إقليم كردستان يثمن دعم التحالف للبيشمركة والجيش العراقي

قوات الجيش الألماني تستأنف تدريب القوات العراقية في محافظة أربيل بإقليم كردستان بعد توقف عقب مقتل سليماني.

أربيل - طالب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الاثنين، التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بمواصلة دعمه للبيشمركة والجيش العراقي، خلال اجتماع مع وفد من البرلمان الألماني باعتبار أن التنظيم لا يزال خطرا جديا على بعض المناطق العراقية.

وقالت حكومة إقليم كردستان العراقي في بيان إن بارزاني بحث مع وفد البرلمان الألماني آخر مستجدات العراق، والمنطقة والعلاقات بين إقليم كردستان شمالي العراق وألمانيا.
وحسب البيان، وجه رئيس حكومة إقليم كردستان شكره لألمانيا، حكومة وبرلمانا، بعد قرار استئناف تدريب قوات البيشمركة، مشددا على "أهمية مواصلة دعم التحالف الدولي لقوات البيشمركة (قوات الإقليم) والجيش العراقي خاصة أن تنظيم داعش لا يزال خطرا كامنا في بعض مناطق العراق".
وأضاف أن الوفد البرلماني الألماني من جهته أكد على مكانة إقليم كردستان كعامل استقرار مهم بالنسبة للعراق والمنطقة، وعبّر عن استعداد ألمانيا تعزيز العلاقات التجارية والاستثمار.

وتأتي تصريحات بارزاني بعد يومين من اجتماعه بوزير الدفاع العراقي نجاح الشمري في أربيل، تم خلاله، حسب بيان صدر عن حكومة الإقليم، "التأكيد على أهمية التنسيق والتعاون بين الجيش العراقي والبيشمركة وخاصة في المناطق المتنازع عليها" بين بغداد وأربيل".

وتنشر ألمانيا نحو 300 عسكري في قاعدتين إحداها قرب بغداد والأخرى قرب أربيل، ضمن جهود التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الإرهابي.
والأحد، استأنف الجيش الألماني تدريب القوات العراقية في محافظة أربيل بإقليم كردستان شمالي العراق، بعد توقف عقب تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية.

لكن التدريب في وسط العراق لا يزال متوقفا في الوقت الحالي، حيث انسحب الجنود الألمان وقوات من دول أخرى بعدما اغتالت الولايات المتحدة ليلة الثالث من كانون ثان/يناير الجاري قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية قرب مطار بغداد. وردا على ذلك قصفت إيران بالصواريخ قواعد عسكرية في العراق تستخدمها قوات أميركية.

وطالبت كتل شيعية موالية لإيران في البرلمان العراقي بإخراج القوات الأميركية من البلاد على إثر مقتل سليماني وهي خطوة يحذر منها خبراء أمنيون يقولون إن من شأن انسحاب واشنطن التي تقود التحالف الدولي أن يؤدي إلى عودة داعش من جديد في المنطقة.

 وصوت البرلمان خلال جلسة في الخامس من كانون الثاني/يناير الحالي على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، بما في ذلك نحو 5200 جندي أميركي، لكن برلمانيون يعتبرون تلك المهام ليست من مهام حكومة عادل عبدالمهدي التي أطاح بها المحتجون في المظاهرات يشهدها العراق منذ أكتوبر الماضي.

ومنذ أيام، حذَّر القيادي الثاني في التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا، الجنرال الأميركى أليكسوس جرينكويتش من قدرة داعش على الظهور مجددا في حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

من جهتها دافعت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور عن مهمة قوات بلادها في العراق معربة عن معارضتها للتقديرات التي تقول إنه بالإمكان تقليل الضغط في عملية المكافحة لأن تنظيم داعش صار أضعف.

 وقالت كارنباور في تصريحات لصحيفة "أوجسبورجر ألجماينه" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين "نكافح هناك ضد داعش أي ضد منظمة إرهابية مفزعة"...  "في الواقع الخطر لم ينته بعد. في العام الماضي ارتفع عدد الهجمات مجددا".

وأضافت الوزيرة التي تترأس الحزب المسيحي الديمقراطي المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل "إذا تراخينا في هذه المعركة الآن، سيتعين علينا توقع أن داعش ستكون قادرة مجددا على توجيه ضربات أقوى في أوروبا"، موضحة أن مشاركة ألمانيا في العراق تصب لذلك في صميم المصلحة القومية.