إشادة فرنسية برغبة المغرب في حوار مباشر مع الجزائر

باريس تشيد برغبة العاهل المغربي بالدخول في حوار مباشر وصريح مع الجزائر بغرض تجاوز الخلافات بين البلدين.
الآلية المقترحة من طرف الملك محمد السادس يمكن أن إطارا عمليا للتعاون في مختلف القضايا الثنائية

باريس ـ اشادت فرنسا الخميس برغبة العاهل المغربي الملك محمد السادس الدخول في حوار "مباشر وصريح" مع الجزائر بغرض "تجاوز الخلافات" بينهما.

وقالت انياس فون دير موهل المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان "لقد دعت فرنسا دائما بقوة الى تعزيز العلاقات بين المغرب والجزائر اللذين هما شريكين كبيرين تجمعنا بهما صلات متميزة". وأضافت "اخذت فرنسا علما باهتمام كبير، بمقترح ملك المغرب لحوار مع الجزائر".

واقترح العاهل المغربي انشاء "آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور" لتحسين العلاقات بين الرباط والجزائر التي يوترها الخلاف حول الصحراء الغربية. والحدود البرية مغلقة بين البلدين منذ 1994 ويعود آخر لقاء لقائدي البلدين الى 2005.

ومن المقرر ان تستأنف المفاوضات حول الصحراء المغربية المتوقفة منذ 2012، يومي 5 و6 كانون الاول/ديسمبر بجنيف برعاية الامم المتحدة وبمشاركة المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر وموريتانيا.

وتتمثل مهمة هذه الآلية في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات.

ويمكن أن تشكل هذه الآلية وفق الملك محمد السادس إطارا عمليا للتعاون في مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية. كما ستساهم في تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي لرفع التحديات الإقليمية والدولية، لا سيما في ما يخص محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة”.

وشدّد العاهل المغربي على أنّه "اعتباراً لما نكنّه للجزائر، قيادةً وشعباً، من مشاعر المودّة والتقدير، فإنّنا في المغرب لن ندّخر أي جهد، من أجل إرساء علاقاتنا الثنائية على أسس متينة، من الثقة والتضامن وحسن الجوار".

وتدعم الجزائر جبهة بوليساريو الانفصالية مما أدى إلى اضطراب العلاقات بين البلدين كما أدى حادث تفجير فندق بمراكش في عام 1994 وتحميل السلطات المغربية المسؤولية فيه للجزائر إلى إغلاق الحدود نهائيا بين البلدين.

وطالما دعا العاهل المغربي إلى فتح الحدود لكن الجزائر تقول إن مشاكل الهجرة غير المشروعة تدعوها للإبقاء على إغلاقها.

وحول قضية الصحراء أكد الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء، على أن المغرب مستعد للتعاون مع الأمم المتحدة لحل قضية الصحراء المغربية، مع الاحتفاظ بمبدأ الحكم الذاتي، مذكرا في الوقت نفسه بأن المغرب سيتعامل بحزم مع كل محاولات الانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المحددة.

وتطالب البوليساريو مدعومةً من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء المغربية، فيما ترفض الرباط مدعومةً من باريس وواشنطن أيّ حلٍّ خارج حكم ذاتي تحت سيادتها في هذه المنطقة الشاسعة.