إنشاء أول قاعدة عسكرية روسية في افريقيا على سواحل السودان

موسكو تسعى الى استعادة النفوذ السوفيتي في القارة وتبدأ بمنشأة على البحر الاحمر قادرة على إرساء سفن تعمل بالطاقة النووية واستيعاب نحو 300 فرد.
السودان يقدم الارض للقاعدة مجانا
روسيا تحسّن قدرتها على العمل في المحيط الهندي
لروسيا الحق في جلب أي أسلحة عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة الجديدة
وسائل اعلام: روسيا ستحصن موقعها الجديد بأنظمة صواريخ أرض جو متطورة

موسكو - وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان قادرة على إرساء سفن تعمل بالطاقة النووية، مما يمهد الطريق لأول موطئ قدم عسكري كبير لموسكو في أفريقيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
وستكون المنشأة الجديدة، المقرر بناؤها قرب بورتسودان، قادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 فرد عسكري ومدني علاوة على تحسين قدرة روسيا على العمل في المحيط الهندي، مما يوسع نفوذها في أفريقيا.
وترأس بوتين قمة روسية أفريقية العام الماضي كانت تهدف إلى زيادة النفوذ الروسي في القارة وهبطت قاذفتان روسيتان قادرتان على حمل أسلحة نووية في جنوب أفريقيا في نفس الوقت لإظهار النوايا.
وقال بوتين في مرسوم نُشر يوم الاثنين إنه وافق على اقتراح الحكومة الروسية إنشاء مركز لوجيستي بحري في السودان وأمر وزارة الدفاع بالتوقيع على اتفاق لتحقيق ذلك.
وتحدثت مسودة وثيقة تتعلق بالأمر أعلنتها الحكومة هذا الشهر عن منشأة لا يمكنها إرساء أكثر من أربع سفن في نفس الوقت. وأضافت أن المنشأة ستستخدم في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد وكموقع يستريح فيه أفراد البحرية الروسية.
وسيقدم السودان الأرض للقاعدة مجانا وستحصل موسكو على الحق في جلب أي أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات التي تحتاجها عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة الجديدة.

قاعدتنا في السودان ستكون حجة أخرى للآخرين لسماعنا والإنصات إلينا

وتمتلك روسيا منشأة مماثلة في ميناء طرطوس بسوريا. كما أن لها قاعدة جوية في سوريا أيضا.
وتحرص موسكو على زيادة نفوذها في أفريقيا، التي تضم 54 دولة عضوا في الأمم المتحدة وتملك ثروة معدنية هائلة وربما تمثل سوقا مربحة للأسلحة روسية الصنع.
وتتنافس روسيا على النفوذ وعلى موطئ قدم عسكري في أفريقيا مع دول أخرى، بما في ذلك الصين.
وتستضيف جيبوتي قواعد بحرية للصين والولايات المتحدة وفرنسا، بينما تستخدم القوات البحرية الأخرى ميناءها في كثير من الأحيان.
وتوقعت وكالة تاس الروسية للأنباء أن المنشأة الجديدة ستسهل على البحرية الروسية العمل في المحيط الهندي من خلال قدرتها على الطيران بأطقم بديلة لسفنها بعيدة المدى.
كما توقعت أن تقوم روسيا بتحصين موقعها الأفريقي الجديد بأنظمة صواريخ أرض جو متطورة، مما يسمح لها بإنشاء منطقة حظر طيران لأميال حولها.
وجاء في مقال رأي نشرته تاس عن المنشأة الجديدة "قاعدتنا في السودان ستكون حجة أخرى للآخرين لسماعنا والإنصات إلينا".