إيران تؤجج التوتر في هرمز باحتجاز ناقلة نفط كورية

وزارة خارجية كوريا الجنوبية تطالب طهران بالإفراج الفوري عن سفينتها، مؤكدة أنها لم تخالف القوانين البيئية البحرية كما تزعم السلطات الإيرانية.
طهران تقوم بعمل استعراضي استفزازي في مضيق هرمز
سيول ترسل وحدة لمكافحة القرصنة إلى الخليج بعد احتجاز ناقلتها
احتجاز إيران للناقلة الكورية يأتي في خضم تحشيد عسكري أميركي بمياه الخليج
إيران تودع ترامب بتصعيد على أكثر من جبهة

طهران - أعلن الحرس الثوري الاثنين احتجاز ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن ذلك تم على خلفية مخالفتها "القوانين البيئية البحرية".

وأرسلت سيول وحدة لمكافحة القرصنة إلى الخليج بعد احتجاز إيران ناقلتها للنفط، وفق وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الاثنين.

وذكرت في بيانها "أرسلت وزارة الدفاع على الفور وحدة شيونغهاي إلى المياه القريبة من مضيق هرمز بعيد تلقي تقرير حول احتجاز إيران سفينتنا التجارية".

ويأتي الإعلان الإيراني في ذروة التوتر مع الولايات المتحدة التي عززت قواتها مؤخرا في مياه الخليج بغواصة نووية وحاملة طائرات وعدد من الطرادات، مؤكدة أن الأمر يتعلق بتوجيه رسالة لطهران ولتأكيد التزام واشنطن بأمن حلفائها وبحماية أمن الملاحة البحرية في المنطقة.

وأفاد في بيان نشره الحرس الثوري على موقعه الإلكتروني "سباه نيوز"، عن إقدام قوته البحرية "صباح اليوم (الاثنين)" على "توقيف سفينة مملوكة لكوريا الجنوبية".

وأوضح أن "ناقلة النفط هذه كانت في طريقها من ميناء الجبيل في السعودية وتم توقيفها بعد مخالفات متكررة للقوانين البيئية البحرية".

ونشر الموقع صورة ملتقطة من الجو لتوقيف السفينة في عرض البحر، أظهرت الناقلة والى جانبها أربع قطع بحرية بينها ثلاثة زوارق سريعة.

ولم يحدد الحرس مكان توقيف الناقلة التي تحمل اسم "هانكوك تشيمي"، مشيرا إلى أنه كان على متنها 7200 طن من "المواد الكيميائية النفطية".

وتم توقيف طاقم السفينة المؤلف من كوريين وإندونيسيين وفيتناميين وآخرين من ميانمار، وفق البيان الذي لم يحدد عددهم أو تفاصيل بشأنهم.

احتجاز إيران لناقلة النفط هانكوك كيمي يأتي قبل زيارة متوقعة لنائب وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية لطهران التي تطالب سيول بالافراج عن أرصدة تبلغ سبعة مليارات دولار مجمدة في بنوكها بسبب العقوبات الأميركية

وأوضح الحرس الثوري أن توقيف السفينة جاء بناء على طلب من المنظمة البحرية لمحافظة هرمزكان الواقعة في جنوب إيران والمطلة على مضيق هرمز، وبناء لإشارة من المدعي العام في المحافظة.

وسبق للقوات البحرية التابعة للجمهورية الإسلامية أن اعترضت أو أوقفت سفنا كانت تعبر في الخليج.

وكان من أبرز هذه الأحداث احتجاز الناقلة "ستينا امبيرو" التي ترفع علم المملكة المتحدة في يوليو/تموز 2019. وأوقفت السفينة لاتهامها بصدم مركب صيد، وتم تركها بعد نحو شهرين.

وتزايدت التوترات في الخليج في الأعوام الأخيرة مع اعتماد الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، سياسة "ضغوط قصوى" بحق إيران، لا سيما منذ قراره بالانسحاب أحاديا عام 2018، من الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى حول برنامج طهران النووي.

وتجمع كل المؤشرات على أن طهران ماضية في التصعيد إلى أقصى حد قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب منصبه في 20 ينار/كانون الثاني وهي مؤشرات سلبية تنذر بتفاقم التوترات في المنطقة.

وطالبت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بالإفراج عن ناقلة النفط التي احتجزها الحرس الثوري الإيراني الاثنين في الخليج.

وجاء في بيان أن "وزارة الخارجية تطالب بالإفراج سريعا عن السفينة" التي اتهمها الثوري الإيراني بمخالفة "قوانين البيئة البحرية"، مشيرة إلى أنها تحققت من سلامة أفراد طاقمها، لكن الخارجية الإيرانية ردّت من جهتها بأن احتجاز الناقلة الكورية تم "في إطار القانون".

كما يأتي احتجاز ناقلة النفط قبل زيارة متوقعة لنائب وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية لطهران.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية بخصوص ذلك إن الزيارة ستتم في غضون الأيام المقبلة وسيجري خلالها بحث طلب إيران بأن تفرج كوريا الجنوبية عن أرصدة تبلغ سبعة مليارات دولار مجمدة في بنوكها بسبب العقوبات الأميركية.

وأعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في 2018 بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من اتفاق دولي يقضي برفع العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي. وتصف طهران العقوبات الأميركية بأنها حرب اقتصادية.

وقالت شركتان متخصصتان في الأمن البحري في وقت سابق الاثنين إن السلطات الإيرانية احتجزت فيما يبدو السفينة هانكوك كيمي المملوكة لشركة "دي.إم" للشحن البحري وكانت أبحرت من رصيف الكيماويات البترولية بالجبيل في السعودية قبل الحادث، وإنها احتُجزت داخل المياه الإقليمية الإيرانية وتم اقتيادها باتجاه بندر عباس.