إسرائيل تنتقل إلى تصفية المسعفين التابعين لحزب الله بعد قياداته

مقتل مسعفين إثنين في قصف إسرائيلي استهدف مركزا للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله.

بيروت - أعلن حزب الله اليوم الخميس مقتل مسعفين إثنين في قصف إسرائيلي طال مركزا للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له في جنوب لبنان وذلك بعد أيام قليلة من مقتل اثنين من أبزر القيادات العسكرية في الجماعة اللبنانية، ما يشكّل مصدر إحراج للحزب الذي توعّد بمعاقبة إسرائيل بعد اغتيالها الرجل الثاني في حركة حماس صالح العاروري.

وقال الحزب في بيان "استهدف العدو الإسرائيلي مركزا للدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة حانين ما أدىّ إلى ارتقاء شهيدين وسقوط عدد من الجرحى كانوا متواجدين في المركز".

ونعت الهيئة الصحية الإسلامية وهي مؤسسة تابعة لحزب الله تقدم خدمات صحية وإسعاف ودفاع مدني المسعفين، قائلة إنهما "قتلا على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها الحزب لنعي عناصره الذين قتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وقتلت إسرائيل الثلاثاء علي حسين برجي قائد الوحدة الجوية لحزب الله وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القيادي العسكري في الجماعة اللبنانية قاد العديد من الهجمات بطائرات مسيرة على الدولة العبرية.

ويأتي اغتيال برجي بعد ساعات من تصفية وسام الطويل القائد العسكري الكبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله، بالتزامن مع تهديد الأمين العام للجماعة حسن نصرالله بـ"ردّ مزلزل" على اغتيال صالح العاروري القيادي في حركة حماس بالضاحية الجنوبية لبيروت.

ويشكل ارتفاع حصيلة قتلى حزب الله مصدر إحراج للجماعة اللبنانية التي حافظت طيلة الفترة الماضية على قواعد الاشتباكات واكتفت بردّ محدود، فيما يبدو أنها استجابة لرغبة إيران التي رفضت الانخراط بشكل مباشر في الحرب الدائرة في غزة.

وروّج الحزب المدعوم من إيران لتجنّبه التصعيد بهدف عدم جّر البلاد إلى حرب جديدة، فيما سعى إلى التأكيد على أن ردّه على القصف الإسرائيلي ساهم في تخفيف الضغط على غزة.

وأدانت وزارة الصحة اللبنانية "بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرض له بشكل مباشر مركز الهيئة الصحية الإسلامية"، مشيرة إلى أن الضربة استهدفت أيضاً سيارة إسعاف.

ووصف مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان ما جرى بأنه "اعتداء صارخ على مركز يقوم على خدمة المواطنين اللبنانيين وإغاثتهم وإسعاف الجرحى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على بلدنا وشعبنا".

وهذه ليست أول مرة يطال القصف الإسرائيلي خدمات صحية في جنوب لبنان، إذ أصيب أربعة مسعفين في جمعية محلية في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني جراء قصف إسرائيلي طال سيارتي إسعاف في المنطقة الحدودية.

وتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي اليوم الخميس قصفا صاروخيا ومدفعيا، في أحدث جولة من مواجهات متقطعة بينهما بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال الحزب في بيانين إن عناصره استهدفوا تجمعات لجنود إسرائيليين في محيطي موقعي المطلة والبغدادي بالأسلحة الصاروخية ‏وحققوا إصابة مباشرة.

فيما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي أطلق 7 قذائف على المنطقة بين تلة حمامص والبساتين (جنوب) كما سقطت قذيفة فوسفورية وسط بلدة الخيام.

ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية "إسناداً" لغزة، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف بنى تحتية للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

ومنذ بدء التصعيد على جانبي الحدود، قتل 190 شخصاً في لبنان، بينهم أكثر من 140 عنصراً من حزب الله وأكثر من عشرين مدنياً بينهم ثلاثة صحافيين.