إيران تبتز بريطانيا: غريس 1 مقابل ستينا امبيرو

إيران تعرض ضمنا التفاوض حول عملية لمبادلة الناقلة التي ترفع علم بريطانيا والمحتجزة لديها مقابل ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة لدى سلطات جبل طارق.

العرض الإيراني جاء بينما بدأ جونسون تشكيل الحكومة البريطانية الجديدة
موقف لندن لم يتضح بعد حتى مع تعيين دومينيك راب وزيرا للخارجية
طهران خططت لاحتجاز 'ستينا امبرو' لمقايضتها بـ'غريس1'

طهران - عرضت إيران اليوم الثلاثاء ضمنا التفاوض مع لندن على تبادل ناقلتي النفط البريطانية المحتجز لدى طهران والإيرانية المحتجزة لدى سلطات جبل طارق، في عرض مقايضة يبدو أنها خططت له مسبقا حين حولت مسار ناقلة تحمل العلم البريطاني بدعوى أنها اخترقت قانون البحار الدولي.

ويأتي العرض الإيراني بينما أعرب مالكو الناقلة التي ترفع العلم البريطاني والمحتجزة لدى إيران عن أملهم في تحقيق "تقدم ايجابي" بعد تحدثهم مع طاقم السفينة.

واعتبر احتجاز السفينة 'ستينا امبرو' خطوة إيرانية للرد على احتجاز السلطات البريطانية الناقلة الإيرانية 'غريس 1' قبالة جبل طارق هذا الشهر للاشتباه بأنها تنقل النفط إلى سوريا في انتهاك للعقوبات الأوروبية.

وجاء العرض الإيراني أيضا بينما بدأ رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، تشكيل حكومته الجديدة بعد استقالة عدد من الوزراء وقام بتعيين ساجد جاويد ليصبح وزيرا للمالية. وبريتي باتيل التي استقالت من حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيرزا ماي، وزيرة للداخلية خلفا لجاويد.

 وكلف جونسون دومينيك راب الذي استقال أيضا من منصب وزير شؤون بريكست في حكومة ماي، ليصبح وزيرا للخارجية. وقال راب اليوم الأربعاء في أول تعليق له بعد تعيينه، إنه لن يقفز إلى أي استنتاجات بشأن قضية التوتر مع إيران.

ولاتزال الصورة غير واضحة في بريطانيا في انتظار استكمال تشكيل الحكومة الجديدة للبت في احتجاز الناقلة 'ستينا امبيرو' وما إذا كانت ستمدد احتجاز الناقلة الإيرانية 'غريس 1' أم ستقبل مبدأ المقايضة.

سلطات جبل طارق مددت احتجاز ناقلة النفط الإيرانية غريس 1 العملاقة شهرا آخر
سلطات جبل طارق مددت احتجاز ناقلة النفط الإيرانية غريس 1 العملاقة شهرا آخر

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء اجتماع للحكومة "لا نريد استمرار التوتر مع بعض البلدان الأوروبية"، بحسب موقعه الرسمي.

وفي إشارة واضحة للتوتر مع بريطانيا، قال إنه "إذا التزمت هذه البلدان بالأطر الدولة وتخلت عن إجراءاتها الخاطئة بما فها ما ارتكبوه في جبل طارق، سشهدون ردا مناسبا من جانب إيران".

ومنذ احتجاز إيران للناقلة 'ستينا امبرو' يوم الجمعة الماضي، لا يزال طاقمها محتجزا في ميناء بندر عباس جنوب طهران بتهمة انتهاك "قوانين النقل البحري الدولية".

وقال مالكو الناقلة الأربعاء إنهم تمكنوا من الحديث مع الطاقم الذي يضم 18 هنديا وثلاثة روس وواحد من لاتفيا وآخر من الفيليبين.

وقالت شركة الشحن السويدية "ستينا بالك" في بيان "نستطيع أن نؤكد أننا أجرينا اتصالات مباشرة مع طاقم السفينة ستينا امبيرو في وقت متأخر أمس (الثلاثاء)"، مضيفة "الجميع سالمون ويتعاونون بشكل جيد مع الإيرانيين على متن السفينة".

وقال الرئيس التنفيذي للشركة ايريك هانل "نحن بالطبع نقدر هذه الخطوة ... وهذا أول مؤشر أننا سنشهد قريبا تقدما إيجابيا من السلطات الإيرانية".

ويأتي التوتر بين إيران وبريطانيا وسط تزايد حدة العداء بين طهران والولايات المتحدة، حليفة بريطانيا.

وزاد التوتر منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بهدف خفض نشاطات إيران النووية، وإعادة فرضه العقوبات على طهران.

ومنذ أن بدأت إدارة ترامب في حملة "الضغوط القصوى" ضد إيران هذا العام تدهور الوضع مع إسقاط طائرات مسيرة وشن هجمات غامضة على ناقلات نفط في مياه الخليج الحساسة.

ونفى الحرس الثوري الإيراني اليوم الأربعاء إسقاط طائرة إيرانية مسيرة وتحدى الولايات المتحدة أن تثبت تصريحات الرئيس ترامب بالعثور عليها في قاع البحر.

وقال القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي "أعلن رسميا أنه لم يتم إسقاط أي طائرة إيرانية مسيرة"، مضيفا بحسب ما أورد موقع الحرس الرسمي "إذا كان الأعداء يزعمون إسقاط طائرات إيرانية مسيّرة، فعليهم أن يعرضوا أدلتهم وإثباتاتهم".

وكانت إيران أسقطت الشهر الماضي طائرة أميركية مسيرة من طراز "غلوبال هوك" قالت إنها دخلت أجوائها. وتنفي طهران مرارا فقدان أيا من طائراتها المسيرة.

وردا على النفي الإيراني، قال ترامب الثلاثاء انه تم إسقاط طائرة إيرانية مسيرة، مضيفا "تستطيعون رؤيتها في قاع تلك المياه الجميلة".

ورد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي الأربعاء على تصريحات ترامب بقوله إن الجمهورية الإسلامية عرضت حطام الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها.

وقال بحسب وكالة فارس للأنباء "إذا كان هناك من يدعي أنه أسقط طائرتنا المسيرة، فعليه أن يثبت ذلك ... لم يتم إسقاط أي طائرة مسيرة للجمهورية الإسلامية".

أكد روحاني خلال اجتماع الحكومة أن إيران مستعدة لمحادثات في حال وجود "هدنة" في العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.