إنزال علم الكويت من القنصلية في البصرة بدعوى إهانة نسائها

متظاهرون يتهمون شيخ عشيرة كويتيا بالاساءة لنساء المحافظة العراقية ويدعون الحكومة للاعتذار فيما تقول الكويت ان التهجم على قنصليتها مرفوض.
تصريحات شيخ القبيلة الكويتي تاتي خلال اجتماع شعبي لدفع دية
الكويت تؤكد ان التهجم على قنصليتها لن يمر مرور الكرام
اتصالات عراقية لدفع شيخ القبيلة لتقديم اعتذار لنساء البصرة

بغداد - أنزل محتجون مساء الأربعاء علم الكويت من أمام مبنى قنصليتها في محافظة البصرة، جنوبي العراق احتجاجا على ما قالوا إنها إساءة وجهها شيخ قبيلة كويتي لنساء البصرة.
واحتشد العشرات من سكان البصرة أمام القنصلية الكويتية وسط المحافظة ورفعوا لافتات تطالب الحكومة الكويتية بالاعتذار للشعب العراقي ولنساء البصرة.
وقال حسين الركابي أحد المتظاهرين "العشرات من أهالي البصرة عبروا اليوم عن رفضهم للإساءة التي صدرت من شيخ قبيلة العوازم في الكويت تجاه نساء البصرة ونطالبه والحكومة الكويتية بتقديم اعتذار رسمي".
وأضاف الركابي، أن "المتظاهرين أنزلوا العلم الكويتي من أمام مبنى القنصلية".
وتابع أن "قوات من الجيش والشرطة عززت تواجدها أمام المبنى وأعادت رفع العلم الكويتي وأبعدت المتظاهرين".

قوات من الجيش والشرطة عززت تواجدها أمام المبنى وأعادت رفع العلم الكويتي وأبعدت المتظاهرين

وخلال تجمع شعبي لجمع ديّة الثلاثاء، قال شيخ قبيلة العوازم، فلاح بن جامع العارفي، "ما كان عندنا راقصات.. الراقصات من البصرة.. إحنا (نحن) ما نجيب راقصات.. وحريمنا (نساءنا) وأمهاتنا وأخواتنا لا يمكن يملكون إلا كتاب الله وسنة رسوله" بحسب فيديو متداول للفعالية.
وجمعت حملة أطلقتها قبيلة العوازم الثلاثاء ديّة بقيمة 10 ملايين دينار كويتي (33 مليون دولار)، للإفراج عن الضابط خالد نقا العازمي، المُدان بقتل الإعلامية هداية سلطان السالم، في 2001.
وقال خالد العازمي، أمام الشرطة، آنذاك، إنه قتلها لأنها كتبت مقالا "مسّت فيه شرف فتيات عشيرة العوازم، التي ينحدر منها".
وأضاف أنها "تحدّثت عن فتيات العشيرة كراقصات كانت الأسرة الحاكمة تجلبهن من فريج العوازم (حي العوازم)، ويؤدين رقصة كويتية بإغراء وإيحاء جنسيين".

وكشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الكويتية أن ما حصل من تجمّع وتهجّم على مبنى قنصلية البلاد في البصرة "مرفوض وغير مقبول".
ونقلت صحيفة القبس الكويتية واسعة الانتشار في عددها الصادر الخميس، عن المصدر الذي لم تكشف عن إسمه، أن خارجية البلاد أبلغت نظيرتها العراقية أن "هذا الأمر لن يمر مرور الكرام ونسعى جاهدين بالتنسيق مع القنصل الكويتي في البصرة الى إعداد تقرير عن الحادثة، وحصر أي أضرار".
وأوضح المصدر أن "التجمّع الذي حصل كان بسبب كلمة لشيخ العوازم فلاح بن جامع أثناء تجمّع العوازم، وقام بذكر مدينة البصرة بكلمات أثارت حفيظة العراقيين".
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إنه "يوجد تحرك وتنسيق كويتي عراقي عالي المستوى، على خلفية ما تلفظ به أحد رجال القبائل الكويتيّة من كلام عن المرأة العراقيّة".
وأضاف الصحاف: "جرت اتصالات بين وكيل وزير الخارجية، الأقدم نزار خير الله، والخارجية الكويتية التي أكدت ضرورة تقديم اعتذار عن ما صدر بالصوت والصورة من الشخص المسيء".
وشدد على ضرورة "أن تتقارب شعوبنا أكثر في هذا الظرف الحسّاس والابتعاد عن مسببات التفرقة والأحقاد".
وأفاد الصحاف بأنه "لا يوجد أي أضرار على القنصلية الكويتية، وأجرينا تنسيقا وتواصلا عالي المستوى مع الحكومة المحلية في البصرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة".

وقدم شيخ قبيلة العوازم اعتذاره للشعب العراقي في تسجيل مرئي قائلا " بان ما صدر عنه مجرد زلة لسان لن تتكرر.

ونوه شيخ القبيلة بالعلاقات التاريخية بين الشعبين العراقي والكويتي متمنيا ان يقبل العراقيون وأهالي البصرة اعتذاره مضيفا " لم تكن لدي نية سيئة وراء التصريحات.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد أدى زيارة الى الكويت في نوفمبر/تشيرن الثاني حيث التقى أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح.
وقال وزير الديوان الأميري علي الجراح الصباح في تصريح صحفي، إن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية التي تربط البلدين وتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وسبل دعم أمن واستقرار العراق لتحقيق وحدة وسلامة أراضيه.

وأضاف أن الطرفين بحثا "القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسط أجواء ودية تعكس روح الأخوة".

ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن صالح قوله إن زيارته "ستشهد تسليم دفعة من الممتلكات والأرشيف الكويتي الموجود في خزائن الخارجية العراقية على أن يتم تسليم بقية تلك الممتلكات على دفعات لاحقة ومتتابعة كجزء من بادرة حسن النية لدى العراق تجاه دولة وشعب الكويت الشقيق".

وأضاف أن زيارته "تأتي في إطارها الطبيعي باعتبار العراق والكويت دولتين جارتين شقيقتين تجمعهما أواصر العلاقات التاريخية الوثيقة والأخوة الحقيقية والتطلعات المشتركة نحو المستقبل الزاهر بين البلدين".

وقال أيضا "للكويت أمير حكيم وقدير هو سمو الشيخ صباح الأحمد، يشرفني الاجتماع به لبحث سبل التعاون المشترك وفتح آفاق التكامل والإنماء بين بلدينا وشعبينا".

وأشار إلى أن العراق يصر على "تجاوز صفحات الماضي المؤلمة من دون أن ننسى معاناة الشعب الكويتي وقد تجاوزنا بإصرار شعبنا حقبة النظام الديكتاتوري المعتدي على جيرانه"..

الرئيس العراقي برهم صالح يلتقي امير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح
العراق والكويت يصران على تجاوز صفحات الماضي

وانقطعت العلاقات تماما بين البلدين عندما اجتاح العراق برئاسة الرئيس الراحل صدام حسين، الكويت واحتلالها لعدة أشهر قبل أن تخرج القوات العراقية تحت وطأة حملة عسكرية دولية.

واستأنفت بغداد والكويت علاقاتهما في 2003، عقب الغزو الأميركي للعراق وسقوط النظام العراقي السابق