
إسرائيل تقتل قياديين في حزب الله مسؤولين عن قصف مدن الشمال
بيروت - كشف الجيش الإسرائيلي الخميس أنه تمكن من قتل قائد منطقة حولا في حزب الله اللبناني المسؤول عن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية نحو منطقة كريات شمونة إضافة لمسؤول القذائف المضادة للدروع نحو البلدات الشمالية فيما أعلنت القوات الإسرائيلية تكبدها مزيدا من الخسائر في الأرواح في عمليتها البرية.
وقتل 18 شخصا وأصيب 92 آخرين اليوم الخميس جراء غارتين إسرائيليتين على بيروت، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في القصف الأكثر دموية يطال قلب العاصمة منذ تصاعد وتيرة النزاع بين الدولة العبرية وحزب الله.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس اليوم "أغارت طائرات حربية وقضت على قائد منطقة حولا في حزب الله المدعو أحمد مصطفى الحاج علي الذي كان مسؤولا عن مئات من عمليات إطلاق القذائف الصاروخية نحو منطقة كريات شمونة".
وأضاف "في غارة أخرى قضت قواتنا على قائد منظومة القذائف المضادة للدروع لحزب الله في منطقة ميس الجبل المدعو محمد علي حمدان والذي كان مسؤولا عن عمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو بلدات الشمال".
وتابع "مساء أمس وخلال ساعات الليلة الماضية هاجمت طائرات حربية بتوجيه استخباري دقيق مستودعات أسلحة في منطقة بيروت ومستودعات أسلحة وبنى عسكرية أخرى في منطقة جنوب لبنان" موضحا أن "حزب الله يضع أسلحته تحت المباني السكنية والمدارس والمساجد والجامعات في قلب بيروت ويعرض السكان في المنطقة للخطر".
وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن وفيق صفا القيادي الكبير في حزب الله اللبناني نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في بيروت اليوم الخميس.
وذكر مصدر أمني لبناني في وقت سابق اليوم أن هجوما إسرائيليا على وسط بيروت استهدف مسؤولا كبيرا واحدا على الأقل من حزب الله
وفي المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الخميس، مقتل ضابط وإصابة جندي بجروح خطيرة في معارك مع حزب الله أثناء محاولة التوغل إلى جنوب لبنان فيما يتواصل استهداف عناصر وقادة الحزب في لبنان وكذلك في سوريا.
وأفاد الجيش في بيان بمقتل الرقيب أول في الاحتياط روني غانيزيت (36 عاما) وإصابة جندي بـ"جروح خطيرة في المعارك عند الحدود الشمالية" (جنوب لبنان)، حسب القناة "12" العبية (خاصة).
ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلنت إسرائيل عن بدء توغل بري في جنوب لبنان، ضمن حرب تشنها على البلد العربي منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي لكن حزب الله أعلن مرارا التصدي لمحاولات توغل وقتل وإصابة عسكريين إسرائيليين، وبالفعل أقر الجيش الإسرائيلي بخسائر بشرية ولم يتمكن من تحقيق اختراق بري.
وفي سوريا قالت إسرائيل إنها قتلت عضوا في حزب الله كان ينقل معلومات استخباراتية ضد إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة، في حين ذكرت وسائل إعلام سورية الخميس أن ضربات جوية إسرائيلية أصابت أهدافا في سوريا.

وتزيد إسرائيل، التي تنفذ ضربات ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا منذ سنوات، وتيرة غاراتها منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي شنته حركة حماس المدعومة من إيران على إسرائيل، وهو ما استتبع شن إسرائيل الحرب على قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي الاربعاء إنه قتل أدهم جحوت الذي وصفه بأنه أحد أعضاء "الشبكة في الجولان" التابعة لحزب الله، وذلك في منطقة القنيطرة بسوريا.
وأضاف أن دور جحوت كان نقل المعلومات من مصادر في النظام السوري إلى حزب الله ونقل المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها على الجبهة السورية لتسهيل العمليات ضد إسرائيل في هضبة الجولان.
واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب 1967 وضمت المنطقة، وهي الخطوة التي لم تعترف بها معظم الدول.
