تستهدف المخيمات لإشعال الوضع بالضفة".
وشهدت الضفة الغربية بالفعل أعلى مستويات الاضطرابات منذ عقود خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت هجوم حماس على جنوب إسرائيل. لكن المواجهات احتدمت بشدة بعد شن القوات الإسرائيلية حملة عسكرية على غزة.
وأصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء اقتحام الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس مجلس عزاء لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري أقامته الفصائل الفلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأشار شهود إلى أن الجيش أطلق الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع وفض بيت العزاء الذي أقيم في قاعة الجامعيين في المدينة وأكدوا أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وتناقل الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع حول عملية الاقتحام.
وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 ـ 1992اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة على خلفية نشاطه بحركة حماس.
ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، وبدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 ـ 1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة بالضفة الغربية.