إشادة بفيلم 'باراسايت' لفضحه حقيقة كوريا الجنوبية

صحيفة مؤيدة لكوريا الشمالية تشيد بالفيلم الحائز على جائزة أوسكار لكشفه بكل وضوح حقيقة الهوة بين الأغنياء والفقراء في كوريا الجنوبية.

سول - أشادت صحيفة مؤيدة لكوريا الشمالية بالفيلم الكوري الجنوبي باراسايت "طفيلي" الحائز على جائزة أوسكار لأفضل فيلم، ووصفته بأنه عمل فني رائع "كشف بكل وضوح حقيقة" الهوة بين الأغنياء والفقراء في كوريا الجنوبية.
وأصبح "باراسايت" يوم التاسع من فبراير/شباط أول فيلم غير ناطق بالإنكليزية يفوز بجائزة أفضل فيلم في تاريخ جوائز الأوسكار الممتد على مدى 92 عاما. وحصد الفيلم في المجمل أربع جوائز أوسكار شملت أيضا أفضل إخراج وأفضل سيناريو، للمخرج بونغ جون هو، وأفضل فيلم روائي دولي.

سبر أغوار حقيقة حفنة من المرابين الذي يعيشون حياة مرفهة مع ممارسة سطوتهم على الأغلبية الساحقة التي يعتبرون أفرادها في مرتبة الكلاب أو الخنازير

وقالت صحيفة شوسون سينبو إن الفيلم يشكل "عملا فنيا رائعا تمكن بحس فني عال وقاطع من سبر أغوار حقيقة حفنة من المرابين الذي يعيشون حياة مرفهة مع ممارسة سطوتهم على الأغلبية الساحقة التي يعتبرون أفرادها في مرتبة الكلاب أو الخنازير".
ويتناول الفيلم قصة عائلتين من كوريا الجنوبية، عائلة بارك الثرية وعائلة كيم الفقيرة، وهي قصة تعكس اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في رابع أكبر اقتصاد في آسيا ومست وترا حساسا لدى الجماهير حول العالم.

وأظهرت بيانات حكومية صدرت في العام 2015، أن هناك ما يقرب من 3 ملايين مواطن كوري فقير في كوريا الجنوبية.
 وقال تقرير صادر عن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية حينها إن عدد السكان الذين يعانون من الفقر، حسب معايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، قد بلغ 3 ملايين و90 ألفًا في عام 2015، بانخفاض قدره 270 ألف مقارنة بالعام الذي سبقه.
وتحدد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الفقراء بأنهم الذين يقل دخلهم عن نصف متوسط دخل الأسر من إجمالي عدد السكان.

وقالت الوزارة إن من بين الذين عانوا من الفقر في عام 2015، حوالي 90 ألف شخص غير مؤهل للحصول عل المساعدات الحكومية، لأن دخولهم كانت أعلى بقليل من حد الفقر المطلق، وبالتالي أصبحوا يعانون أكثر من أولئك الذين تلقوا مساعدات.
كما اتضح أن من بين الذين عانوا من الفقر اشخاص يعيشون بمفردهم والأسر التي تضم المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتضاعف وفقا لاحصائيات سابقة صدرت في العام 2014 مؤشر الفجوة بين الأغنياء والفقراء خلال الـ20 عاما الماضية بين الأسر الكورية، فارتفعت نسبة الفقر النسبي في كوريا الجنوبية خلال الـ20 عاما من 8.2% إلى 14.5%. 
وتمكنت كوريا الجنوبية من تحقيق التقدم في مجالات عديدة والنهوض بوضعها الاقتصادي والاجتماعي في السنوات الأخيرة.
تُعرف كوريا الجنوبية بأنها إحدى النمور الآسيوية الأربعة التي جذبت انتباه العالم بنموها الاقتصادي السريع، والنمور الثلاثة الأخرى هي تايوان وهونغ كونغ وسنغافورة.
شهدت كوريا الجنوبية إحدى أكبر التحولات الاقتصادية في السنوات الماضية، لقد بدأت كاقتصادٍ قائمٍ على الزراعة في الستينيات، وفي سنة 2018 أصبحت تُعتبر الاقتصاد الحادي عشر ترتيبًا في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي. وأصبحت الدولة التي كانت تُعرف سابقًا بأنها من أفقر المناطق في العالم إلى إحدى أكبر القوى الاقتصادية.