إضرام النار بمنزل مرشح محتمل لرئاسة الحكومة في العراق

متظاهرون يعبرون عن رفضهم تولي محمد شياع السوداني القريب من ايران المنصب خلفا لعبدالمهدي رغم اعلان استقالته من حزب الدعوة وكتلة ائتلاف دولة القانون.

بغداد/العمارة (العراق) - أضرم محتجون النار السبت بمنزل النائب محمد شياع السوداني، وهو مرشح محتمل لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة وقريب من ايران.
وعبر المتظاهرون في مختلف ساحات الاحتجاج بالعاصمة العراقية والمحافظات الجنوبية السبت عن رفضهم لما تردد من تداول اسم السوداني ليخلف رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي.
وقالت مصادر امنية ان عشرات المحتجين اضرموا النيران بمنزل السوداني في مدينة العمارة جنوب العراق.
وكانت مصادر إعلامية عراقية تداولت معلومات حول امكانية تعيين السوداني كرئيس للحكومة المرتقبة.
وأعلن السوداني الجمعة في تغريدة على تويتر استقالته من حزب الدعوة الإسلامية ومن كتلة ائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي في وقت فسر فيه مراقبون الاستقالة انها خطوة لتولي المنصب.

وحسب موقع روسيا اليوم فقد رفع محتجون في ساحة التحرير بالعاصمة شعار "مستقل لا مستقيل" في إشارة لرفضهم للسوداني الذي يعتبرونه من الشخصيات التي تدور في فلك النفوذ الإيراني.

كما تظاهر الجمعة الالاف من العراقيين في محافظة البصرة رفضا لطرح اسم السوداني حيث رددوا شعارات تندد بمساعي فرضه متهمين اياه بولائه لايران.

وحذّر تحالف "سائرون" المدعوم من التحالف الصدري، السبت، من "نتائج وخيمة" إذا ما تم تكليف مرشح جديد لرئاسة الحكومة تقدمه الأحزاب، ولا يحظى بتأييد الحراك الشعبي.
جاء ذلك في رسالة من رئيس التحالف (أكبر كتلة برلمانية بـ 54 من أصل 329 مقعداً) صباح الساعدي، موجهة إلى رئيس الجمهورية، برهم صالح، دعاه فيها إلى رفض أي مرشح تتقدم به الأحزاب السياسية.
وقال الساعدي في رسالته: "اليوم يقع على عاتقكم الانحياز والوقوف مع شعبكم ووطنكم في معركة المصير، وأن لا تكلفوا أي شخصية تتقدم بها القوى السياسية التي انتفض الشعب ضد فسادها وفشلها، وضد وجودها في إدارة البلد".
وشدد على ضرورة أن يكون رئيس الحكومة القادم "نتاج الحراك الشعبي، وليس نتاجًا للحراك السياسي الذي لن ينتج إلا فشلًا جديدًا وفساداً أكثر".
وأضاف الساعدي: "قراركم بتكليف مرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء من اختيار الشعب، وليس تدويرا وإعادة لإنتاج رجالات أحزاب الفشل والفساد، هو الحاسم في إمكانية إصلاح النظام، وإلا فان النتائج ستكون وخيمة ولا يحمد عقباها، وأنتم تتحملون مسؤوليتها بالدرجة الأساس".

وقدم عبدالمهدي استقالته إلى البرلمان قبل اسبوعين، تحت ضغط الشارع ودعوة المرجعية البرلمان إلى سحب الثقة من الحكومة.
وتتكثّف المشاورات في بغداد بحثاً عن بديل عن عبدالمهدي، على وقع مساع يخوضها حلف طهران-بيروت لإقناع القوى السياسية الشيعية والسنية بالسير بأحد المرشحين وسط استمرار أعمال العنف في المحافظات الجنوبية.

وكان مصدر مقرب من دوائر القرار في العاصمة العراقية اكد قبل اسبوعين بإن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني "موجود في بغداد للدفع باتجاه ترشيح إحدى الشخصيات لخلافة عبد المهدي".
وأشار المصدر نفسه إلى أن "مسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني الشيخ محمد كوثراني، يلعب أيضاً دوراً كبيراً في مسألة إقناع القوى السياسية من شيعة وسنة في هذا الاتجاه".

ويعمد انصار إيران في العراق الى جس نبض المحتجين بالترويج للسوداني في محاولة للالتفاف على مطالبهم بضرورة تعيين شخصية مستقلة وأكاديمية وبعيدة عن نفوذ الجهات الأجنبية.
والاسبوع الماضي دعا المحتجون برهم صالح إلى "عقد اجتماع مع رؤساء الجامعات العراقية لترشيح شخصيات وطنية من الكوادر ذات الكفاءة العالية ليتسنى الاختيار منهم لقيادة البلد خلال الفترة الانتقالية ولحين إجراء انتخابات مبكرة". 
وطالب ناشطون حينها في بيان باسم "معتصمو ساحة التحرير" رئيس الجمهورية إلى "عدم قبول أي شخصية تقدمها الطبقة الفاسدة" في إشارة إلى الأحزاب الحاكمة. 
وكان صالح دعا الأسبوع الماضي في بيان، المتظاهرين والقوى السياسية للتعاون من أجل اختيار رئيس جديد للوزراء لتشكيل الحكومة ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي يوم 16 من الشهر الجاري.