إضراب عمال منشئات مونديال قطر يكشف حجم معاناتهم

الآلاف من العمال الوافدين يشاركون في احتجاجات بسبب ظروف العمل السيئة وتاخر الاجور والتهديد بتخفيضها وسط تنديد من قبل المنظمات الحقوقية.

الدوحة - شارك الآلاف من العمال الأجانب العاملين بمشاريع البنى التحتية لمونديال 2022 في قطر، في اضرابات واحتجاجات وذلك بسبب ظروف العمل السيئة التي يعيشونها.

وكشفت صحيفة الديلي تلغراف في تقرير نشرته الخميس ان الالاف شاركوا في مظاهرتين خلال الأسبوع الماضي احتجاجًا على تأخر الرواتب والظروف "اللاإنسانية".

وبثت الصحيفة مشاهد للاحتجاجات حيث ظهر عمال بالسترات الصفراء يتجمعون قرب احد الشوارع القريبة من العاصمة القطرية.

وقال احد المتظاهرين "لم نتسلم رواتبنا لمدة أربعة أشهر ولم ناخذ أي إجازة منذ عام 2013" متابعا "المياه التي نستهلكها غير صالحة للاستهلاك البشري".

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس ان العمال الوافدين العاملين في منشئات مونديال قطر اضربوا بسبب التهديد بخفض الأجور إضافة الى ظروف العمل السيئة.

لم نتسلم رواتبنا لمدة أربعة أشهر ولم ناخذ أي إجازة منذ عام 2013

وقالت المنظمة ان قطر لم تلغي نظام الكفالة الاستغلالي مشيرة بانه السبب في الانتهاكات حيث ان لأصحاب العمل سلطة مفرطة على العاملين.

وقللت المنظمة من اهمية القرارات التي اتخذتها قطر لصالح العمال مشيرة بانها غير كافية ولا تحمي العامل.

وتصر قطر على التزامها بإصلاح قوانين العمل، ومنذ اختيارها لاستضافة البطولة فرضت حدا أدنى للأجور قدره 750 ريالا (206 دولارات)، وألغت جزئيا نظام تأشيرة الخروج الذي يتطلب من العمال الحصول على إذن أرباب العمل قبل مغادرة البلاد.

لكن لا يزال القانون القطري يحظر على العمال الوافدين الانضمام إلى نقابات أو المشاركة في إضرابات.

وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش بالإنابة: "ان العمال في قطر بدأوا الإضراب في دولة تحظره وتحظر الانضمام إلى النقابات، وعلى خلفية نظام عمالي يُعرّضهم لخطر الأذى والاستغلال. لن تنتهي الممارسات العمالية المسيئة التي تدفع العمال إلى هذه المخاطرة إلا عندما تفي الحكومة القطرية بوعدها بإلغاء نظام الكفالة".

لن تنتهي الممارسات العمالية المسيئة التي تدفع العمال إلى هذه المخاطرة إلا عندما تفي الحكومة القطرية بوعدها بإلغاء نظام الكفالة

ويتعرض العمال الوافدون حسب هيومن رايتس ووتش لخطر العمل الجبري، إذ يحاصرهم القانون في ظروف عمل تهدد حقوقهم في الأجور العادلة، والأجر الإضافي، والسكن اللائق، وحرية التنقل، والقدرة على اللجوء إلى العدالة متهمة نظام الكفالة بالتسبب في كل تلك الانتهاكات.

ونددت رايتس ووتش بالمصادرات الشائعة لجوازات سفر العمال من قبل أصحاب العمل، معتبرة ان الديون المترتبة على العمال الوافدين جراء سداد رسوم استقدامهم، وحظر انضمام العمال الوافدين إلى النقابات والإضرابات تسببت في انتهاكات خطيرة بحق العمال الوافدين.

وبدأت الإمارة الغنية بالغاز تنفيذ برنامج انشاءات هائل تحضيرا لاستضافة بطولة كاس العالم في كرة القدم، ما جعلها تخضع لتدقيق مكثف من قبل جمعيات حقوق الانسان والعمال.
وفي وقت سابق هذا العام حذّرت منظمة العفو الدولية أنه على الرغم من "الاصلاحات الناشئة"، فإن الوقت ينفد أمام قطر للتخلص من الاستغلال الخطير والمنتشر على نطاق واسع بحق آلاف العمال المهاجرين وغالبيتهم من جنوب آسيا.
وكانت تقارير في هذا الاطار قد تحدثت عن أجور مستحقة لا تدفع واحتجاز جوازات سفر من قبل أرباب عمل وعمل بعض العمال نحو 148 يوما بشكل متواصل.