إصابة الحوامل بزيكا تجر معها اضطراب نقص الانتباه للأطفال

نتائج دراسة أميركية تخلص الى ان المولدين لأمهات عانين من الفيروس المرتبط بعيوب الرضع الخلقية قد يعانون خطرا متزايدا لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
زيكا ينتقل بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض
الفيروس يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل
المصابون باضطراب نقص الانتباه يعانون من عدم التركيز أو إعطاء الاهتمام الكافي لشيء محدد

واشنطن - حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن إصابة الحوامل بفيروس زيكا،تعرض الأجنة لخطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
الدراسة أجراها باحثون في جامعة ألباني بولاية نيويورك الأميركية ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "Journal of Neuroscience" العلمية.
ويعتبر اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أحد أشهر أمراض اضطراب السلوك العصبي الذي يصيب الأطفال في مرحلة الدراسة، ويتميز المصابون به بأنه لا يمكنهم التركيز أو إعطاء الاهتمام الكافي لشيء محدد.
وينتج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب خلل عضوي في الأجزاء التي تتحكم في الانتباه والسيطرة على النشاط في المخ، وهو الأمر الذي يجعلهم يعانون صعوبات في تنفيذ مهام معينة، ويبدو مسلكهم غريبا ويتصرفون باندفاع، ويتعرضون لمشكلات كثيرة.
وللتوصل إلى نتائج الدراسة راقب الفريق مجموعة فئران أصيبت بفيروس زيكا خلال فترة الحمل، وتحديدا في الفترة التي تماثل الثلث الثالث من الحمل لدى البشر.
ووجد الباحثون أن الفئران المصابة بفيروس زيكا خلال الحمل، كانت أكثر عرضة لإنجاب صغار مصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة خلال فترة الطفولة.
وقال الدكتور أبيجيل سنايدر كيلر، قائد فريق البحث، إن "هذه النتائج تشير إلى أن الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بفيروس زيكا، خلال انتشار المرض حول العالم بين 2015 و2016، قد يعانون خطرا متزايدا لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة".
وأضاف أن "هذا البحث يعتبر خطوة أولى نحو دراسة مجموعة كاملة من الآثار المحتملة لفيروس زيكا، على الأطفال الذين تعرضوا للفيروس خلال فترة الحمل".

صور بالاشعة لمصاب بفيروس زيكا
أحد أشهر أمراض اضطراب السلوك العصبي على علاقة بفيروس زيكا

ولا يزال فيروس زيكا يسبب خطورة كبيرة على صحة الأجنة، حيث تناولت دراسات سابقة خطورة الفيروس على الجنين، وحذرت من أن الحوامل والأجنة في بطون أمهاتهم، هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس زيكا خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، لضعف جهاز مناعة الأم.
وعثرت الدراسات على أدلة تشير إلى أن زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكنه أيضا أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم، ويعمل على عرقلة نموها وتطورها، ويتسبب في صغر حجم الرأس.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت في الأول من فبراير/ شباط 2017، أن انتشار زيكا يمثل حدثا طارئا على مستوى العالم مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية، منها صغر حجم الرأس لدى المواليد، ومتلازمة "جيلان ـ باريه" التي يمكن أن تسبب الشلل.
وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، لكن العلماء يدرسون أي احتمالات أخرى، وارتبط زيكا بآلاف من حالات الولادة بعيوب بخلقية.
ويقول خبراء منظمة الصحة العالمية، إن حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أي أعراض، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها، ارتفاع متوسط في درجة الحرارة، والتهاب في العين، وصداع وآلام بالمفاصل، وحكة في الجلد.