إعادة فتح حقل الشرارة النفطي بليبيا

مؤسسة النفط ترفع حالة القوة القاهرة بعد استتباب الأمن في أكبر حقل نفط ليبي وخروج المجموعات المسلحة منه.

طرابلس - قالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان الاثنين، إنها رفعت حالة "القوة القاهرة" عن حقل الشرارة واستئناف العمل به.

واضافت المؤسسة الليبية ان القرار اتخذ بعد التأكّد من خروج المجموعة المسلّحة المسؤولة عن إغلاقه، والتي تسببت في خسائر في الإنتاج قدرها 1.8 مليار دولار أميركي.

وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله "لقد تلقّت المؤسسة الوطنية للنفط تأكيدا يفيد بإعادة استتباب الأمن في الحقل ولقد تمّ التحقق من ذلك من قبل فريق التفتيش الخاصّ بنا وبالتالي أصبح من الممكن للعاملين مزاولة عملهم وإن دلّت هذه الحوادث المكلفة على شيء فهي تدلّ على ضرورة إبقاء المؤسسة الوطنية للنفط مستقلة وضمان عدم تعرّضها لأي ابتزازات أو غارات مسلحة. "

وأكدت المؤسسة الليبية على أهمية النقل الجوّي والامدادات الجوية في الحقل خصوصا في حالات الإخلاء الطبّي.

ودعت المؤسسة الوطنية للنفط إلى إلغاء الحظر الجوّي عن حقولها الجنوبيّة.

ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الإثنين، بإعلان المؤسسة الوطنية للنفط، رفع حالة "القوة القاهرة" عن حقل الشرارة النفطي (جنوب) والعودة الفورية للإنتاج.
جاء ذلك في بيان نشرته البعثة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك بعد ساعات من الإعلان.
ودعت البعثة في بيانها لتحصين المنشآت الوطنية، وتأمين بيئة آمنة للعاملين فيها لما فيه خير للشعب الليبي وحماية لمصدر قوته.
‎وأعلنت مؤسسة النفط منذ ديسمبر/كانون الأول 2018، "حالة القوة القاهرة" في الحقل ما يعني وقف عمليات الإنتاج لحين وضع ترتيبات أمنية جديدة جراء وجود جماعات مسلحة واحتجاجات.
والشرارة أكبر حقل نفطي في ليبيا وينتج أكثر من 300 ألف برميل يوميًا ويمثل إنتاجه قرابة ثلث الإنتاج الليبي من الخام الذي يتخطى مليون برميل يوميا نهاية 2018.
ويشرف الجيش الليبي علي تأمين الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى (الهلال النفطي) والبريقة وحتى مدينة طبرق على الحدود المصرية.

ولعبت الإمارات العربية المتحدة دورا مهما في الجمع بين أطراف النزاع الليبي والمؤسسة الوطنية للنفط في محاولة لإعادة فتح حقل الشرارة.

وحضر رئيس الوزراء في حكومة الوفاق  فائز السراج المباحثات إضافة إلى قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله في محاولة لإيجاد حلول لإعادة إنتاج الحقل.

وحضر مبعوث الأمم المتحدة الخاص غسان سلامة ودبلوماسيين أميركيين اللقاء.

وكانت مؤسسة النفط قالت إنها مستعدة لرفع حالة القوة القاهرة المعلنة منذ ديسمبر /كانون الأول بشرط إجلاء المسلحين الذين تسببوا في إغلاق الحقل.

وقالت الحكومة في طرابلس إنها تعمل مع المؤسسة لتحقيق ذلك.

وبدا الجيش الليبي في يناير/كانون الثاني حملة لتأمين حقول النفط وقتال المسلحين في الجنوب مما يوسع المنطقة التي تسعى لبسط نفوذها عليها لما يتجاوز كثيرا الشرق الذي تسيطر عليه.

وتشهد ليبيا صراعا وفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 إذ تتنافس حكومتان وفصائل مسلحة على السلطة في البلاد.

وتسعى الأمم المتحدة جاهدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا منذ عام 2011 لكن ليس لها قوات حفظ سلام على الأرض.