إعادة برمجة خلايا الجلد تمنح أملا لضحايا الحروق
بيكين - كشفت دراسة حديثة أُجريت بجامعة نانجينغ الصينية عن آلية جديدة لإعادة برمجة خلايا الجلد وتحويلها إلى غدد عرقية وظيفية باستخدام مزيج دقيق من ستة مركبات كيميائية والتي تتلاشى نتيجة الإصابة بالحروق مسببةً الجفاف وارتفاع درجة الحرارة لدى الضحايا.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة يوركاليرت "eurekalert" أن خلايا الغدد العرقية المستحثة كيميائيًا المعاد برمجتها أظهرت قدرات كبيرة في تسريع التئام الجروح الناتجة عن الحروق، كما نجحت في إعادة بناء الإطار البنيوي للجلد وتجديد الغدد العرقية النشطة وحثها على العمل بكامل طاقتها، ما يوفر مسارًا أكثر أمانًا لتجديد الأنسجة.
طريقة يمكن ترجمتها بسهولة أكبر إلى علاجات سريرية
وأظهرت الدراسة من خلال عملية زرع الخلايا المعدلة وراثيا على جلد فأر تالف أن هذه الخلايا المعاد برمجتها والتي يطلق عليها خلايا الغدد العرقية المستحثة كيميائيًا "ciSGCs" قد سرعت عملية التئام الجروح وأعادت بناء الإطار البنيوي للجلد وجددت الغدد العرقية العاملة بكامل طاقتها، حيث وجد العلماء أن الأنسجة المتجددة أظهرت استجابات تعرق طبيعية لكل من المحفزات الكيميائية والحرارية، مما يشير إلى استعادة كاملة لوظيفة تنظيم الحرارة.
ويوضح الدكتور شياويان صن رئيس البحث أن "ما يجعل هذا الاكتشاف مثيرًا للاهتمام بشكل خاص هو بساطته وسلامته. فمن خلال استخدام المركبات الكيميائية بدلاً من التعديلات الجينية قمنا بتطوير طريقة يمكن ترجمتها بسهولة أكبر إلى علاجات سريرية".
ويتحكم الجهاز العصبي في الغدد العرقية التي تقوم بشكل أساسي بتنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية والحفاظ عليها بدرجة حرارة 37 درجة مئوية، وذلك من خلال إفراز العرق أثناء ارتفاع درجات الحرارة أو القيام بأي نشاط رياضي.
وتعتبر هذه الغدد ضرورية لتنظيم درجة حرارة الجسم والحفاظ على توازن السوائل وصحة الجلد. وتؤدي معظم الإصابات الجلدية مثل الحروق غالبا لفقدان هذه الغدد، ما يجعل المريض عرضة لارتفاع درجة الحرارة والجفاف ومضاعفات أخرى.
ويوجد في جسم الإنسان نحو 2-4 مليون غدة عرقية معظمها من الغدد الناتِحة والتي تُشكّل ما نسبته نحو 75 في المئة من كامل مجموع الغدد العرقية في الجسم، ويُكمل النوع الآخر والذي يُمثل الغدد المُفتَرَزة النسبة المتبقيّة.