إسرائيل تُقرّ رسميا اتفاق التطبيع مع الإمارات

بعد المصادقة بشكل رسمي على اتفاق السلام مع الإمارات، الائتلاف الحكومي الإسرائيلي يحيل اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية مع البحرين إلى الكنيست لإقراره.

القدس - وافقت الحكومة الإسرائيلية الأحد وبشكل نهائي على تطبيع العلاقات مع الإمارات، وفق ما أفاد بيان رسمي، فيما تأتي هذه الخطوة بعد مصادقة نواب البرلمان على الاتفاقية في وقت سابق من هذا الشهر.

وأقر الائتلاف الحكومي الإسرائيلي كذلك خلال اجتماعه الأسبوعي أيضا، على إحالة اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية مع البحرين إلى الكنيست (البرلمان) لإقراره.

وأعلنت الإمارات في 13 أغسطس/اب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتكون ثالث دولة عربية تقيم علاقات مع تل أبيب بعد مصر (1979) والأردن (1994).

ووقعت إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين منتصف سبتمبر/ايلول على الاتفاقية التي وصفتها واشنطن ودول عربية وغربية بـ"التاريخية" وعارضها الفلسطينيون، لتكون البحرين رابع دولة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل.

ومساء الجمعة، أعلن البيت الأبيض أن السودان وإسرائيل اتفقا على تطبيع العلاقات الدبلوماسية وإرساء "السلام" بينهما.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على رغبة المزيد من الدول العربية لتطبيع العلاقات.

وندد الفلسطينيون باتفاقيات التطبيع التي يرون أنها تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.

ويتطلع اقتصادا الإمارات وإسرائيل المتضرران جراء فيروس كورونا المستجد، إلى جني ثمار التطبيع وتحقيق أرباح سريعة.

وأعلنت إسرائيل والإمارات إعفاء مواطنيهما من تأشيرات السفر، كما تم التوقيع على اتفاقيات تتعلق بالاستثمار والتعاون العلمي واتفاقية للطيران تسمح بتسيير 28 رحلة أسبوعيا بين البلدين.

وأفاد بيان صادر عن مجلس الوزراء الإسرائيلي أيضا بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أقرت اتفاق التطبيع مع البحرين اليوم الأحد، في انتظار موافقة الكنيست.

وقال الوزير الإسرائيلي تساحي هنجبي لراديو الجيش إن مجلس الوزراء أقر بالإجماع الاتفاق الذي جرى توقيعه في مراسم بالبيت الأبيض يوم 15 سبتمبر/أيلول إلى جانب اتفاق على إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والإمارات.

وأقرت حكومة البحرين اتفاق التطبيع مع إسرائيل في 19 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال متحدث برلماني إسرائيلي إنه لم يتحدد بعد موعد لتصويت الكنيست بكامل هيئته على الاتفاق مع البحرين.

وقبل أسبوع أعلن مسؤول إسرائيلي أنّ بلاده والبحرين ستُضفيان الطابع الرسمي على العلاقات الدبلوماسيّة بينهما خلال حفل بالمنامة، بعد توصّلهما إلى اتّفاق تطبيع بوساطة أميركيّة الشهر الماضي.

والتقى وفد إسرائيلي خلال زيارته إلى المنامة مسؤولين من البحرين، معلنين أن اللقاء سيُشكّل انطلاقة رسمية لتدشين علاقات دبلوماسية كاملة.

وقال مصدر إسرائيلي انه بمجرّد توقيع الوثيقة خلال الحفل الذي جرى الأحد الماضي فإن إسرائيل والبحرين ستتمكنان بموجب اتفاق التطبيع من افتتاح سفارتين.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أجرى رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين محادثات مع مسؤولين أمني واستخباراتي كبيرين في البحرين، حيث ناقش "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك" وكذلك آفاق التعاون بين إسرائيل والمنامة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.

ووافقت الحكومة السودانية أمس السبت مبدئيا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في خطوة تمهد لتوقيع رسمي رغم رفض المعارضة السودانية وشق من السودانيين.

لكن تحركات واشنطن التي تشترط رفع اسم السودان من على لائحة الدول الراعية للإرهاب بالموافقة على التطبيع، ترجح رضوخ الخرطوم للضغوط الأميركية وتوقيع الاتفاق نظرا للوضع المتأزم الذي يعيشه الاقتصاد السوداني منذ سنوات حكم البشير الذي خلف تركة ثقيلة أنهكت كاهل السودانيين.

وتشكل الاتفاقات تغييرا في سياسة عربية دامت لعقود تقضي بالحفاظ على الوحدة ضدّ إسرائيل على خلفية ممارستها تجاه الفلسطينيين.

وتشترك الإمارات والبحرين مع إسرائيل في العداء تجاه إيران التي تعد أيضا العدو اللدود لواشنطن في المنطقة.

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن دولا عربية أخرى تريد إقامة علاقات مع إسرائيل، معتبرا أن تلك الدول باتت تعطي الأولوية للفرص التجارية.

وحثّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السعودية الأسبوع الماضي على "تطبيع علاقاتها" مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين.

وسيمثل اعتراف السعودية بإسرائيل نقطة تحول حقيقية في الشرق الأوسط. ومارست الإدارة الأميركية طوال أشهر ضغوطا لتحقيق ذلك، لكن المملكة قالت بوضوح إنها لن تتبع الإمارات والبحرين، مشترطة تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قبل أي تطبيع مع الدولة العبرية.