إقبال لافت من اللبنانيين المغتربين على التصويت للانتخابات النيابية
بيروت - أعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب الجمعة أن نسبة التصويت في المرحلة الأولى من اقتراع المغتربين للانتخابات البرلمانية بلغت حوالي 60 بالمئة، وهي نسبة اعلى من تلك المسجلة في انتخابات 2018.
وتسود توقعات بعزوف واسع عن التصويت بسبب مقاطعة قوى سياسية بارزة وايضا نتيجة الاحباط الذي اصاب قطاعات عريضة من اللبنانيين إزاء الطبقة السياسية المتهمة بالفساد.
وأغلقت مساء الجمعة صناديق الاقتراع المخصصة للمغتربين في السعودية والكويت وقطر وسوريا وسلطنة عمان ومصر والبحرين والأردن والعراق وإيران.
وستستمر المرحلة الثانية من اقتراع المغتربين اللبنانيين في 48 دولة أخرى الأحد فيما يجري الاقتراع داخل البلاد في 15 مايو/أيار الجاري.
وقال بوحبيب في مؤتمر صحفي بالعاصمة بيروت إن "نسبة التصويت الإجمالية بلغت 60 بالمئة من مجمل عدد المسجلين مسبقا للمشاركة بالاقتراع".
وأضاف أن "18 ألف و225 شخصا صوتوا في الانتخابات التي أقيمت في 10 دول من أصل حوالي 30 ألفا مسجلين للاقتراع مسبقا في تلك الدول".
وفي اخر انتخابات برلمانية اجريت في لبنان في 2018، بلغت نسبة تصويت المغتربين حوالي 56 بالمئة.
ورغم الارتفاع في عدد المغتربين المسجّلين مقارنة مع الانتخابات الماضية، إلا أن الرقم يُعتبر ضئيلاً جدا بالمقارنة مع وجود ملايين اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم.
وأفاد بوحبيب بأن "سوريا تصدرت النسبة الأعلى للاقتراع حيث بلغت 84 بالمئة تليها إيران بـ74 بالمئة ثم قطر والبحرين وسلطنة عمان بـ66 بالمئة".
وذكر أنه "في الكويت بلغت نسبة المشاركة 65 بالمئة والأردن 60 بالمئة والسعودية 49 بالمئة والعراق 48 بالمئة وفي مصر بلغت النسبة بالقاهرة 42 بالمئة وفي الإسكندرية 50 بالمئة".
وتجري الانتخابات النيابية في لبنان كل 4 سنوات حيث تتوزع مقاعد البرلمان الـ128 على النحو الآتي:34 للموارنة و28 للسنة و28 للشيعة و8 للدروز و14 للأرثوذكس و8 للكاثوليك و5 للأرمن ومقعدان للعلويين ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.
والانتخابات البرلمانية هي الأولى بعد انتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحمّلتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة.
وينظر كثيرون إلى الانتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته أزمات متراكمة.
وبعدما كانت الآمال معلقة على أن تُترجم نقمة اللبنانيين في صناديق الاقتراع لصالح لوائح المعارضة ومجموعات جديدة أفرزتها الانتفاضة الشعبية، يرى خبراء أن قلّة خبرة خصوم السلطة وضعف قدراتهم المالية وتعذر توافقهم على خوض الانتخابات موحدين، يصبّ في صالح الأحزاب التقليدية.
وتجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن عزوفه عن خوض الاستحقاق.