إمبراطور تهريب البشر في ليبيا يشارك في اجتماع دولي للهجرة

صحيفة ايطالية تنشر صورا لمهرب البشر عبد الرحمان ميلاد ضمن وفد رسمي ليبي زار ايطاليا سنة 2017 للحديث عن ملف الهجرة السرية.

روما - نشرت صحيفة ايطالية الجمعة صورا لمهرب البشر المدرج على قائمة عقوبات مجلس الامن الدولي عبد الرحمان ميلاد ضمن وفد رسمي ليبي زار ايطاليا سنة 2017 للحديث عن ملف الهجرة السرية.
وميلاد مهرب بشر سيئ السمعة يترأس جهاز خفر السواحل الليبية التابع لحكومة الوفاق الوطني.
وافادت صحيفة "افينير" الايطالية ان عبد الرحمان ميلاد المعروف باسم "بيدجا" توسط اجتماعا نظمته السلطات الإيطالية بمركز لاستقبال المهاجرين في مينيو بجزيرة صقلية قبل عامين.
وكان وزير الداخلية الايطالي السابق ماركو مينيتي سعى لتقليل عدد المهاجرين بشكل حاد من خلال اتفاقات تعاون مع ليبيا، بموجب شروط لم تتحقق بشكل كامل. 
وفي أيلول/سبتمبر 2017 ، قالت ايما بونينو، الوزيرة الإيطالية السابقة والمفوضة الأوروبية، أن إيطاليا اتفقت" بشكل مباشر أو غير مباشر" على مكافأة" الأشخاص الذين كانوا مهربين للبشر حتى اليوم السابق للاتفاق.
ويطرح تعامل السلطات الايطالية مع شخص مدان دوليا بجرائم ضد المهاجرين تساؤلات حول مدى قبول روما التعامل مع أشخاص متورطين في انتهاكات ضد حقوق الانسان من اجل مصالحها وفي مقدمتها مواجهة قضية الهجرة السرية.
ويرى مراقبون ان تقرير صحيفة أفينيري "تأكيد إضافي على أنه، من أجل تحقيق مكاسب على المدى القصير بتخفيض أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى أيطاليا، وافقت إيطاليا على التعاون مع الجهات الفاعلة الأكثر وحشية". 
وبثت شبكة "فايس نيوز" الكندية تقريرا عن عبد الرحمان ميلاد حيث اجرت مقابلة معه في اطار تحقيق حول الهجرة السرية في ليبيا.
ورغم نفي ميلاد اية علاقة له بتهريب البشر لكن مهاجرين تحدثوا عن تورطه ومعاملته السيئة للمهاجرين قبل ترحيلهم.

من جانبه اكد الاتحاد الاوروبي الجمعة انه "يأخذ على محمل الجد أي مزاعم تتعلق بأنشطة إجرامية وسوء سلوك من جانب خفر السواحل الليبي" الذي يقوم بتدريبه ودعمه في إطار عمليته صوفيا لمكافحة تهريب المهاجرين. 
وقالت المتحدثة باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مايا كوتشيجانيتش إنه "في الواقع، طلبت عملية صوفيا من خفر السواحل الليبيين معالجة حالة عبد الرحمن الميلاد"، مضيفة أنه تم توقيفه عن الخدمة إلى حد علم التكتل. 
وتعرض الاتحاد الأوروبي للانتقاد مرارا وتكرارا بسبب تعاونه مع خفر السواحل الليبي، المشتبه في ارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان. 
وكانت إيطاليا صعدت من انتقاداتها لمهمة صوفيا البحرية الأوروبية في يناير/كانون الثاني وذلك بعد ان اعلنت المانيا تعليق مشاركتها في المهمة متهمة القائمين عليها بعدم القدرة على مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
ولعبت إيطاليا دورا محوريا في تدريب خفر السواحل الليبي المتهم بانتهاكات منها إطلاق النار على عمال إغاثة يحاولون إنقاذ المهاجرين.
ويوجد في ليبيا سلاحان لخفر السواحل أحدهما يتبع البحرية ويعمل في البحر بينما يخضع الآخر لوزارة الداخلية ويعمل على الساحل.
ودأبت القوات البحرية على نفي الاتهامات بارتكاب أفراد خفر السواحل التابع لها انتهاكات بحق المهاجرين.
ويتمكن مهربو المهاجرين من جني أرباح طائلة مستغلين الفراغ الأمني في ليبيا منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 والتي أطاحت بمعمر القذافي.
ووصل أكثر من 600 ألف مهاجر إلى الشواطئ الإيطالية في ما بين عامي 2014 و2017 ولكن هذه الأعداد انخفضت بشكل كبير منذ أن وقعت إيطاليا وليبيا في فبراير/شباط 2017 مذكرة تفاهم استهدفت وقف تدفق المهاجرين.