إسرائيل تفتتح سفارة على مقربة من الحدود الإيرانية
تركمانستان - أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الخارجية إيلي كوهين افتتح سفارة لتل أبيب في عشق آباد عاصمة تركمانستان، على بعد أقل من 20 كيلومترا من حدود إيران العدو اللدود للدولة العبرية، فيما ينتظر أن تؤدي هذه الخطوة إلى تأجيج التوتر المتصاعد بين الطرفين.
وقال كوهين عبر حسابه على تويتر الأربعاء "هبطت في تركمانستان في زيارة تاريخية بعد 29 عاما، من آخر زيارة لوزير إسرائيلي هنا"، مضيفا "جئت لافتتاح سفارة إسرائيلية على بعد 17 كيلومترا من الحدود مع إيران، ولعقد سلسلة لقاءات مع الرئيس ومسؤولين آخرين".
وتابع "للعلاقات مع تركمانستان أهمية أمنية وسياسية كبيرة وهذه الزيارة ستعزز مكانة دولة إسرائيل في المنطقة".
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان اليوم الخميس إن "إيلي كوهين بدأ زيارته التاريخية لتركمانستان بلقاء الرئيس سردار بردي محمدوف، وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين، ويصادف هذا العام مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، كما بحثا التعاون في مجالات حماية الحدود وتكنولوجيا المياه والزراعة".
وتابعت أن "رئيس تركمانستان أبلغ كوهين أنه يفكر في إنشاء سفارة في إسرائيل بهدف تعزيز وتعميق العلاقات بين البلدين".
واعتبر كوهين أن "افتتاح مثل هذه السفارة سيعزز العلاقات بين البلدين ويشجع التعاون بين الحكومتين وبين الاقتصادات في مجالات التكنولوجيا والزراعة والأمن الإقليمي"
وكان شمعون بيريز آخر وزير خارجية إسرائيلي زار تركمانستان عام 1994 بعد ثلاث سنوات من سقوط الاتحاد السوفييتي، وفق قناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية.
ووفق المصدر نفسه كان لتل أبيب سفير في عشق آباد منذ أكثر من عشر سنوات، لكنه بقي يعمل من الفنادق والمكاتب المؤقتة في غياب ممثلية دبلوماسية.
ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا أشارت فيه إلى أنه من بين أسباب افتتاح تل أبيب لسفارة في تركمانستان هي أنها تحظى بنحو 1200 كيلومتر من الحدود المشتركة مع إيران، ما يسمح لإسرائيل باختراقها وتنفيذ عمليات تستهدف البرنامج النووي.
وتعزز إسرائيل من حضورها في الدول التي تجاور إيران في مسعى واضح لمحاصرتها، خاصة بعد أن أكدت استعدادها لاستعمال كل الوسائل الممكنة لمنع طهران من تصنيع قنبلتها الذرية التي تعتبر الهاجس الأكبر الذي يثير رعب الدولة العبرية التي تحشد دوليا لتسليط أشد العقوبات على الجمهورية الإسلامية لوقف تهديداتها ووضع حد لاستفزازاتها النووية.
وفي يناير/كانون الثاني أعلنت أذربيجان جارة إيران عن تعيين أول سفير لها لدى إسرائيل.
وافتتحت أذربيجان موفى الشهر الماضي سفارة لها في إسرائيل بعد 30 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين وقد رحّبت إسرائيل بهذه الخطوة واعتبرتها "تعبيرا عن عمق العلاقة بينهما".
ولدى إسرائيل سفارة في باكو يعود افتتاحها إلى أوائل تسعينات القرن الماضي، بينما افتتحت أذربيجان مكتبا تجاريا في تل أبيب في عام 2021 وأضافت له مكتبا للسياحة عام 2022.
ومثلت إسرائيل داعما عسكريا أساسيا لأذربيجان في السنوات الأخيرة واصطفت إلى جانبها في نزاعها مع أرمينيا حول منطقة ناغورني قره باغ.
وتطورت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأذربيجان المجاورة لإيران إلى تعاون على أصعدة مختلفة، إذ توفّر باكاو حوالي 40 في المئة من واردات النفط للدولة العبرية.
وفي السنوات الأخيرة تصدّرت إسرائيل قائمة أهمّ موردي الأسلحة لأذربيجان، إذ تجاوزت مبيعاتها 740 مليون دولار (631 مليون يورو).