إيران تبتز جميع دول الخليج بالأمن

ظريف: إما أن تنعم دول الخليج جميعها بالأمن أو ينحرم منه الجميع.

الكويت - ذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقال بصحيفة الرأي الكويتية الخميس أنه "إما أن تنعم دول الخليج جميعها بالأمن أو ينحرم منه الجميع".
وتحمل السعودية، التي تخوض عدة حروب بالوكالة في المنطقة مع عدوها اللدود إيران، طهران مسؤولية الهجمات على اثنتين من منشآتها النفطية في 14 سبتمبر/أيلول، وهو اتهام تنفيه الجمهورية الإسلامية. وتقول المملكة إنها تفضل حل خلافاتها مع إيران سلميا وليس عسكريا.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجوم على المنشأتين، لكن السعودية رفضت ذلك.
وتلقي الولايات المتحدة والسعودية كذلك على إيران بالمسؤولية عن هجمات على ست ناقلات نفط في مايو/أيار ويونيو/حزيران، وهو ما تنفيه طهران أيضا.
وقال ظريف في مقاله إنه يمكن تحقيق الأمن للخليج عبر الحوار بين دول المنطقة، ومنها السعودية، وبدون تدخل من قوى خارجية.
وليست هذه المرة الأولى التي تُسوق فيها إيران لخطاب التعاون والحوار في الوقت الذي دفعت فيه بشدة لتوتير الوضع حيث دعت ايران في اب/اغسطس الدول الخليجية للتعاون والحوار لحماية أمن المنطقة بعيدا عن أي تدخل أجنبي، في دعوة تبدو موجهة للاستهلاك الإعلامي ومحاولة للهروب إلى الأمام في مواجهة الضغوط الدولية، فيما تعكس في الوقت ذاته ضيق الخيارات أمام النظام الإيراني.
ولا تملك إيران هامشا واسعا من المناورة للخروج من مأزقها، وقد استنفدت تقريبا كل الخيارات المتاحة أمامها سواء للالتفاف على العقوبات الأميركية او فيما يتعلق بتوتر علاقاتها مع دول المنطقة.
وحاولت طهران مرارا فتح باب للحوار مع المملكة العربية السعودية وذلك لتخفيف حدة التوتر والعمل على مواجهة العقوبات الاميركية لكن المواقف السعودية دائما ما تكون صارمة في رفض اية حوار مادامت لم تستجب طهران للقرارات الدولية وتخلت عن سياساتها في تهديد المنطقة عبر استهداف ممرات النفط والمنشئات النفطية او عبر دعم المجموعات المتمردة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.

وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير
السعودية ترفض الحوار مع ايران مادامت لم تلتزم بالقرارات الدولية وتوقفت عن دعم الارهاب

ورفض وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في تدوينة له على تويتر الاسبوع الماضي تصريح الرئيس الايراني حسن روحاني حول بعث الرياض رسائل له عبر دول اخرى.
وجدد الجبير موقف السعودية من التجاوزات الإيرانية قائلا "موقف المملكة أعيده هنا لعلهم يسمعون: أوقفوا دعمكم للإرهاب، و سياسات الفوضى والتدمير، والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، و تطوير أسلحة الدمار الشامل، وبرنامج الصواريخ الباليستية، تصرفوا كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب."
ورغم الحديث الايراني عن حوار لم تظهر طهران أي مرونة لتهدئة التوتر في المنطقة بل صعّدت من تهديداتها لأمن الملاحة البحرية وانتهكت الاتفاق النووي بتقليص بعض من التزاماتها ولوحت بالمزيد، مواصلة في الوقت ذاته دعم وتسليح المتمردين الحوثيين الذين يشنون هجمات على أهداف في المملكة بصواريخ وطائرات إيرانية الصنع.
وعلى الجبهة السياسية تحاول إيران تسويق نفسها كجهة تدفع للحوار سبيلا لإنهاء الأزمة في محاولة لمغالطة الرأي العام العالمي والإيهام بأنها تجنح للسلام.
لكن الوقائع تشير إلى عكس ما تسوق له طهران وتكشف بوضوح مناوراتها لكسب الوقت في خضم التوتر المتصاعد في المنطقة.
وتراهن القيادة الإيرانية على طول النفس في معركة ليّ الأذرع التي تخوضها في المنطقة مستغلة التحذيرات الدولية من انزلاق التصعيد الكلامي إلى مواجهة عسكرية فعلية كارثية على الأمن الإقليمي والدولي وعلى الاقتصاد العالمي.
وتدرك إيران أن مفتاح التهدئة بيدها هي ويبقى رهين توقفها نهائيا عن دعم وتمويل وتنفيذ أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
ويؤكد متابعون لتطورات ملف التوترات الأخيرة في الخليج، أن التصريحات الإيرانية مجرد ذر رماد في العيون ومحاولة للقفز على مسببات الأزمة.
والعلاقات السعودية الإيرانية مقطوعة منذ يناير/كانون الثاني 2016 وذلك بعد اعتداءات محتجين إيرانيين على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد على خلفية إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهم تتعلق بالإرهاب. ولم تتحرك السلطات الإيرانية حينها لحماية البعثات الدبلوماسية السعودية على أراضيها.