إسرائيل تعلن البدء في عملية إغراق أنفاق حماس بالمياه

الجيش الإسرائيلي يؤكد أن ضخّ المياه في أنفاق بغزة سبقه عمل مكثف شمل تحليلا لخصائص التربة ونظام المياه في المنطقة.

القدس - قال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه يقوم بضخ كميات ضخمة من المياه في أنفاق بغزة بهدف تدمير شبكة الأنفاق المترامية تحت الأرض والتي يستخدمها عناصر حماس لشن هجمات على إسرائيل.

وأعلن في بيان أن "ذلك جزء من مجموعة وسائل ينشرها الجيش الإسرائيلي للقضاء على التهديد الذي تمثله شبكة الأنفاق تحت الأرضية لحماس".

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية "أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا عن استخدام ضخ المياه لتحييد الأنفاق في قطاع غزة"، مضيفة "سبقت هذه العملية عمل مكثف شمل تحليلاً لخصائص التربة ونظام المياه في المنطقة، للتأكد من إمكانية عدم المساس باستخدام المياه الجوفية في المنطقة".
ولم تذكر الهيئة مكانا ووقتا محددا تم فيه ضخ المياه في الأنفاق، لكن صحيفة "هآرتس" العبرية قالت "بحسب الجيش، لم يتم ضخ المياه إلا في الأماكن التي تبين أنها مناسبة لذلك ودون المساس بإمكانية استخدام المياه الجوفية هناك وتم لهذا الغرض تركيب مضخات وأنابيب في القطاع".
وهذا هو أول تأكيد إسرائيلي رسمي، لما سبق ونشرته وسائل إعلام أجنبية تحدثت عن استخدام الجيش المياه لإغراق الأنفاق في غزة، وفق "هآرتس".
والأحد ذكرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية أن إسرائيل قامت نهاية العام الماضي بتركيب نظام مضخات في شمال قطاع غزة لإغراق الأنفاق بمياه البحر، في إطار عملية أطلق عليها اسم "بحر أتلانتس".
ووقتها قالت الصحيفة الأميركية، إنه على الرغم من التحذيرات من أن تنفيذ الخطة قد يعرض البنية التحتية للصرف الصحي والمباني للخطر، وقد يلحق الضرر بخزانات المياه العذبة، فإن إسرائيل قامت بتركيب مضخة أخرى في خانيونس جنوبي قطاع غزة مطلع يناير/كانون الثاني الجاري.
وأفادت دراسة نشرها معهد مودرن وور إنستيتيوت في الأكاديمية العسكرية الأميركية ويست بوينت في 17 أكتوبر/تشرين الأول أن هناك 1300 نفق تمتد على مسافة أكثر من 500 كيلومتر في القطاع الفلسطيني.

وتعهد الجيش بتدمير أنفاق حماس عقب الهجوم المباغت غير المسبوق الذي شنّته الحركة على الأراضي الإسرائيلية وأدى إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا.

وأفادت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية الشهر الماضي أن الجيش يدرس احتمال إغراق الأنفاق بمياه البحر التي تضخ من البحر الأبيض المتوسط، لكن خبراء حذروا من أن هذا الخيار خطير ويشكل أخطارا كبيرة على المدنيين المحاصرين في غزة.

ونبّهت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز من أن ذلك "سيسبب أضرارا جسيمة للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة المتداعية أصلا" وأضافت "هناك أيضا خطر انهيار مبان وطرق بسبب الضغط المتزايد وتسرب مياه البحر إلى غزة".

وصمّمت شبكة الأنفاق أسفل المنطقة الساحلية بداية كوسيلة للالتفاف على الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ العام 2007 والذي ترافق معظم الوقت مع إغلاق لمعبر رفح. والمعبر هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

ومنذ حرب العام 2014 بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل وُسّعت شبكة الأنفاق واستخدمتها حماس بشكل متكرر لتسهيل إطلاق صواريخها.