إسرائيل تعرض استضافة محادثات بين البرهان ودقلو
القدس - قالت إسرائيل اليوم الاثنين إنها اقترحت استضافة محادثات بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لوقف إطلاق النار بعد تقدم "واعد جدا" في جهود للوساطة قادها مسؤول إسرائيلي كبير خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في بيان "منذ اندلاع القتال في البلاد، تعمل إسرائيل عبر قنوات مختلفة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والتقدم الذي جرى إحرازه خلال الأيام القليلة الماضية في المحادثات مع الجانبين واعد جدا".
ولم يذكر البيان أي تفاصيل أخرى باستثناء أن المسؤول الإسرائيلي أجرى مباحثات مع قائدي طرفي الصراع.
وأعلن السودان وإسرائيل في فبراير/شباط أنهما توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات وأنهما من المقرر أن يوقعا على الاتفاق بعد انتقال السلطة من الجيش إلى حكومة مدنية في الخرطوم.
وعبر كوهين عن أمله في أن تؤدي جهود تحقيق التهدئة في السودان إلى "توقيع اتفاق سلام تاريخي".
ويُثير الصراع في السودان قلقا كبيرا لدى إسرائيل التي تتابع التطورات عن كثب وهي التي كانت تمني النفس باستكمال مسار التطبيع مع الخرطوم وقد بدأت بالفعل خطوات في هذا الاتجاه قبل أن تتفجر أسوأ أزمة بين البرهان ودقلو (حميدتي).
وبحسب موقع 'اكسيوس' الأميركي الإخباري، لم يخف مسؤولون إسرائيليون تخوفهم من أن تنهي الأحداث التي يشهدها السودان احتمالات تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم.
وتابع نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن "إسرائيل تستخدم علاقاتها مع كل من قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لحثهما على إنهاء القتال الذي خلف أكثر من 270 قتيلا على الفور".
وأضاف هؤلاء أن "عملية التطبيع الإسرائيلية مع السودان في السنوات الثلاث الماضية والعلاقات التي أقامتها مع الجانبين، وضعتها في وضع فريد لمحاولة التأثير على الجنرالين المتحاربين".
ونقل الموقع الأميركي عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم أيضا إن "القتال الحالي في السودان سيدمر البلاد ويمنع تشكيل حكومة مدنية وينهي أي احتمالات لاتفاق سلام بين إسرائيل والسودان".
وكانت إسرائيل تراهن على اتفاق وتوافق ينهي الأزمة السياسية في السودان ضمن الاتفاق الإطاري الذي توصل له مجلس السيادة الانتقالي والقوى السياسية الأخرى، قبل أن يتسبب خلاف بين البرهان وحميدتي على دمج قوات الدعم السريع في انفجار الوضع.
وقال المسؤولون إن "وزارة الخارجية الإسرائيلية تنخرط في السنوات الأخيرة مع البرهان في عملية التطبيع وأن وكالة الموساد تتواصل مع حميدتي في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب".
وبحسب المصدر ذاته، قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم "كانوا يتابعون عن كثب المحادثات في السودان قبل بدء القتال بشأن الاتفاق الإطاري الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تعيين حكومة مدنية".
وقال مسؤول إسرائيلي إن "الحكومة الإسرائيلية كانت متأكدة الأسبوع الماضي من أن الاتفاق على تعيين حكومة مدنية سيأتي في غضون أيام، إن لم يكن ساعات وشعرت بالإحباط عندما انهار الاتفاق وبدأ القتال في نهاية الأسبوع".
وكان السودان قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عن اهتمامه بالانضمام إلى اتفاقات أبراهام، خاصة بعد أن اشترطت الولايات المتحدة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والخرطوم لشطبها من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية لها.
وبعد ثلاثة أشهر وقّع السودان القسم التصريحي من الاتفاقية بحضور وزير المالية الأميركي آنذاك ستيفن منوتشين، لكنه لم يوقع الوثيقة المقابلة مع إسرائيل.