إيرانيون يجبرون وزير الاتصالات على الإعتذار عن التضليل والفبركة

وزير الاتصالات الإيراني يحذف تغريدة نشر فيها صورة بدلة مزيفة لرواد الفضاء الإيرانيين بعد أيام من فشل طهران إطلاق قمر صناعي محلي للفضاء.

طهران - قدم وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، اعتذاره "للشعب وعلماء الفضاء"، بعد أن كشفت مواقع ووسائل إعلام عن استخدامه بدلة فضاء مزيفة للترويج لمستقبل إيران "الطموح والباهر" في الفضاء.

وتعرض جهرمي للسخرية من قبل نشطاء إيرانيين بعد أن نشر على حسابه في تويتر بذلة رجل فضاء مزيفة، في إطار الترويج لبرنامج بلاده الفضائي.

وبعد كشف الحيلة الإيرانية وانهيال التعليقات الساخرة ضده قام جهرمي بحذف التغريدة وقدم اعتذاره زاعما أن فريق الدعاية في وزارته "ارتكب خطأ فادحا باختياره هذه الصورة"، التي تظهر بذلة أقرب للأزياء التنكرية منها لبذل رواد الفضاء الحقيقية.

وكشف موقع متخصص في التأكد من صحة المعلومات على الانترنيت أن البدلة التي عرضها الوزير الإيراني ليست سوى زيا مخصصا للأطفال قيمته 20 دولارا فقط.

وتم إدخال تعديلات على البذلة في الصورة المنشورة على حساب الوزير باستخدام برنامج "فوتوشوب"، لإزالة علامة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأميركية (ناسا)، وإضافة العلم الإيراني إليها، ثم أرفقها الوزير بهاشتاغ #"مستقبل_باهر.

وفي وقت لاحق من الشهر الجاري، فشلت إيران مرة أخرى في إطلاق قمر صناعي محلي الصنع إلى مدار حول الأرض، كانت تريد الترويج لنجاحه في الذكرى 41 للثورة الإيرانية.

وعلقت الخارجية الأميركية على المحاولة بالقول إنه "لا ينبغي السماح لراعية الإرهاب الرائدة في العالم بتطوير واختبار الصواريخ الباليستية"، مشيرة إلى أن "النظام الإيراني يستخدم تقنيات إطلاق الأقمار الاصطناعية لتطوير قدراته في مجال الصواريخ الباليستية تحت ستار برنامج فضاء سلمي".

وقال وزير الدفاع الإيراني اليوم الأربعاء إن إيران لا تصنّع صواريخ لحمل الرؤوس النووية، إلا أنه لم يستبعد أن تقوم إيران باستخدام الأقمار الاصطناعية للأغراض الدفاعية.

وتخشى الولايات المتحدة من أن تستخدم إيران التكنولوجيا المستخدمة لإطلاق الأقمار الاصطناعية، لإطلاق رؤوس حربية نووية، بينما تنفي طهران هذه الاتهامات.

لإيران سجل حافل بالأخبار الكاذبة والاستعراض عبر وسائل الإعلام الرسمية خاصة عندما يتعلق الأمر بقدراتها العسكرية وأسلحتها الجديدة المتطورة

وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها إيران في إطلاق قمر صناعي، حيث تناقلت وسائل إعلام في أغسطس الماضي خبر انفجار صاروخ على منصة الإطلاق قبل إطلاقه في مركز الإمام الخميني الفضائي شمال إيران.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة "بلانيت لابز" عمودا من الدخان الأسود يتصاعد فوق منصة الإطلاق، ما أثار سخرية نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما سخر حينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحادث، وقال عبر تويتر  إنه يتمنى لطهران حظا سعيدا في تحديد الأسباب التي أدت إلى فشل مهمة صاروخ إيراني يحمل قمرا صناعيا إلى مدار الأرض، مضيفا أن "الولايات المتحدة لم يكن لها يد في الحادث الكارثي الذي وقع أثناء تحضيرات الإطلاق النهائي لصاروخ سفير اس ال في".

كما فشلت محاولات أخرى قبلها واحدة في يناير/كانون الثاني وأخرى في فبراير/شباط من العام الماضي.

