إسلاميو المغرب يختزلون الهزيمة القاسية في 'خروقات انتخابية'

حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي يندد بما وصفه بـ"الخروقات والاخلالات" والمال السياسي "الذي أفسد الانتخابات، متجاهلا حقيقة تراجع شعبيته وفشل خياراته بعد عقد في السلطة.
العثماني يدعو إلى مراجعة البرامج وعدم ترك الهزيمة تتسلل لنفسية الحزب
العدالة والتنمية يكرر اتهام خصومه باستخدام المال السياسي
أعضاء في العدالة والتنمية: أسباب الهزيمة أعمق من مجرد انتهاكات انتخابية

الرباط - ندد حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي في بيان الأحد بما وصفها بـ"الخروقات والاختلالات" خلال الانتخابات العامة الأخيرة التي تكبد فيها هزيمة تاريخية قاسية بعد عقد في السلطة.

وليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيه إسلاميو المغرب اتهامات لخصومه بارتكاب انتهاكات خلال الانتخابات، إلا أن الاتهامات الأخيرة تأتي بعد نكسة انتخابية رسمت ملامح أفول حكم جماعات الإسلام السياسي في العالم العربي.

كما أن الهزيمة القاسية هزّت حزب العدالة والتنمية داخليا وعمقت الشروخ والانقسامات في صفوفه جاءت فيما يكابد حاليا لترميم تلك التصدعات وإنقاذ الحزب من الانهيار بعد أن تراجع من المرتبة الأولى إلى الثامنة بفقدانه 113 مقعدا كان يحوزها في الانتخابات السابقة إلى 12 مقعدا فقط في الانتخابات الأخيرة إلى جانب أن أمينه العام سعدالدين العثماني لم يفز بأي صوت في دائرته.

ويعتقد أن هذه الاتهامات تأتي محاولة لاختزال هزيمته القاسية في وجود اخلالات وانتهاكات انتخابية بينما سبق أن أشار أعضاء بارزون فيه إلى أنه بغض النظر عن وجود "خروقات"، فإن الأمر أعمق بكثير من اخلالات حصلت خلال الاستحقاق الانتخابي.

وأعرب الحزب في البيان الختامي للدورة الاستثنائية لمجلسه الوطني "عن استنكاره للخروقات والاختلالات التي شهدتها هذه الانتخابات"، ومن أبرزها "الاستعمال الكثيف للمال أو التلاعب بالمحاضر وعدم تسليم بعضها وتسليم بعضها الآخر خارج مكاتب التصويت أو التوجيه المباشر للناخبين يوم الاقتراع".

وأضاف أن عملية "الإفساد الانتخابي أفضت إلى إعلان نتائج لا تعكس حقيقة الخريطة السياسية والإرادة الحرة للناخبين"، مشددا على أن ما حصل "انتكاسة لمسار تجربتنا الديمقراطية ولما راكمته بلادنا من مكتسبات في هذا المجال".

وكان وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت قد أكد في وقت سابق أن "عملية التصويت جرت في ظل ظروف عادية"، باستثناء "حالات معزولة جدا".

وجاءت الهزيمة بعد عقد من تولي الحزب الإسلامي المعتدل السلطة بصلاحيات محدودة، ليتراجع عدد مقاعده في البرلمان من 125 إلى 13 فقط من إجمالي 395 مقعدا.

وتأكد حجم الهزيمة غير المتوقع في الانتخابات المحلية التي أجريت بالتزامن مع الانتخابات التشريعية، فقد تراجعت مقاعد الحزب من 5021 إلى 777 في البلديات ومن 174 إلى 18 مقعدا في الأقاليم.

وقال الأمين العام للحزب سعدالدين العثماني أمس السبت خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب إن الأخير "أمام منعطف مهم، قد نوجه فيه تساؤلات إلى ذاتنا واختياراتنا وبرامجنا بدون أن تدخل إلينا نفسية الهزيمة".

وقرر حزب العدالة والتنمية عقد مؤتمر استثنائي "أواخر شهر أكتوبر" ليختار قيادة جديدة بعد الاستقالة الجماعية لأمانته العامة غداة الكارثة الانتخابية التي حلت به.

وتصدر حزب التجمع الوطني للأحرار الليبرالي والذي يوصف بأنه قريب من القصر الملكي، نتائج الانتخابات بحصوله على 102 مقعد في مجلس النواب.

وباشر رئيسه الملياردير عزيز أخنوش الذي عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ ذلك الحين رئيسا للحكومة، مفاوضات هذا الأسبوع مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بهدف تشكيل ائتلاف حكومي، لكن حزب العدالة والتنمية لم يشارك في النقاشات بعدما قرر العودة إلى المعارضة.