وقال التلفزيون السوري في وقت مبكر من الخميس إن إسرائيل نفذت غارات جوية استهدفت منطقة صناعية في ريف حمص وموقعا عسكريا في حماة، "واقتصرت الخسائر على الماديات".
ونقل التلفزيون عن مدير المدينة الصناعية في حسياء عامر خليل قوله إن "عدوانا جويا إسرائيليا استهدف معمل سيارات، إضافة لسيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في المدينة، ما أدى لاشتعال حريق كبير بالمكان"، مضيفا أن فرق الإطفاء تعمل حاليا على إخماده. وأفادت وسائل إعلام رسمية بسماع دوي الانفجارات أيضا في درعا، وأنه يجري التحقيق فيها.
كما استهدفت غارة جوية اسرائيلية الخميس طريقا يصل بين شرق لبنان ومنطقة حمص في وسط سوريا، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن "الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة جوية استهدفت طريقا يصل بين سوريا ولبنان بالقرب من بلدة حوش السيد علي في منطقة ريف القصير عند الحدود السورية- اللبنانية"، من دون ورود معلومات عن وقوع ضحايا وإذا ما تسبتب الغارة في قطع الطريق.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن غارة "مسيّرة معادية على الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا في حوش السيد علي". وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الغارة الأخيرة تأتي في إطار محاولات اسرائيل "قطع طرق إمداد حزب الله".
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في بيان على منصة إكس اليوم الخميس إن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بهدف السعي مجددا إلى وقف إطلاق النار، وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف "العدوان الإسرائيلي" على لبنان.
وأضاف "هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف إحياء الإعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة لكي يصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية".
وفي سياق متصل قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار الأربعاء واليوم الخميس على مواقع يستخدمهما أفراد القوة في لبنان.
وذكرت اليونيفيل أن اثنين من أفراد قوتها لحفظ السلام أُصيبا في أحد المواقع عندما سقطا من برج مراقبة طالته نيران دبابة إسرائيلية داخل المقر الرئيسي للقوة في الناقورة. وقال مصدر من الأمم المتحدة إنه لم تقع إصابات في الموقعين الآخرين.
وأضافت اليونيفيل في بيان "أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام هو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي"، موضحة أنها تتابع الأمر مع الجيش الإسرائيلي.
ونددت دول غربية بهذه الحادثة، إذ أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تتوقع الحصول على "إيضاحات" من إسرائيل.
بدوره اعتبر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو أنه "لا يمكن التسامح" مع إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع وتجهيزات اليونيفيل.
واستدعى كروسيتو في وقت سابق السفير الإسرائيلي في روما لـ"الاحتجاج بشدة" على إطلاق النار على القوات الدولية.
وأكد الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس أن قواته أطلقت النار في منطقة مقر اليونيفيل في جنوب لبنان، مشيرا الى أن عناصر من حزب الله تواجدوا في المكان.
من جانب اخر طالب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مكالمة هاتفية الأربعاء من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تقليص الضرر اللاحق بالمدنيين" في لبنان، ولا سيّما في بيروت، مؤكدا في الوقت ذاته "حق إسرائيل في حماية مواطنيها من حزب الله"، بحسب البيت الأبيض.
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنّ بايدن ونتنياهو اتفقا على "البقاء على اتصال وثيق خلال الأيام المقبلة، بشكل مباشر ومن خلال فرقهما من مستشاري الأمن القومي" بشأن الردّ الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الصاروخي الذي شنّته إيران على الدولة العبرية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وبحسب البيان فإنّ بايدن الذي لم يتحدّث مباشرة مع نتنياهو منذ سبعة أسابيع، شدّد على ضرورة التوصّل إلى حلّ دبلوماسي يتيح عودة السكان المدنيين في كل من شمال إسرائيل وجنوب لبنان إلى ديارهم.
وفي ما يتعلق بغزة، بحث الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وفق البيت الأبيض، في "ضرورة إعادة إطلاق العمل الدبلوماسي لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس".
كما شدّد الرئيس الأميركي على "ضرورة إعادة إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة".