إشارات متبادلة بين لبنان والسعودية على طريق انهاء القطيعة الدبلوماسية
الرياض - رحبت الرياض اليوم الثلاثاء بما تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من نقاط إيجابية، معربة عن أملها في أن يسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربيا ودوليا، بحسب بيان صادر عن الخارجية السعودية.
وهذه أحدث إشارة إيجابية من المملكة تجاه لبنان في خضم أسوأ أزمة في العلاقات اللبنانية الخليجية، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الترحيب السعودي بما تضمنته تصريحات ميقاتي مؤشر على قرب انتهاء الأزمة الدبلوماسية أم أنها خطوة أولى على طريق حلحلة الأزمة.
وعلق وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي على البيان السعودي في تغريدة على حسابه بتويتر قائلا "لم يكن لدي أدنى شك أن قلب مملكة الخير مع لبنان وأن الشعب اللبناني في ضمير قادتها. كلنا ثقة بأن المملكة العربية السعودية ستكون كما دائما إلى جانب لبنان العربي المتمسك بالشرعية العربية التي تضمن الأمن والأمان والاستقرار لكل الدول العربية".
وتابع "لا يسعني إلا أن أكرر التأكيد على وقوفي صامدا، أمنع كل محاولات تصدير الأذى إلى الأشقاء وكل تعرض لفظي أو فعلي لأي من دول الخليج العربي، دول الخير والبركة. يبقى لبنان دائما بلد الوفاء".
وكان ميقاتي بحث في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح يوم السبت جهود إعادة العلاقات اللبنانية-الخليجية إلى طبيعتها.
وتضررت العلاقات الخليجية مع لبنان بسبب تنامي نفوذ حزب الله المدعوم من إيران في بيروت والمنطقة، لكنها وصلت إلى مستوى متدن جديد العام الماضي عندما طردت السعودية ودول خليجية أخرى سفراء لبنان واستدعت سفراءها بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني حينها جورج قرداحي التي اعتبرت مسيئة للمملكة ولدول الخليج حين دافع عن الحوثيين وانتقد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية ويشن غارات على معاقل المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.
واضطر قرداحي لاحقا لتقديم استقالته في غمرة الأزمة الدبلوماسية مجددا تأكيده أن تصريحات سبقت تعيينه في حكومة نجيب ميقاتي وأنه لم يقصد الإساءة للسعودية والخليج.
ويأتي الترحيب السعودي بتصريحات ميقاتي بينما تأمل الحكومة اللبنانية في تهدئة التوترات مع المملكة وإنهاء الأزمة القائمة، لكن السعودية تنتظر من لبنان أفعالا لا أقوال لجهة وقف الممارسات العدائية تجاه المملكة ودول الخليج.

وسبق للأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران أن هاجم القيادة السعودية ودفع بشدة نحو إبقاء الأجواء متوترة بين المملكة ولبنان في محاولة لإبعاد البلد الغارق في أسوأ أزمة مالية وسياسية عن حضنه العربي وتعميق الشروخ القائمة لصالح تعزيز النفوذ الإيراني.
ويأتي الموقف السعودي بعد أيام من إبداء وزير الخارجية الكويتي ارتياحه لخطوات الحكومة اللبنانية من أجل تصويب مسار العلاقات مع دول الخليج.
وذلك خلال اتصاله برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، وفق بيان لمكتب ميقاتي الإعلامي.
وذكر بيان صدر السبت عن مكتب نجيب ميقاتي أن الوزير الكويتي أبدى ارتياحه "للخطوات (لم يحددها) التي تقوم بها الحكومة اللبنانية لتصويب مسار العلاقات بين لبنان ودول الخليج".
وكانت الداخلية اللبنانية قامت بجهود من ناحيتها لتفعيل بعض بنود المبادرة الكويتية حيث تعهد الوزير بسام مولوي بمكافحة تهريب المخدرات ومنع التعرض لدول الخليج رغم العراقيل التي تواجهها الحكومة في هذا الملف بسبب نهج حزب الله.
وكان لبنان قد أعلن مؤخرا عن تمكنه من إحباط عمليات لتهريب مخدر الكبتاغون في البضائع المصدرة إلى دول الخليج خاصة السعودية حيث ظهر وزير الداخلية اللبنانية (بسام مولوي) ليتحدث عن جهود قوات الأمن في مواجهة الظاهرة.
كما تحدث عن جهود الوزارة في ملاحقة المتورطين في تنظيم مؤتمر لجمعية الوفاق البحرينية مشيرا إلى أنه لن يسمح بتعكير صفو العلاقات مع المنامة إضافة إلى منع قناتين تابعتين للحوثيين من مواصلة البث من الأراضي اللبنانية.
كما تسبب تورط جماعة حزب الله اللبناني في دعم الحوثيين سواء بالتدريب أو بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المملكة في تعقيد الوضع اللبناني وتأزيم علاقات البلد مع محيطه العربي.
وتضمنت المبادرة الطلب من بيروت عدم التدخل في الشؤون الخليجية والعربية عامة، وتشديد مكافحة تهريب المخدرات من لبنان إلى الخليج وتطبيق اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1989) وقرارات دولية ذات صلة بلبنان.