إسرائيل تضيف اغتيال محمد السنوار الى إنجازاتها بعد600 يوم من الحرب

الأونروا تعتبر تفويض توزيع المساعدات لشركة خاصة بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة يُعد "إهدارا للموارد" ويصرف الأنظار عن "الفظائع التي تُرتكب على الأرض".

القدس – اعلنت إسرائيل الأربعاء أنها اغتالت قائد حماس في غزة محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار الذي تتهمه إسرائيل بالتخطيط لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول2023 التي أشعلت فتيل الحرب.

في الجلسة العامة للكنيست، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "خلال 600 يوم … غيّرنا فعليا وجه الشرق الأوسط. … أخرجنا الإرهابيين من أرضنا، وبقوة دخلنا قطاع غزة وقضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، وقضينا على… محمد السنوار".

وجاء اعلانه في وقت دانت الأمم المتحدة الأربعاء نظام توزيع المساعدات الجديد الذي وضعته إسرائيل في قطاع غزة وتسبب بفوضى أسفرت عن إصابة 47 فلسطينيا بجروح، وقالت إن هدفه "صرف الانتباه عن الفظائع" التي تُرتكب بعد مرور 600 يوم على اندلاع الحرب مع حركة حماس.

وقال فيليب لازاريني، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأونروا لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، خلال زيارة إلى طوكيو، إن تفويض توزيع المساعدات لشركة خاصة بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة يُعد "إهدارا للموارد" ويصرف الأنظار عن "الفظائع التي تُرتكب على الأرض".

وتزداد أهمية المساعدات في ظل الخوف من مجاعة وشيكة فيما توجه الانتقادات لمؤسسة غزة الإنسانية، وهي مجموعة غامضة، لتجاوزها نظام الأمم المتحدة القائم منذ زمن طويل في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وحدثت حالة من الفوضى الثلاثاء عندما اندفع آلاف الفلسطينيين اليائسين إلى موقع توزيع هذه المؤسسة وأصيب العشرات بجروح، في حين قال مصدر طبي فلسطيني إن شخصا واحدا على الأقل قُتِل.

المطالب مستمرة بهدنة تتيح الإفراج عن الرهائن
المطالب مستمرة بهدنة تتيح الإفراج عن الرهائن

وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي للصحافيين في جنيف إن "نحو 47 شخصا أصيبوا بجروح" في حادثة الثلاثاء و"معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي".

وأضاف لازاريني "رأينا أمس صورا صادمة لجياع يتدافعون على السياج وهم في حاجة ماسة للطعام. اتسم الوضع بالفوضى وكان مهينا وغير آمن".

وتابع "الوقت يدهمنا لتفادي المجاعة، ويجب السماح للعاملين في المجال الإنساني بأداء عملهم المنقذ للحياة الآن"، مشيدا بـ"خبرة وتجربة الأونروا في الوصول إلى المحتاجين". لكن إسرائيل تعتبر لازاريني "شخصا غير مرغوب فيه" وتحظر التعامل مع الأونروا.

وأفاد مصدر طبي في جنوب غزة " أنه بعد حادثة التدافع الثلاثاء "وصل أكثر من 40 مصابا إلى مستشفى ناصر، معظمهم مصابون بنيران إسرائيلية". وأضاف أن شخصا واحدا على الأقل توفي من بينهم. وأضاف أن "مدنيين آخرين وصلوا أيضا إلى المستشفى مصابين بكدمات في أنحاء مختلفة من الجسم".

ولكن الجيش نفى استهداف المدنيين في نقطة التوزيع. وقال الكولونيل أوليفييه رافوفيتش المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأربعاء " إن الجنود الإسرائيليين "أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء، في المنطقة الخارجية للمركز، وليس باتجاه الناس بأي حال من الأحوال".

وبعد 600 يوم على اندلاع الحرب، يخيم اليأس على فلسطينيي غزة. وقال بسام دلول النازح مع عائلته في مخيم النصيرات وسط القطاع "هذا لا يغير شيئا، الموت مستمر والقصف الاسرائيلي لا يتوقف، خوف وجوع وقلق ولا نعرف متى النهاية".

وأضاف "نزحنا عشرين مرة، ولا نعرف هل سننجو من القتل اليوم أم لا، لا يوجد طعام ولا ماء للشرب، ولا كهرباء ولا مأوى، ولا اي مقومات للحياة … في غزة كرامة الإنسان تهان بلا توقف".

واعتبرت موفدة الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط الاربعاء أمام مجلس الامن الدولي أن فلسطينيي قطاع غزة الذين ينزلقون أكثر فأكثر "الى الهاوية" يستحقون "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة".

وقالت سيغريد كاغ إن "مدنيي غزة فقدوا أي أمل. بدل ان يقولوا: الى اللقاء، الى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة. … فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلا نابضا بالحياة".

ورغم التدافع والضحايا، أشادت مصادر عسكرية إسرائيلية بنجاح عملية التوزيع، وتحدث بنيامين نتانياهو عن مجرد "فقدان موقت للسيطرة" على الأمور.

وتحت ضغط دولي متزايد، سمحت إسرائيل الأسبوع الماضي بدخول بعض المساعدات بعد حصار خانق فرضته منذ 2 مارس/آذار وبعد أن استأنفت هجماتها على القطاع المدمر وكثفتها.

ومع استمرار القصف والعمليات العسكرية، قال الدفاع المدني إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت 16 شخصا منذ فجر الأربعاء.

في المواصي جنوب القطاع، والتي تغص بالنازحين تحت خيام مهترئة، قالت هبة جبر (29 عاما) التي نزحت من مدينة غزة مع زوجها وطفليهما، إنها تعاني الامرين لإيجاد طعام. وأضافت لوكالة فرانس برس أن "الموت بالقصف أفضل كثيرا من الموت بإذلال الجوع وان تعجز ان توفر الخبز والماء لأطفالك".

وأفادت "مؤسسة غزة الإنسانية" الثلاثاء إنها وزعت "8000 صندوق طعام تعادل 462 ألف وجبة".

وتقول وكالات الأمم المتحدة وجمعيات الإغاثة إن تحديد مواقع توزيع معدودة يتعارض مع المبادئ الإنسانية، لأنه يجبر النازحين على التنقل مرة أخرى للبقاء على قيد الحياة.

في إسرائيل، تجمع المئات للمطالبة بهدنة تتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة بدعوة من منتدى عائلاتهم على مفترقات الطرق في مناطق مختلفة في الساعة 06:29 صباحاً وهي ساعة بدء الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتجمع المتظاهرون إلى جانب شرائط صفراء ضخمة ترمز للرهائن ولافتات وُضعت على طول الطرق تحمل الرقم 600. كما أغلق المتظاهرون الطريق السريع الرئيسي في تل أبيب، حسبما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.