إسرائيل تلجأ لمجلس الأمن لوقف هجمات الميليشيات من العراق

ساعر يؤكد في رسالة لمجلس الأمن أن لإسرائيل الحق في اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية نفسها ومواطنيها من الأعمال العدائية للمليشيات المدعومة من إيران في العراق.
اسرائيل تطالب العراق باحترام التزاماتها الدولية وفق قرارات الأمم المتحدة
السوداني: رسالة إسرائيل لمجلس الأمن ذريعة للاعتداء على العراق

القدس – وجهت إسرائيل الاثنين رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تحضه فيها على الضغط على الحكومة العراقية لوضع حدّ لهجمات تشنّها على الدولة العبرية مليشيات موالية لإيران، وذلك بعد تحذيرات نشرتها تقارير بشأن إمكانية استهداف الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية العراقية واغتيال قادة بارزين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الإثنين في منشور على منصة إكس أرفقه بنسخة من الرسالة "في هذا المساء وجّهت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي دعوت فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية في ما يتعلق بنشاط المليشيات الموالية لإيران في العراق الذي تُستخدم أراضيه لمهاجمة إسرائيل".

وأضاف "دعوت مجلس الأمن إلى التحرك على نحو عاجل لضمان احترام الحكومة العراقية التزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف هذه الهجمات على إسرائيل".
وجاء في نص الرسالة التي نشرها ساعر على إكس "تقع على عاتق الحكومة العراقية مسؤولية منع استخدام أراضيها قاعدة لشن هجمات ضدّ دول أخرى".
وأضافت الرسالة أنّ إسرائيل "تدعو الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها واتخاذ تدابير فورية لوقف هذه الهجمات ومنعها"، مؤكدة في الوقت نفسه أنّ "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية نفسها ومواطنيها من الأعمال العدائية للمليشيات المدعومة من إيران في العراق".

وحذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مساء اليوم الثلاثاء من أن الرسالة التي وجهتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي تمثل "ذريعة وحجة" للاعتداء على بلاده.
وقال السوداني في بيان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء إن "العراق يرفض هذه التهديدات، وقرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق".
ولفت إلى "رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني".
ووجَّه السوداني بعقد اجتماع طارئ اليوم للمجلس الوزاري للأمن الوطني لـ"متابعة التطوّرات وتأكيد الموقف العراقي".
وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل موالية لإيران، الإثنين مسؤوليتها عن شنّ أربعة هجمات بمسيّرات ضد أهداف في شمال إسرائيل وجنوبها.
وغالبا ما تعلن هذه الفصائل مسؤوليتها عن هجمات بمسيّرات على إسرائيل التي تعترض دفاعاتها الجوية عددا منها.
لكن في مطلع تشرين الأول/أكتوبر أسفرت مسيّرة أطلقت من العراق عن مقتل جنديين إسرائيليين وجرح 24 آخرين في قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل.
وكانت صحيفة معاريف العبرية قالت وفق مصادر استخباراتية أن إسرائيل اتهمت إيران بتهريب صواريخ باليستية إلى العراق عبر صهاريج لكي تستخدمها الفصائل الموالية لها في هجماتها على الدولة العبرية.
وعلى ضوء التهديدات الإسرائيلية عبر عدد من السياسيين الموالين لإيران عن قلقهم من إمكانية استهداف العراق على ضوء التوتر الإقليمي حيث دعا كل من عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي للتهدئة وحصر السلاح بيد الدولة والعمل على مسارات محددة بشكل لا ينجر فيها العراق لحرب إقليمية.
واعتبر هذا الموقف قريبا من موقف المرجع العراقي علي السيستاني الذي دعا الى حصر السلاح بيد الدولة والتفكير في مصالح البلد.
كما التقى مسؤولون عراقيون بنظرائهم الإيرانيين لمطالبتهم بالعمل على الضغط على الميليشيات لوقف الهجمات.
وبداية الشهر الجاري التقى مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي عدد من المسؤولين الإيرانيين لبحث مسائل امنية من بينها التوتر الإقليمي فيما تقول مصادر أن الجانب العراقي قوبل بردود إيرانية باردة.