إنقاذ الأرض من كارثة فضائية أكثر تعقيدا من أفلام الخيال

تغيير مسار جرم سماوي بهدف حماية الأرض من خطر الارتطام، يجب فعله قبل خمسة أعوام إلى 25 عامًا من الاصطدام المفترض.
الجرم "ديديمون" يهدد الارض في العام 2022
وكالتا الفضاء الأميركية والأوروبية في مهمة مشتركة لإنقاذ الارض

واشنطن -  تخطط  وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في العام 2022 لتغيير مسار جرم فضائي، بهدف حماية الأرض في المستقبل من أي خطر ارتطام يمكن أن يتسبب في كارثة تعيد إلى الذهن ما حدث مع الديناصورات قبل ملايين السنين. 
وأطلق المهمة الدولية التي تشارك فيها وكالات الفضاء الأوروبية بجانب "ناسا" اسم "ايدا"، والهدف منها اختبار إمكانية حرف كويكب صغير عن مساره لتطبيق هذه التقنية في حال رصد أي جرم يمكن أن يرتطم بالأرض في المستقبل وإبعاده عنها.
وتضم المهمة جزءين، تتكفل الولايات المتحدة بجزئها الأول الذي يقضي بإرسال المركبة "دارت" المسيّرة عن بعد لتصدم في العام 2022 الجرم "ديديمون" أصغر أقمار الكويكب "ديديموس" بهدف حرف مساره.
اما الجزء الأوروبي من المهمة، فيقضي بإرسال المسبار "آيم" لدراسة خاصيات الكويكب وقمره، ومراقبة عملية الاصطدام وأثرها.
وتكمن الخطة في إطلاق مسبار دارت في عام 2020 أو 2021 ليصطدم بالكويكب في العام 2022. وبعد عدة أعوام، ستدرس وكالة الفضاء الاوروبية تأثير الاصطدام، وستتأكد من حدوث تغيير في مسار الكويكب.
ومع أن العلماء لم يرصدوا حتى الآن أي جرم يمكن أن يصطدم بالأرض في المستقبل القريب، إلا أن الاحتمال يبقى قائما بما أن آلاف القطع الصخرية تجوب جوار الأرض.
ويمكن أن تكون لحوادث الارتطام هذه آثار مدمرة كبيرة. ففي العام 2013 سقط كويكب صغير قطره عشرون مترا فوق سماء تشيليابينسك في وسط روسيا، موقعا أكثر من 1300 جريح بسبب تحطم الزجاج، ومسببا أضرارا مادية كبيرة.

مسبار ناسا
خطة ناسا في حرف الجرم الفضائي

ويقدر قطر القمر "ديديمون" بمئة و60 مترا. وتشكّل الأجرام ذات الحجم المماثل خطرا أكبر بكثير، فإن ارتطم واحد منها بالأرض سيولّد قوة تفجيرية أكبر من قوة أكبر قنبلة هيدروجينية.
وإن نجحت المهمة، فسينتج عنها تصادم فضائي هائل، وستكون خطوة كبيرة في الدفاع عن الأرض من الكويكبات.
ووفقا لموقع مرصد المستقبل نقلا عن موقع سبيس دوت كوم، قالت عالمة كواكب أميركية مشاركة في المهمة إن عملية إنقاذ الأرض من خطر ارتطام جرم فضائي لا تشبه ما يجري في أفلام الخيال العلمي.
وأوضحت نانسي شابوت، الأستاذة في جامعة جونز هوبكنز في تصريح لـ"سبيس دوت كوم" أن السرعة الفائقة للمسبار تحدث تغيرًا بسيطًا في اتجاه الكويكب، ما يجعله يخرج عن مساره قبل أعوام من الاصطدام المتوقع.
 وأضافت "لأداء مهمة من هذا النوع، يجب أن نعرف عن الكويكب قبل وصوله بوقت طويل. ولا تشبه فكرتنا فيلم أرمجدون، الذي يحدث فيه إنقاذ الأرض في اللحظة الأخيرة، فهذا شيء يجب فعله قبل خمسة أعوام إلى 25 عامًا من الاصطدام المفترض، وتكمن الطريقة في تغيير مسار الكويكب بزاوية بسيطة، ليبتعد عن مسار الاصطدام بالأرض تمامًا".
ويؤكد خبراء وكالات الفضاء العالمية أنه بخلاف معظم الكوارث الطبيعية، من الممكن حماية العالم من ارتطام الأجرام، لذا من المهم جدا للبشرية أن تتعلّم يوما ما كيفية حرف جرم عن مساره.