واعتادت إيران على الترويجات الكاذبة والاستعراض خاصة عندما يتعلق الأمر بقدراتها العسكرية وأسلحتها الجديدة المتطورة، حيث يتبنى المسؤولون الإيرانيون عبر وسائل الإعلام الحكومية خطابات شعبوية لكسب دعم داخلي، حتى إن الأمر امتد الأمر إلى التزييف.

وفي أكتوبر الماضي، كشف تقرير لـ"ناشيونال انترست" أن إعلان طهران تطوير طائرة الشبح "قاهر" الجديدة ليس سوى دعاية كاذبة، حيث تبين أنها "مجسم أجوف"، يثبت إدعاءات إيران الساعية لترويج قدراتها العسكرية "المزيفة".

وقال التقرير إن "قاهر 313 التي أطلقت لأول مرة في عام 2013، وتم الكشف عن نسختها الجديدة علنا في عام 2017، لم تكن سوى "تقليد بخس".

وادعى المسؤولون الإيرانيون أن الطائرة قادرة على التخفي من الرادار وحمل قنبلتين زنة ألفي رطل أو ما لا يقل عن ستة صواريخ جو، قبل أن يتم الكشف على أن الطائرة التي تبدو أنيقة بمحرك واحد ومقعد واحد، مزيفة.

وكان موقع "فوكستروت ألفا" المتخصص في الشؤون العسكرية قد كشف في السابق عن أن النسخة الإيرانية من  طائرة  RQ-170 بدون طيار التي أزاحت الستار عنها طهران لأول مرة أمام خامنئي في عام 2014، مجرد "لعبة" تسير عن بعد وليست طائرة عسكرية.

وفي 2017، عرضت وسائل الإعلام الإيرانية عملية إطلاق ستة صواريخ من طراز "ذو الفقار" على أهداف لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وسط احتفاء محلي كبير، حيث ادعت السلطات إصابة الصواريخ لأهدافها وقتل ما يقارب 360 إرهابيا.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن عسكريين قولهم أن الصواريخ لم تصل حتى إلى العمق السوري وسقطت على المناطق الحدودية.

وفي 2017، كشفت وسائل إعلام أميركية عن زيف تسجيل فيديو بثه التلفزيون الإيراني، وزعم أنه تصوير لعملية اختبار إطلاق نوع جديد من صواريخ بالستية متوسطة المدى، بعد ساعات قليلة من عرضه في استعراض عسكري في طهران.
وأكد مسؤولان أميركيان لشبكة "فوكس نيوز" أن تسجيل الفيديو الذي بثه الإيرانيون يعود تاريخه إلى أكثر من سبعة أشهر من تاريخ عرضه، وهو لعملية فاشلة لإطلاق صاروخ في أواخر شهر يناير/كانون الثاني من العام 2017، ونتج عن فشل الإطلاق انفجار الصاروخ بعد إطلاقه بوقت قصير وبعد أن حلّق لمسافة 600 ميل.

 وكشفت كارثة الطائرة الأوكرانية التي أسقطها صاروخ أطلقه الحرس الثوري الإيراني في يناير الماضي فوق طهران، زيف إدعاءات إيران حول قدراتها العسكرية المتطورة.

وضلت إيران تنفي لأيام إسقاطها الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 شخصا، قبل أن تعترف بعد اكتشاف مراوغتها أن صاروخ الحرس الثوري أطلق عن "طريق الخطأ".

لكن هذا الزيف والإدعاءات التي يعتمدها النظام الإيراني يخفي أيضا تهديدات أخرى تستخدمها طهران لتجربة أسلحة خطيرة تقوم بتطويرها، حيث تقوم بإرسال الصواريخ والطائرات بدون طيار لوكلائها في لبنان (حزب الله) وسوريا (بشار الأسد) واليمن (الحوثيين).

وكان ترامب قد فرض في 2018 عقوبات قاسية على إيران سعيا لكبح نفوذها العسكري بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق نووي تفاوضت عليه إدارة سلفه باراك أوباما.

وتفاقم التوتر الشهر الماضي بعد أن اغتالت الولايات المتحدة في الثالث من كانون الثاني/يناير قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية في بغداد، وردّت إيران بعد أيام بإطلاق صواريخ بالستية استهدفت قوات أميركية متمركزة في العراق كانت هي الأخرى محل شكوك حول جدواها في ظل سعي إيران للتهدئة مع واشنطن.