إسرائيل تعلق هدم الخان الأحمر

بعد ضغوط من دول ومنظمات حقوقية، نتانياهو يريد إعطاء فرصة للتفاوض ومناقشة خطة بديلة لنقل السكان من القرية التي باتت محط أنظار العالم.

القدس - علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أجل غير مسمى قرار هدم قرية خان الأحمر البدوية بالضفة الغربية المحتلة والتي بات مصيرها محط اهتمام كبير في العالم، على ما أعلنت أجهزته الأحد.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتانياهو "ننوي إعطاء فرصة للمفاوضات والعروض التي تلقيناها من عدة أطراف، بما في ذلك في الأيام الأخيرة" بشأن القرية الواقعة شرق القدس الشرقية المحتلة.
وينتظر سكانها، الذين يدعمهم ناشطون أجانب تجمعوا في هذا الموقع، وصول الجرافات في أي وقت بعد أول أكتوبر/تشرين الأول وهو الموعد النهائي الذي حددته إسرائيل كي يزيل القرويون مساكنهم.
وقال وليد عساف الوزير المسؤول عن ملف المستوطنات بالسلطة الفلسطينية إنهم سيظلون متأهبين ومستعدين لمواجهة هذه الغارة حتى تأكيد أنباء التأجيل.
وتضمنت خطة الطرد نقل السكان إلى منطقة تبعد نحو 12 كيلومترا بجوار مكب للنفايات.
ولكن مسؤولا في مكتب نتنياهو قال إنه يجري بحث خطة بديلة لنقل السكان بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه "الهدف هو استنفاد سبل المفاوضات تماما وبحث خطط مقترحة قدمتها أطراف مختلفة بما في ذلك (خطط تم تلقيها) خلال الأيام القليلة الماضية".
ويعيش حوالي مئتي بدوي في خان الأحمر في أكواخ من الخشب والألواح المعدنية على غرار القرى البدوية الأخرى عموما، وتقع القرية على الطريق الرئيسي بين مدينة القدس واريحا، وهي محاطة بعدد من المستوطنات الاسرائيلية. وباتت رمزا لمصير الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال والاستيطان.
وتتهم السلطات الاسرائيلية سكان القرية بالإقامة فيها بصفة غير قانونية وأمهلتهم حتى الأول من تشرين الأول/اكتوبر لهدم "كل المباني المقامة" فيها بأنفسهم، مؤكدة أنها ستقوم بذلك بعد هذا الموعد إذا لم يتم تنفيذ أمرها.
وأثار مصير القرية اهتمام عدد من البلدان بينها ثمان من دول الاتحاد الأوروبي دعت إسرائيل في أيلول/سبتمبر إلى "مراجعة قرارها"، معتبرة أن هدم خان الأحمر سيمكن اسرائيل من توسيع الاستيطان بشكل يقطع الضفة الغربية الى قسمين، ما سيجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا.
وحذر مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل بأن "إخلاء بالقوة" للقرية يمكن أن يشكل جريمة حرب. ورفض السكان حتى الآن إخلاء القرية.