إمدادات الطاقة للعالم مهددة بسبب الهجمات الإيرانية

الحكومة السعودية تحذر من تبعات اعتداءات طهران وحلفائها الحوثيين على الاقتصاد العالمي تزامنا مع توجيه رسالة إلى مجلس الأمن تكشف من خلالها الرياض تورط الميليشات في استخدام سبع طائرات دون طيار في الهجوم.
السفيران السعودي والإماراتي يوجهان رسالة أخرى مشتركة إلى مجلس الامن للتنديد بالهجوم
الرياض تؤكد على المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية

الرياض - اعتبرت الحكومة السعودية أن الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد سفن قبالة سواحل الإمارات ومحطتين لضخ النفط في السعودية لا تستهدف فقط المملكة وانما "أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي" بحسب بيان نشر الأربعاء.

وقد تعرّضت محطّتا ضخ لخط أنابيب رئيسي في السعودية إلى هجوم بطائرات من دون طيار الثلاثاء، ما أدى إلى إيقاف ضخ النفط فيه، في تصعيد للتوترات في المنطقة يأتي بعد يومين على تعرض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة الإمارات.

وقالت المملكة العربية السعودية ان إيران وحلفائها الحوثيين يتحملون المسؤولية الكاملة في هجوم الثلاثاء على المنشآت النفطية.

ووجهت قيادة المملكة الأربعاء حسب ما نقلته قناة العربية رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، سلمها مندوبها الدائم عبدالله المعلمي تؤكد فيها ان الميليشيات استخدمت سبع طائرات دون طيار في الهجوم.

وعمد كل من السفيرين السعودي والإماراتي إلى توجيه رسالة أخرى مشتركة إلى المجلس والأمين العام أنطونيو غوتيريس حول الهجمات التي استهدفت4  ناقلات شحن في المياه الدولية قبالة دولة الإمارات الأحد.

وشدد مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسة مساء الثلاثاء في جدة برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز على "أهمية التصدي لجميع الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران" كما أفاد وزير الإعلام تركي بن عبدالله الشبانة في البيان.

وأكد المجلس أن "الأعمال الإرهابية التخريبية ضد منشآت حيوية بما في ذلك تلك التي تعرضت له محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق ـ غرب الذي ينقل النفط السعودي من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع، وتلك التي وقعت مؤخراً في الخليج العربي لا تستهدف المملكة فحسب، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي".

وأضاف الوزير أن "هذا الهجوم الإرهابي الذي طال أيضاً ناقلتي نفط سعوديتين وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، يشكل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي".

وشدد على "المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسباً للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي".

طائرات الحوثيين المسيرة
الحوثيون اعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم

وبينما لم تتّضح بعد ملابسات واقعة السفن الأربع، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن أنّهم استهدفوا "منشآت حيوية سعودية" بسبع طائرات من دون طيار، في هجوم وقع في خضم حرب نفسية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج من جهة، وإيران من جهة ثانية.

وكان زير الطاقة السعودي خالد الفالح، أدان الثلاثاء، محاولة استهداف محطّتي ضخ لخط أنابيب رئيسي ينقل النفط من شرق السعودية إلى غربها، واصفا الهجوم بـ"العمل الإرهابي والتخريبي".

وقال الفالح في بيان الثلاثاء، "تعرضت محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق-غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، لهجوم من طائرات بدون طيار مفخخة".

وتقع المحطتان في محافظتي الدوادمي ومحافظة عفيف على بعد 220 كلم و380 كلم من شرق العاصمة السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة، أنه تم "استهداف محدود لمحطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض، ما بين الساعة السادسة والسادسة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء".
وقالت "واس" إن أرامكو قامت "بإيقاف الضخ في خط الأنابيب، حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي".

ويبلغ طول خط الأنابيب نحو 1200 كلم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يوميا على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام، إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر.

ويتيح خط الأنابيب للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ البحر الأحمر بعيدا عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.