إيران تبتز أوروبا لحمايتها من العقوبات الأميركية

مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض يحذر طهران من إساءة تفسير قرار دونالد ترامب بإلغاء الضربة الانتقامية على إيران في اللحظة الأخيرة على أنه "ضعف".

طهران - نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية کمال خرازي قوله إن إيران قد تقلص بشكل أكبر التزامها بالاتفاق النووي قريبا ما لم توفر لها الدول الأوروبية الحماية من العقوبات الأميركية عبر آلية للتجارة.

ونقلت الوكالة عن خرازي قوله "إذا لم يتخذ الأوروبيون إجراءات خلال مهلة الستين يوما (التي أعلنتها إيران في مايو) فسنتخذ خطوات جديدة… ستكون خطوات إيجابية إذا وفروا موارد لانستكس (آلية التجارة الأوروبية المزمعة)… لجعل التجارة ممكنة".

وتأتي تصريحات خرازي تزامنا مع وصول وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون اليوم الأحد، إلى طهران مع ارتفاع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

ونشر التلفزيون الإيراني الرسمي على الانترنت صور لقاء جمع موريسون بخرازي، الذي كان على رأس وزارة الخارجية الإيرانية سابقا.

ووفقا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) فقد تبادل الجانبان "وجهات النظر حول قضايا المنطقة والتوترات الأخيرة في الشرق الأوسط".

وكانت الخارجية البريطانية ذكرت السبت أن موريسون سيقوم بزيارة قصيرة لإيران الأحد. وذكرت أن "المملكة المتحدة في حوار دبلوماسي مستمر مع إيران. وفي هذا الوقت الذي يزداد فيه التوتر الإقليمي... تعد هذه الزيارة فرصة لمزيد من التواصل المنفتح والصريح والبناء مع الحكومة الإيرانية".

وأضافت الخارجية البريطانية أن موريسون "سيدعو إلى الخفض العاجل للتصعيد في المنطقة وسيعرب عن المخاوف البريطانية والدولية بشأن سلوك إيران الإقليمي وتهديدها بالتوقف عن الامتثال للاتفاق النووي الذي ما زالت المملكة المتحدة ملتزمة به بالكامل".

وكان ريتشارد مور المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الخارجية والمفاوض البريطاني في الاتفاق النووي قد زار طهران في 9 مايو/ أيار الماضي بعد يوم من إعلان إيران تعليق بعض التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي.

ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة في أيار/مايو 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في فيينا عام 2015، وإعادتها فرض عقوبات مشددة على إيران، لتحرم الجمهورية الإسلامية من مكاسب اقتصادية انتظرت الحصول عليها من الاتفاق.

وتوترت العلاقات أكثر منذ إسقاط إيران الخميس لطائرة مسيرة أميركية. وتؤكد طهران أن الطائرة الأميركية اخترقت مجالها الجوي وهو ما تنفيه واشنطن التي قالت إن الحادثة جدت في المياه الدولية.

وفرنسا وألمانيا هما من بين الدول الأوروبية الثلاث، مع بريطانيا، الموقعة على الاتفاق النووي.

إيران تستخدم الملف النووي للضغط على الدول الموقعة عليه
إيران تستخدم الملف النووي للضغط على الدول الموقعة عليه

من جهته حذر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون طهران الأحد، من إساءة تفسير قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء الضربة الانتقامية على إيران في اللحظة الأخيرة على أنه "ضعف".

وقال بولتن قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس "يجب ألا تخطئ إيران أو أي جهة أخرى معادية باعتبار التعقل وضبط النفس الأميركيين ضعفا"، مضيفا "جيشنا أعيد بناؤه وهو جاهز للانطلاق"، بعد يومين على إلغاء ضربات على إيران ردا على إسقاط طهران طائرة أميركية مسيّرة الخميس.

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن لجمعة، أنه ألغى ضربة عسكرية للرد على إسقاط إيران للطائرة المسيرة لأن ذلك كان من الممكن أن يسفر عن سقوط 150 قتيلا.

وأشار ترامب إلى أنه مستعد لإجراء محادثات مع طهران.

وردا على ذلك قال قائد كبير بالجيش الإيراني اليوم الأحد إن "أي صراع في منطقة الخليج قد يخرج عن نطاق السيطرة"، محذرا من أن إيران سترد بحزم على أي تهديد لها.

ونسبت وكالة أنباء فارس إلى الميجر جنرال غلام علي رشيد قوله "إذا اندلع صراع في المنطقة فلن تتمكن أي دولة من التحكم في نطاقه وتوقيته".

وأضاف علي رشيد أنه "على الحكومة الأميركية التصرف بمسؤولية لحماية أرواح القوات الأميركية بتفادي سوء التصرف في المنطقة".

وتوقع هنجبي أن واشنطن ما زال بإمكانها الرد بقوة على الإيرانيين إذا جرى استفزازها في الخليج.

وقال "تعلمت، إذا درست المسرح، أن المسدس الذي يظهر في الفصل الأول سيستخدم على الأرجح في الفصل الثالث... نحن نقترب من الثالث".

وهتف نواب إيرانيون اليوم الأحد، "الموت لأميركا" خلال جلسة برلمانية بعد أن قال نائب بارز إن الولايات المتحدة هي "الإرهابية الحقيقية في العالم".

وقال مسعود بزشكيان نائب رئيس البرلمان في بداية الجلسة التي بثتها الإذاعة الرسمية على الهواء "أميركا هي الإرهابية الحقيقية في العالم من خلال نشر الفوضى في الدول وتزويد جماعات إرهابية بأسلحة متطورة بما يتسبب في انعدام الأمن وما زالت تقول "تعالوا لنتفاوض".

وجاءت الهتافات، التي كثيرا ما تكررت منذ الثورة الإسلامية في 1979 والتي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة، بعد أسابيع من قول ترامب في مقابلة مع محطة تلفزيونية أميركية "إنهم (الإيرانيون) لم يصرخوا 'الموت لأمريكا' مؤخرا".