إعداد دراسات علمية حول التلاعب الوراثي

اثر إعلان عالِم صيني ولادة طفلتين معدّلتين جينياً لأول مرة في العالم، منظمة الصحة العالمية تقوم بتشكيل لجنة خبراء لمناقشة اجراءات تضمن مراعاة الجوانب الأخلاقية والسلامة الاجتماعية للتكنولوجيا الواعدة.
استياء من عدم مراعاة قواعد التثبت العلمية

واشنطن – أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستنشئ لجنة خبراء لإعداد مجموعة دراسات حول التلاعب الوراثي، بعد إعلان عالِم صيني ولادة طفلتين معدّلتين جينياً، لأول مرة في العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الاثنين إن أي عملية تعديل وراثي "لا يمكن أن تجري من دون قواعد واضحة".
وأضاف في حديث للصحافيين في جنيف "ستجمع منظمة الصحة العالمية خبراء وستعمل مع الدول الأعضاء لمناقشة المعايير والإجراءات التي تضمن مراعاة الجوانب الأخلاقية والسلامة الاجتماعية".
وكان الباحث الصيني هو جيانكوي أثار ضجّة عالمية بإعلانه الأسبوع الماضي عبر مقطع مصوّر نشره على موقع يوتيوب ولادة طفلتين توأمين أجرى عليهما وهما في المرحلة الجنينية تعديلا وراثيا لجعلهما مقاومتين لمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز.

باحث
'أمر غير أخلاقي'

وأثار هذه الإعلان استياء في العالم لاعتبار التلاعب بالجينات البشرية أمرا غير أخلاقي، أو للطريقة التي أعلن بها من دون مراعاة قواعد التثبت العلمية والإجراءات المتّبعة في الاكتشافات والتجارب الجديدة.
ولم تقل المنظمة إن إعلانها عن تشكيل مجموعة باحثين يأتي ردا على ما قام به الباحث الصيني.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس "علينا أن نكون حذرين جدا جدا، لا يمكن الدخول في عملية تعديل وراثي من دون أخذ العواقب غير المرغوب بها في عين الاعتبار".
وستضمّ مجموعة البحث جامعيين وخبراء في المنظمة ومسؤولين حكوميين في مجال الصحة.
وأعرب مدير منظمة صينية غير حكومية تساعد مرضى الأيدز عن ندمه لتقديم يد العون للباحث الذي يقول إنه عدّل وراثيا جنينين ولدا قبل أسابيع.
وكان هو جيانكوي أعلن في مقطع مصوّر نشره على موقع يوتيوب قبل أيام ولادة طفلتين توأمين سبق أن أجرى عليهما تعديلا وراثيا قبل الولادة، لتجنّب إصابتهما بمرض نقص المناعة المكتسبة الذي يعاني منه والدهما.
ولجأ هذا الباحث إلى المنظمة غير الحكومية "بايهوالين" لتساعده في العثور على زوجين يوافقان على الخضوع للتجربة.
وقال مدير المنظمة باي هوا "أعترف بأني نادم كثيرا على ما جرى".
وأضاف "أرغب في القول إني خُدعت، لكنني لا أريد أن أرفع المسؤولية عن نفسي".
وعلت أصوات في الصين والخارج منددة بإعلان نتائج علمية من دون المرور بالإجراءات اللازمة للتثبت من صحتها.
والخميس وصف مسؤول حكومي هذه التجربة بأنها "صادمة وغير مقبولة"، داعيا إلى تعليق عمل الباحث ومن شاركوا معه.
ودعت الصين الخميس إلى وقف أنشطة الباحثين المشاركين في إجراء ما قيل إنه تعديل وراثي على طفلين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام حكومية.
وقال مساعد وزير العلوم والتكنولوجيا تشو نانبينغ لتلفزيون "سي سي تي في" الرسمي "نطالب الهيئة المعنية بأن تعلّق الأنشطة العلمية للأشخاص الضالعين".
وأعرب عن "الرفض الشديد" لهذا النوع من التجارب.