إسرائيل: خلايا إيرانية في تركيا تخطط لاغتيال أو خطف إسرائيليين
القدس - وجه مسؤولون إسرائيليون في وزارة الدفاع تحذيرات جدية من أن عملاء إيرانيين وأتراك ربما يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مواطنين من إسرائيل في تركيا وخاصة في اسطنبول خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتأتي تحذيرات وزارة الدفاع الإسرائيلية عقب تحذيرات سابقة وردت على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الذي دعا الرعايا الإسرائيليين لمغادرة اسطنبول في أسرع وقت، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية تمكنت بالتنسيق والتعاون مع نظيراتها التركية في إنقاذ أرواح عدد من المواطنين ومتحدثا عن مخططات خطف واغتيالات إيرانية.
لكن تركيا هونت من تلك التحذيرات وقالت إنها آمنة وأن أجهزتها على يقظة، فيما تهدد التحذيرات الإسرائيلية بمفاقمة متاعب قطاع السياح التركي الذي يكابد للخروج من موجة ركود عقب جائحة كورونا التي أضرت به بشدة.
ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مسؤولين رفيعي المستوى قولهم إن هناك أدلة ملموسة على التخطيط لشن مثل هذه الهجمات.
ووجهت إسرائيل نصائح للسياح الإسرائيليين بمغادرة إسطنبول في أسرع وقت ممكن أو البقاء في غرف الفنادق التي يقيمون بها وإغلاق الأبواب وعدم فتحها للغرباء. ويتردد أن هناك نحو ألفى سائح إسرائيلي في تركيا.
وأصدرت إسرائيل تحذيرا بشأن "مخططات إرهابية" إيرانية في تركيا في نهاية مايو الماضي بسبب التهديد من وقوع هجمات بعدما تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد على اغتيال ضابط بارز في الحرس الثوري الإيراني في طهران.
وقامت قوات الأمن الإسرائيلية والتركية بعمليات تفتيش بحثا عن مهاجمين محتملين في إسطنبول أمس الجمعة، حسب ما أفادت تقارير إعلامية.
وذكرت صحيفة 'هآرتس' العبرية أن السلطات تعتقد أن هناك عدة خلايا إرهابية متورطة في التخطيط للهجمات، مما يجعل منع قوات الأمن لهم أمرا أكثر صعوبة، مضيفة نقلا عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن أجهزة الأمن التركية اعتقلت عدة مجموعات إيرانية في الأيام الأخيرة على صلة بمؤامرات مفترضة.
وأمس الجمعة ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' نقلا عن مسؤولين أمنيين أن طهران وجهت خلاياها وعملاءها في تركيا (إيرانيون وأتراك) لتنفيذ عمليات خلال نهاية الأسبوع في اسطنبول ضد رعايا إسرائيليين "بأي ثمن".
وحدد المسؤولون الإسرائيليون أماكن بعينها قد يستهدفها عملاء إيران وخلاياها في تركيا وتشمل المطاعم وأماكن الترفيه والفنادق التي يعيش فيها مواطنون إسرائيليون في إسطنبول، محذرين من عمليات خطف او حتى اغتيال.
ودعا هؤلاء المواطنين الإسرائيليين ممن لم يغادروا تركيا بعد إلى التزام الحذر وعدم مغادرة مقرات اقاماتهم وهي مقرات يبدو أنها تحت مراقبة الأجهزة الإسرائيلية والتركية. كما طلبوا من المواطنين والسياح الإسرائيليين "إخفاء أي شيء يشير إلى أنهم إسرائيليون".
ونقل موقع 'واي نت' الإسرائيلي عن مسؤول أمني كبير قوله إن خلايا إرهابية إيرانية تتعقب على الأرجح مواطنين إسرائيليين في شوارع إسطنبول بناء على تعليمات بتنفيذ هجمات.
وبحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية فإنه تم إحباط عدد من المؤامرات الإيرانية لمهاجمة إسرائيليين في تركيا في الأسبوعين الماضيين وهو ما سبق أن ذكره وزير الخارجية الإسرائيلي في تصريحات سابقة.
وذكرت القناة الإسرائيلية أن مسؤولين أمنيين من إسرائيل وتركيا يعملون بشكل مكثف لإفشال المخططات الإيرانية
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، يعمل مسؤولون أمنيون إسرائيليون وأتراك عن كثب لإحباط هجمات محتملة، مضيفة أن أنقرة حذرت إيران من أنها لا تسمح بأن تصبح الأراضي التركية قاعدة للعمليات ضد إسرائيل.
وقال تقرير للقناة 12 الإسرائيلية إن طهران تخطط منذ أشهر طويلة للانتقام لمسؤولين إيرانيين تعتقد أن إسرائيل تقف وراء تصفيتهم. وسبق للحرس الثوري الإيراني أن توعد بالثأر لمقتل العقيد خدائي أحد الضباط الكبار في فيلق القدس الذي قتل في سيارته برصاص مجهولين في طهران قرب منزله في الفترة القليلة الماضية.
ونقلت تقارير إعلامية عن سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون قوله إن "العملاء الإيرانيين يحاولون حاليا العثور على مدنيين إسرائيليين أبرياء في إسطنبول. وإذا تعرض مواطنون إسرائيليون للضرر فستكون لذلك عواقب وخيمة على النظام الإجرامي في طهران".
والأربعاء الماضي قالت قناة "کان" الإسرائيلية، إن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أن الخلايا الإرهابية الإيرانية لا تزال موجودة في تركيا وأن قوات الأمن الإسرائيلية والتركية تعمل على إحباط أي هجوم محتمل من قبل هذه الخلايا"، فيما رفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في بداية الأسبوع مستوى التأهب الأمني المتعلق بإسطنبول إلى الدرجة الرابعة، وهو ما يعني وجود تهديد كبير يتربص بالإسرائيليين في المدينة التركية ذات الكثافة السكانية العالية.