إسرائيل تهدد الحوثيين بسيناريو الهجوم على إيران
القدس/صنعاء - أكد الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين أنه قصف أهدافا في مدينة الحديدة الساحلية ومناطق أخرى في اليمن تقع تحت سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران فيما هدد مسؤولون إسرائيليون بأن صنعاء ستلقى نفس مصير طهران مطلقين على العملة العسكرية "الراية السوداء".
وبعد ساعات معدودة، أعلن الجيش على تطبيق تليغرام أن صاروخين أطلقا من اليمن باتجاه إسرائيل وجرى العمل لاعتراضهما فيما قالت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران إنها أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف متعددة في الدولة العبرية.
وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أنها لم تتلق أي اتصالات متعلقة بآثار مترتبة على إطلاق الصاروخين أو سقوط قتلى أو مصابين بعد إطلاقهما من اليمن.
وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة "ضربت ودمرت بنى تحتية إرهابية تابعة للنظام الحوثي. وكان من بين الأهداف موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف"، مضيفة أن ذلك جاء "ردا على الهجمات المتكررة التي يشنها النظام الحوثي ضد دولة إسرائيل".
من بين الأهداف موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف
وجاءت الهجمات بعد أقل من نصف ساعة من إطلاق الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تحذيرا على مواقع التواصل الاجتماعي للمتواجدين قرب المواقع المستهدفة.
ومن بين الأهداف التي أعلنت إسرائيل أنها ضربتها سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويقول الإسرائيليون إنها زُودت بنظام رادار لتتبع الشحن في البحر الأحمر.
وقد أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات على أهداف وصفها بـ"الإرهابية" في مناطق مختلفة من اليمن، ضمن عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الراية السوداء". وقال في تصريح رسمي "كما حذرت سابقًا، قانون اليمن هو نفسه قانون طهران".
وشدد على أن الهجمات استهدفت موانئ الحديدة، الصليف، رأس عيسى، إضافة إلى محطة رأس الخطيب للطاقة، مؤكداً أن من يحاول إيذاء إسرائيل "سيتعرض للأذى، ومن يرفع يده ضدها ستُقطع".
كما تحدث عن استهداف سفينة "غالاكسي ليدر" التي قال إنّ الحوثيين اختطفوها قبل نحو عامين، ويستخدمونها حالياً في "أنشطة إرهابية" مضيفا "سلاح الجو ينفذ عملية الراية السوداء لمعاقبة الحوثيين، وسنواصل الرد بحزم على أي تهديد يستهدف أمن إسرائيل".
والأحد، أوردت قناة المسيرة التابعة للحوثيين على منصة اكس أنّ "طيران العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على الحديدة"، قبل أنّ تحدد أنّ الغارات استهدفت "موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة الكهرباء المركزية رأس الكثيب" في المحافظة المطلة على ساحل البحر الأحمر.
وكشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، عن أن تل أبيب لم تكن تعلم أن جماعة الحوثي اليمنية تصنّع صواريخا بمدى 2000 كيلومتر لاستخدامها ضد إسرائيل.
القناة 12 العبرية (خاصة) نقلت عن سموتريتش قوله في ندوة "لم نكن نعلم أن الحوثيين يُصنّعون صواريخ بمدى 2000 كيلومتر ضد إسرائيل في مخابئ ضخمة تحت الأرض".
وتابع "كنا على يقين من أن هذا عمل بالوكالة (يقصد لصالح إيران) ضد السعودية، لقد كان هناك عمى" إسرائيلي.
وادعى أنه كانت توجد "خطة إيرانية لإرسال 35 ألف مقاتل من المليشيات الموالية لإيران في العراق للتسلل إلى إسرائيل عبر الأردن ضمن خطة التدمير الإيرانية"، دون تفاصيل.
وقال سموتريتش إنه فكر بالاستقالة عقب هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023 على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، قتل وأسر خلاله مئات الإسرائيليين؛ ردا على "جرائم إسرائيل اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى".
وقال "أقول لكم الحقيقة، في مرحلة ما، اتصلتُ بوالدي وطلبتُ منه اللقاء"، وأردف أن والده أقنعه بعدم الاستقالة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر أكّدوا ارتباطها بها، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للفلسطينيين.
ولاحقا وسعوا دائرة أهدافهم لتشمل سفنا مرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا بعد أن شنت الدولتان حملة عسكرية تهدف إلى تأمين الممر المائي في يناير/كانون الثاني 2024.
وفي مايو/أيار الماضي، توصل الحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة أنهى أسابيع من الغارات الأميركية المكثفة ضدهم، لكنهم تعهدوا مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية.
وضاعفت الجماعة المدعومة من طهران من هجماتها على الدولة العبرية عبر الصواريخ البالستية والمسيرات وذلك خلال الحرب بين إيران وإسرائيل.