إيران تؤكد المضي قدما في برنامج الصواريخ الباليستية

سفراء بريطانيا وألمانيا وفرنسا حثوا أنطونيو غوتيريش على إبلاغ مجلس الأمن في تقريره التالي بأن برنامج إيران الصاروخي لا يتمشى مع قرار الأمم المتحدة الذي تبنى اتفاق 2015 النووي.

فيينا -  قالت إيران في خطاب للأمم المتحدة اليوم الخميس إنها مصممة على المضي قدما في برنامج الصواريخ الباليستية المثير للجدل.

جاء ذلك في تغريدة نشرها وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر تضمنت نسخة من الخطاب.

وكتب مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تختروانجي في الخطاب "إيران مصممة بشكل حاسم على مواصلة أنشطتها المتصلة بالصواريخ الباليستية ومركبات الإطلاق إلى الفضاء".

وفي وقت سابق الخميس قالت فرنسا إن أنشطة الصواريخ الباليستية الإيرانية لا تتسق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يؤيد الاتفاق النووي مع القوى العالمية في 2015 ودعت طهران لاحترام كل التزاماتها بموجب هذا القرار.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أجنيس فون دير مول في إفادة يومية على الإنترنت "عبرنا مرارا عن بواعث قلقنا القوية إزاء أنشطة الصواريخ الباليستية الإيرانية والتي لا تتسق مع التزاماتها بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2231 والتي تمثل تهديدا للأمن الدولي".

طهران تصعد ضد القوى الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي لفشلها في حماية اقتصادها من العقوبات الأميركية

وكان سفراء بريطانيا وألمانيا وفرنسا قد حثوا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في خطاب جرى توزيعه أمس الأربعاء، على إبلاغ مجلس الأمن في تقريره التالي بأن برنامج إيران الصاروخي لا يتمشى مع قرار الأمم المتحدة الذي تبنى الاتفاق النووي المبرم بين إيران وست قوى عالمية.

وحذر الخطاب الثلاثي من الصواريخ الباليستية الإيرانية وقال إنها قادرة على حمل رؤوس نووية.

وظهر الخطاب في وقت تصاعدت فيه الاحتكاكات بين إيران والغرب مع تراجع إيران تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق بعدما انسحبت واشنطن منه العام الماضي وأعادت فرض العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن في 20 ديسمبر/كانون الأول لتقييم مدى الالتزام بالقرار الداعم للاتفاق النووي وإن الخطاب الأوروبي "سيضيف إلى ذلك النقاش".

ورد ظريف على خطاب الدول الثلاث قائلا إنه يظهر "عجزا بائسا" لتلك الدول عن الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

وكتب ظريف على تويتر "خطاب الدول الأوروبية الثلاث الأخير لمجلس الأمن عن الصواريخ كذب يائس للتغطية على عجزها البائس عن الوفاء بالحد الأدنى من التزامها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة"، مشيرا إلى الاسم الرسمي للاتفاق النووي. وحث بريطانيا وفرنسا وألمانيا على عدم الإذعان "للتنمر الأميركي".

وسعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنقاذ الاتفاق الذي تعهدت إيران بموجبه بتقليص برنامجها المثير للجدل لتخصيب اليورانيوم في مقابل رفع العقوبات. لكن طهران انتقدت القوى الأوروبية الثلاث لفشلها في حماية اقتصادها من العقوبات الأميركية.

وتعتبر الولايات المتحدة أن برنامج إيران للصواريخ الباليستية يمثل تهديدا لأمن الشرق الأوسط، في حين تزعم طهران أن أنشطتها لتطوير الصواريخ ذات طبيعة دفاعية فقط.

وانسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي الجانب من الاتفاق في أيار/مايو 2018 وأعادت فرض العقوبات التي رفعتها عن إيران، وتواصل منذ ذلك الحين تشديد تلك العقوبات.

واعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عقوبات شديدة لإجبار إيران على الجلوس مجددا حول طاولة المفاوضات حتى يتمكن من إبرام اتفاق جديد يكبح برنامجيها النووي والصاروخي ويضع حدا لأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، لكن طهران رفضت الحديث عن تسوية جديدة تحت لغة التهديد بالعقوبات.

ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق انتهكت إيران تدريجياً الحدود المنصوص عليها في الاتفاقية بينما تؤكد أنها يمكن أن توقف ذلك إذا قدمت الأطراف الأخرى صفقة لتخفيف تأثير العقوبات الأميركية، في خطوة ابتزازية للضغط عليها لاتخاذ خطوات ملموسة لضمان المزايا الاقتصادية المنصوص عليها لصالح إيران.

والأحد، حذرت طهران من أنها قد "تعيد النظر جديا" في التزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا لجأت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي إلى آلية حل الخلافات التي قد تؤدي إلى عقوبات.

اير

وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني "إذا أطلقوا (الآلية)، ستكون إيران مجبرة على إعادة النطر جديا في التزاماتها حيال" الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأفاد خلال مؤتمر صحافي في طهران "إذا ظنوا أن ذلك سيفيدهم أكثر فيمكنهم المضي قدما".

وبعد آخر إجراءاتها الشهر الحالي للتراجع عن التزاماتها، حذّرت الدول الأوروبية من أنها ستلجأ لآلية تسوية المنازعات في الاتفاق.
ويتضمن الاتفاق آلية لتسوية المنازعات تنقسم بين عدة مراحل. ومن شأن مسار قد يستغرق أشهراً أن يقود إلى تصويت مجلس الأمن الدولي على إمكانية أن تواصل إيران الاستفادة من رفع العقوبات الذي أقر إبان توقيع الاتفاق.

وفي سبتمبر/أيلول، كشفت مصادر دبلوماسية ولأول مرة عن عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لآثار يورانيوم في الموقع الذي لفت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتباه إليه في كلمة ألقاها العام الماضي ووصفه بأنه "مخزن ذري سري".

وتعتقد أجهزة مخابرات أميركية والوكالة أن إيران كان لديها برنامجا للتسلح النووي أنهته قبل فترة طويلة. وشمل الاتفاق النووي الموقع عام 2015 طي صفحة الماضي رغم أن إيران ما زالت تنفي أن تكون قد سعت لامتلاك سلاح نووي.

ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر المنقضي، أعلنت إيران استأناف نشاطات تخصيب اليورانيوم في مصنعها الواقع تحت الأرض في فوردو في خطوة تصعيدية جديدة.

واليوم الخميس، أعلنت شركة "روس آتوم" الروسية الحكومية للطاقة الذرية أنها أبلغت الجانب الإيراني بتعليق أعمالها على إنتاج النظائر المشعة المستقرة لأغراض طبية بالمنشأة لأسباب تقنية.

وقالت الشركة الروسية إنها علقت العمل في تجديد أحد المواقع في منشأة فوردو "لأسباب تتعلق بتوافق اليورانيوم".

وقالت وحدة تابعة للشركة في بيان "لا يمكن تخصيب اليورانيوم وإنتاج نظائر مستقرة في نفس الغرفة". وأضافت أن من "المستحيل تقنيا" تنفيذ المشروع في هذا التوقيت.