إسرائيل تقصف غزة وروحاني يلوم مصر والأردن

الجهود التي تبذلها مصر والأردن لدفع اسرائيل لإنهاء هجماتها على القطاع لم تقنع الرئيس الإيراني الذي يحاول الاستثمار في أزمة الفلسطينيين.
مصر تواصل جهودها لايقاف العدوان على غزة رغم الانتقادات الايرانية
الاردن حذر من تدهور علاقات بلاده باسرائيل عقب التصعيد الاخير
الحرب في قطاع غزة تدخل مجال المزايدات الايرانية

طهران - انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، صمت مصر والأردن الجارتين لإسرائيل، إزاء الاعتداءات الأخيرة ضد الفلسطينيين.
وأشار روحاني في تصريحات أدلى بها الأربعاء، عقب اجتماع للحكومة في طهران، إلى تهجير الفلسطينيين من بيوتهم منذ عام 1948 وتحويلهم إلى لاجئين.
وتساءل قائلاً "لماذا تصمت دول كبيرة جارة لإسرائيل، مثل مصر والأردن؟ كذلك الأمر بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة، لماذا لا يعارضون؟ (الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ضد الفلسطينيين)".
وحاول روحاني من خلال خطابه الاستثمار سياسيا في الهجمات المتبادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهي سياسة دائما ما تستخدمها السلطات الإيرانية لدغدغة مشاعر المسلمين والعرب.
ويأتي الخطاب الحاد لإيران رغم الجهود التي تبذلها مصر والأردن لايقاف الهجمات وحث اسرائيل على التهدئة ضمن مجموعة العمل العربية المتمثلة في وزراء الخارجية العرب.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري الثلاثاء إن بلاده أجرت اتصالات مع اسرائيل خلال الأيام الماضية من أجل التهدئة في القدس الشرقية المحتلة، لكنها "لم تجد الصدى اللازم".
وأكد شكري في كلمته أمام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الأوضاع في القدس الثلاثاء "ازاء كل هذه الانتهاكات (الاسرائيلية) تحركت مصر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية فقامت بنقل رسائل الى اسرائيل وكافة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل كل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم".
وأضاف شكري "لا تزال مصر تجري اتصالاتها المكثفة مع كافة الأطراف الدولية والاقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس الشريف".
وقال مصدر فلسطيني إن "مصر أجرت اتصالات قبل يومين بالفصائل الفلسطينية ودعتها الى التهدئة مؤكدة أنها تبذل في الوقت نفسه مساعي مع اسرائيل من أجل التهدئة ولكن القاهرة لم تتلق ردا ايجابيا من اسرائيل".

مصر حثت اسرائيل على وقف اعتداءاتها في القدس
مصر حثت اسرائيل على وقف اعتداءاتها في القدس

وانتقد شكري موقف مجلس الأمن تجاه تدهور الاوضاع في القدس، وقال "كنا نتمنى أن يصدر مجلس الأمن الاثنين موقفا يعكس إدراكه لخطورة ما يجري في الشرق الأوسط ، ولكن للآسف دأب المجلس على التنصل من مسؤولياته بما يفقده مصداقيته".
وشدد وزير الخارجية المصري على أن أهداف بلاده "لا تقتصر على تهدئة الوضع في القدس فالمواجهة الحالية لم تندلع من فراغ وإنما على خلفية الغياب الكامل لكل أفق سياسي لتسوية القضية الفلسطينية عبر إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولذا فإن مثل هذه الأزمات ستتكرر طالما لم تحل القضية الأساس".
من جهته لوح أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني في كلمته أمام الاجتماع الذي عقد عبر تقنية الفيديو بأن علاقات بلاده باسرائيل قد تتأثر.
وقال "سيكون لاستمرار اسرائيل في عدوانيتها وعنجهيتها انعكاسات خطيرة على كل شيء، بما في ذلك العلاقات الأردنية-الاسرائيلية".
وفي ختام الاجتماع، قرر الوزراء تشكيل لجنة وزارية عربية تضم وزراء خارجية الاردن والسلطة الفلسطينية وقطر ومصر والمغرب وتونس والامين العام للجامعة أحمد أبو الغيط للقيام بحملة دبلوماسية لدى "الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والدول المؤثرة دوليا" لدفع اسرائيل لوقف انتهاكاتها.
كما دعا الوزراء المحكمة الجنائية الدولية الى "المضي قدما في النظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".
وبدأ التصعيد في غزة بعد تصاعد المواجهات في القدس الشرقية لا سيما في باحات المسجد الأقصى بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية والتي تسببت منذ أيام باصابة المئات.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان في 13 أبريل/ نيسان الماضي، اعتداءات تقوم بها القوات الإسرائيلية والمستوطنون في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح" والمسجد الأقصى ومحيطه.
وانتقل التوتر إلى قطاع غزة وشن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات على مناطق عدة بمحافظات غزة أسفرت عن مقتل48 فلسطينيا، و3 آخرين في الضفة، حتى ظهر الأربعاء.
والثلاثاء، تدهورت الأمور بشكل كبير وغير مسبوق، عقب لجوء إسرائيل لسياسة تدمير الأبراج السكنية بغزة، ورد حركة "حماس" بإطلاق عشرات الصواريخ نحو وسط إسرائيل.